على هامش ندوة نظمتها المؤسسة الطبية الميدانية إحياءً لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
أجرى اللقاءات/ محمد فؤاد - تصوير/ قيصر ياسيناحتفت المؤسسة الطبية الميدانية في كلية الطب والعلوم الصحية باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في ندوة التوعية المباشرة للعاملين في مجال الصحة لمواجهة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي تحت شعار «من السلام في المنزل إلى السلام في جميع أنحاء العالم ،معاً لوقف العنف ضد المرأة».وعلى هامش انعقاد الندوة التقت صحيفة (14اكتوبر) مع الجهة المنظمة وعدد من المشاركين حول موضوع العنف ضد المرأة فكانت حصيلة اللقاءات كالتالي:المؤسسة والتطورات الجديدةفي البدء استعرض الدكتور مهيب عباد رئيس المؤسسة الطبية الميدانية بعدن مهام وأهداف المؤسسة منذ ثلاث سنوات من تأسيسها وتفرغها في مجال العمل الميداني التطوعي والإغاثة إلى جانب اهتمامها بالتدريب والتأهيل للكوادر الصحية الشابة ،معتبراً أن مثل هذه الفعاليات النوعية تعد باكورة أعمال المؤسسة فيما يعرف بمصطلح (النوع الاجتماعي) والعنف الموجه ضد المرأة.وقال إن المؤسسة تطورت وتوسعت بفعل جهود المتطوعين من كلية الطب والأسنان والخريجين من معهد أمين ناشر للعلوم الصحية بالمحافظة ،مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المؤسسة منذ نشأتها كانت تعنى بأعمال الإغاثة وتطورت لتهتم بجانب التوعية الصحية.وأضاف في سياق حديثه أن المؤسسة وضمن مشروع عملها امتد عطاؤها ليصل إلى افتتاح ثلاثة فروع لها في محافظات (شبوة، والضالع ، وأبين) إلى جانب مكتبها الرئيسي بعدن، مؤكدا أنهم يسعون خلال العام القادم 2014م إلى تأسيس فروع أخرى للمؤسسة لتشمل محافظات (الحديدة، وحضرموت،ولحج، والمهرة) مضيفاً إن مشروع مكافحة سوء التغذية الذي تدعمه اليونيسف مازال متواصلاً في المحافظات المستهدفة. وأشار مهيب في حديثه إلى أن المؤسسة ستنفذ خلال العام القادم العديد من البرامج فيما يخص التدريب المستمر للكوادر الصحية لتغطية النقص الكبير للعاملين الصحيين وتأهيلهم، مؤكدا في ختام حديثه أن المؤسسة قد أحيت اليوم العالمي لمكافحة الايدز بالتعاون مع البرنامج العالمي لمكافحة مرض الايدز ومن خلال التوعية بأسباب انتقال هذا المرض وكيفية الوقاية منه إلى جانب القضاء على وصمة التمييز للمرضى المصابين به، وتشمل الحملة ثلاث محافظات وستطور لتصل إلى ست محافظات ،ودعا الدكتور عباد في حديثه الطلاب من كلية العلوم الصحية والمعاهد إلى الانخراط بالعمل التطوعي في المؤسسة ،باعتبار التطوع جزءاً أساسياً من ديننا الحنيف ويصب في خدمة المواطن وعملاً إنسانياً بالدرجة الأولى.هدف الندوةمن جانبها أكدت الدكتورة أسماء دريب المدير التنفيذي للمؤسسة الطبية الميدانية إن الهدف من عقد هذه الندوة التي حملت شعار «من السلام في المنزل إلى السلام في العالم » هو وقف العنف ضد النساء واعتبرتها المبادرة الأولى التي تتبناها المؤسسة تزامناً مع الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد النساء المتمثلة بـ (16) يوماً ، وفكرة هذه الندوة هي رفع الوعي في أوساط الطلاب والخريجين الجامعيين في كلية الطب والأسنان بعدن ، والعمل على تشكيل شبكة لحماية هؤلاء النساء سواء بالتوعية أو علاجهن صحياً ونفسياً ومن كافة النواحي.وقالت الدكتورة دريب أن خوض المؤسسة في مثل هذه المجالات الجديدة في التوعية يعد بادرة طيبة لتنضم إلى بقية المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية لحماية النساء بما يعرف بمصطلح (النوع الاجتماعي)،مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل على مشروع كبير للحد من سوء التغذية عند الرضع وصغار الأطفال بالتعاون مع اليونيسف وهو البرنامج التغذوي للأطفال اقل من خمس سنوات وسوف ينتهي المشروع في نهاية شهر ابريل من العام القادم2014م ،مضيفةً أن المؤسسة اختصت ببرامج جديدة تعنى (بالنوع الاجتماعي) واستبشرت دريب أنه في العام القادم سيكون للمؤسسة مزيج من المشاريع والأنشطة والفعاليات.التصدي للظاهرةمن جانب آخر تطرقت الدكتورة رجاء عبد احمد نائب العميد لشؤون الطلاب في كلية الطب البشري إلى انعقاد الندوة الخاصة بالعنف ضد المرأة قائلة: لاشك أن العديد من القضايا والممارسات ضد المرأة بحاجة إلى التوعية العامة بأحكام الشريعة الإسلامية حولها من خلال التوعية بخطورة مثل تلك الممارسات ونتائجها السلبية التي تمس المرأة والمجتمع،ومخالفتها الصارخة لكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام باعتبارها مهمة فقهاء علوم الشريعة والمرشدين وخطباء المساجد،مضيفة : من الضروري قيامهم بتصويب المفاهيم المغلوطة نحو مختلف قضايا المرأة كالتعليم واختيار شريك الحياة وتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية ،ودعت إلى ضرورة العمل بجدية على التصدي لكافة أشكال العنف ضد المرأة، وتغيير التوجه الاجتماعي تجاهها بالتوازي مع تعديل البناء القانوني وفلسفته في هذه الشؤون، وقالت في الخلاصة انه لابد أن نقر بحقيقة أن مناهضة العنف ضد المرأة في اليمن،تتطلب جهوداً كبيرة سواء في الجوانب الاجتماعية أو في مجال القانون وذلك لوجود العديد من المعوقات في مقدمتها تدني الوعي للتفريق بين الحرص على أهمية الاستقرار الأسري وبين ضمان حصول المرأة على حقوقها في سبيل مصلحة الأسرة والمجتمع وتحقيقها للعدالة الاجتماعية. وفي الندوة استعرض عدد من الأطباء والمهتمين بهذا المجال مجموعة من الأوراق الخاصة بمناهضة العنف ضد المرأة إلى جانب تعريف العنف ضد المرأة والاتفاقيات المتعلقة بحماية المرأة والأطر القانونية ووجهة نظر الإسلام حول موضوع الظاهرة.