إعداد/ د. محمد أحمد الدبعيهشاشة العظام من الأمراض التي تتميز بانخفاض واضح في كثافة العظام وتدهور في البنيان الدقيق للعظام مما يتسبب في زيادة معدل ضعف كثافتها وزيادة القابلية للتعرض للكسور، خاصة في منطقة العمود الفقري والفخذ..ومن المعروف أن انخفاض مستوى كثافة العظام في فترة ما قبل انقطاع الطمث من أهم الأسباب المفضية إلى هشاشة العظام والكسور في المراحل المتقدمة من العمر.أيضاً دخول مرحلة سن اليأس بمستوى منخفض في كثافة العظام من أهم أسباب حدوث الهشاشة والكسور.إن اكتساب الصفات الجينية الفاعلة لزيادة معدل التصنيع أثناء فترات النمو لا بد له من التمتع بصحة جيدة أثناء الطفولة واكتساب مستوى معتدل من النشاط الرياضي بما يضمن نمو العظام بشكلٍ طبيعي. كذلك الاحتفاظ بمستوى غذائي جيد يضمن إمداد الجسم بكافة العناصر الغذائية اللازمة للنمو في كافة مراحل العمر.إن أقصى حجم عظام يصل إليه الإنسان هو ما بين سن( 25 - 30عاماً)، فلابد من توجيه عناية خاصة بالشباب في مرحلة المراهقة، وكذا البالغون الصغار باعتبارهم عرضة لهذه المشكلة وذلك لتجنب مخاطر الإصابة بهشاشة العظام .وهناك العديد من العوامل التي تتحكم في كثافة العظام ؛ فالفتيات اللاتي يُجهدن كثيرا ويمارسن أعمالا مجهدة وهن في أعمار صغيرة نسبياً - كالحال بالنسبة لبعض الفتيات في الأرياف- يحتفظن بنسبة بسيطة من دهون الجسم ويعانين بقوة من انخفاض معدل هرمون (الأستروجين والبروجستيرون). عدا عن ذلك تأثر معدل (الكولسترول) والعناصر الغذائية الأخرى المكملة.وقد تم توصيف التمرينات الرياضية المعتدلة علاجاً طبيعياً رخيصاً لهشاشة العظام ولزيادة معدل كثافة العظام أثناء المراحل العمرية الصغيرة والمتقدمة على السواء ولمنع فقدان العظام في المراحل العمرية المتقدمة .ونتيجة لهذه العوامل فإن هؤلاء الفتيات الصغيرات قد لا يستطعن الوصول إلى أقصى معدلات لكثافة العظام المتاحة لأقرانهن، بل على العكس فمن الممكن أن يصبن بهشاشة العظام المبكرة وتبعاتها، وبالتالي يتعرضن كثيراً للكسور.وعلى عكس الأعمال الشاقة اليومية المجهدة هناك الأعمال المفيدة التي تعمل على زيادة نسبة كثافة العظام، لاسيما في منطقتي العمود الفقري والفخذ للسيدات في مرحلة سن اليأس.كما إن تناول الكميات الصحيحة من(الكالسيوم) في الوجبات من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم شيء ضروري يفيد في زيادة كثافة العظام لدى الشباب والبالغين الصغار ويساعد على تقليل معدلات فقد العظام لعناصرها في المراحل المتقدمة من العمر.واللاتي يتبعن أنظمة غذائية صارمة ومنخفضة في السعرات الحرارية هن بالطبع أقل تناولاً (للكالسيوم) من غيرهن، ومن ثم هن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام في المراحل العمرية المتقدمة.ويرتبط انخفاض معدل (هرمون الأستروجين) بزيادة معدل هدم وامتصاص العظام، ومن ثم زيادة خطورة الإصابة بالهشاشة.وأصبح في حكم المؤكد علمياً الآن أن النساء اللاتي يعانين من اضطراب في الدورة الشهرية هن بالتالي يعانين من انخفاض في كثافة العظام، ومن ثم زيادة معدلات الإصابة العظمية والمفصلية والعضلية بصورة ملحوظة، وقد تظهر أعراض انخفاض كثافة العظام بعد حوالي (ثلاث سنوات) فقط من أعراض عدم انتظام الدورة الشهرية .واللاتي يعانين من انخفاض ملحوظ في مستوى (الأستروجين) هن عرضة أكثر للإصابة بانخفاض معدل كثافة العظام في سن صغيرة أي في مرحلة ما قبل سن اليأس.وبالتالي أصبح واضحاً الآن وجود علاقة قوية بين صحة العظام والعادات الغذائية والتدريبات الرياضية وتوقف الطمث عند النساء والفتيات.وبالمقابل فإن الممارسات الغذائية الخاطئة والإجهاد البدني ، كلاهما مرتبط بانتظام الدورة الشهرية .ومن المفارقات الطريفة- التي أود ذكرها ختاماً- أن النساء البدينات اللاتي يتمتعن بحيوية ونشاط حركي يتمتعن بكثافة عالية للعظام نسبياً عن غيرهن من غير البدينات .
هشاشة العظام .. ما علاقتها بالإنجاب؟!
أخبار متعلقة