كم حز في نفسي أول ما وصلني خبر الهجوم على مستشفى وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء وتتابعت الأخبار وكانت صدمة بكل ما تحمله من فاجعة. والله كم حذر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي عندما قال حينها إن انقطاع الكهرباء يقتل الكثير من المرضى في المستشفيات والأطفال الخدج في الحاضنات، وكان عند قدر المسؤولية الكبيرة رحمة منه بأرواح المرضى فما بالنا بسلاح ومسلحين وسيارة وانتحاريين يدخلون فيقتلون (من شق وطرف) وكل من يصادفونه في طريقهم.وعلمنا بعد تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق عن الشهداء الذين قضوا نحبهم من جنود وأطباء وممرضين وزائرين يطلبون العلاج والعناية آمنين في هذا المكان الآمن.. ومما زادني ألماً هو الجريح الذي فقد يده أو رجله أو عينه أو رئته أو أصيب في عموده الفقري فتألمت لهم لأنهم يعيلون أطفالاً وزوجات ووالدين انهم يعيلون أسراً فجاءت لهم هذه الفاجعة وقيدتهم وصاروا جرحى تعطلت حياتهم، لا حول ولا قوة الا بالله.لابد لنا جميعاً من مساعدتهم ونشر اسمائهم والتعريف باصاباتهم عبر كل الوسائل المتاحة ليعطوا التكريم والرعاية والاهتمام والمواساة الصادقة الدائمة فقد كتب لهم بعد هذا الحادث أن يكونوا هكذا. لا تهملوهم أينما كانوا. إن الكتابة في مثل هكذا أمور هي بمثابة تنفيس وارسال الرسائل لكل من يقرأها لعل وعسى أن تجد أصحاب الامكانيات المتاحة في هذا البلد في ظل وضع اقتصادي متدهور لكن الخير موجود كما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: «الخير في وفي أمتي إلى أن تقوم الساعة».لم تفن الدنيا ولم تنته فالخير موجود في قلوب أهل الخير وهم كثر لكنني من خلال هذه المقالة أناشد الجميع بارسال مفاهيم صحيحة لكل شيء من خلال الوعاظ والمفكرين والسياسيين وأبناء الشعب فيها صور التوحد والمحبة وندائي هو وقف التعبئة الخاطئة أكانت سياسية أو دينية أو فردية أو ثأرية لابد للنفوس أن تهدأ ولابد للدولة أن يُسمع صوت العدل والحق والانصاف منها وتكون يدها عليا وطويلة. يجب أن يوقف هذا العبث المنتشر طولا وعرضا ولن يقف الا ببناء دولة يحكمها النظام والقانون، دولة تكون لها هيبة عند الصغير والكبير. لقد كتبت مقالتي هذه «جرحى تعطلت حياتهم» وكم من أمور كثيرة تعطلت حتى صاحت الخزينة والاقتصاد هل نعد أنفسنا معهم؟ قد يكون الأمر كذلك واسمحوا لي أن ادخل هذا البيت من الشعر الذي جاء في أغنية «قتلتني بلا سلاح» هؤلاء جرحى هذا الغدر وكثيرون من هذا الشعب قتلى وجرحى من عذابات ومآس اصابتهم وعطلت حياتهم وأفسدت أرزاقهم.. «اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه».
جرحى تعطلت حياتهم
أخبار متعلقة