أمين درهم:خلال السنوات الماضية، قمت بالعديد من الزيارات لجزيرة سقطرى ودوماً ما كنت ألاحظ البهجة والابتسامة في وجوه سكانها رغم الآلام والصعوبات التي يعانون منها، لكن في زيارتي الأخيرة الأسبوع الماضي كانت الفرحة تعم المكان وكان التفاؤل حاضراً لدى أبناء الجزيرة أكثر من أي وقت آخر وذلك بعد استقبالهم خبر إعلان سقطرى محافظة رقم 22.في هذه الزيارة، كنت برفقة عشرة من رجال الأعمال اليمنيين المقيمين في الخليج العربي وكندا، حيث أبدوا رغبتهم في القيام بمشاريع استثمارية وخيرية في الوقت نفسه .وفعلاً، استطاع الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يقدم لأبناء سقطرى أكبر إنجاز يمكن لهم من خلاله أن ينهضوا بهذه الجزيرة الساحرة التي عاشت لسنوات عديدة تحت وطأة حكم مركزي ساهم في تأخير وعرقلة تنفيذ طموحات أبناء هذه المنطقة الحريصين دوماً على النهوض بجزيرتهم والحفاظ عليها ما قد يضر بسمعتها ومكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية في العالم.تحول الجزيرة إلى محافظة كان حلماً يراود أبناء الجزيرة وكل محبيها زمناً طويلاً وأضحى اليوم حقيقة ماثلة للعيان حيث ظلت الجزيرة في حالة اهتزاز إداري فتارة تتبع لمحافظة المهرة وتارة أخرى تتبع محافظة عدن وفي أحيان أخرى تتبع محافظة حضرموت. وقد فشلت تجارب الارتباط تلك وهو ما جعل رئيس الجمهورية وبعد عدة تقارير وتوصيات أن يصدر قراراً بإعلان الجزيرة محافظة، حيث قام رئيس الجمهورية بزيارة للجزيرة وزف البشرى في ليلة عيد الأضحى وخاطب أبناء الجزيرة بعد صلاة العيد بأن يبذلوا قصارى جهدهم واهتمامهم بمحافظتهم الفتية والتركيز على قضايا الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والبيئة والطرقات باعتبارها قضايا تتصدر الأولويات في المرحلة المقبلة.ولكن لا يمكن لهذا القرار أن يكون فعالاً إلا إذا تم تعيين محافظ ذي كفاءة عالية لا ينتمي لأي حزب ويفضل أن يكون من أبناء سقطرى وليس هناك مانع أن يكون من غير أبناء الجزيرة على أن يكون المحافظ المُعين مدركاً لاحتياجات الجزيرة وقريباً من معاناة سكانها وأن يمتلك الهمة العالية والخلفية الثقافية والفنية العالية والحس الجمالي بالإضافة إلى الخبرة الإدارية الطويلة، وأن يعين للمحافظ وكيلان فقط أحدهما للشؤون المالية والإدارية والآخر للشؤون البيئية والتخطيط على أن يستعان بخبير في مجال البيئة من جمعية أصدقاء سقطرى من حديقة النباتات الملكية في ادنبره المملكة المتحدة.كما أقترح تشكيل هيئة استشارية لإبداء الرأي والرقابة على سير أعمال المحافظة حتى نحافظ على خصوصية هذه المحافظة الفتية وعلى أن تكون من الشخصيات المحبة للجزيرة ومن علماء البيئة سواء كانوا يمنيين أو أجانب، على سبيل المثال مدير اليونسكو في اليمن، وهيئة المحافظة على المدن التاريخية، ورئيس جمعية أصدقاء سقطرى ، ومهندس من مؤسسة الكهرباء، ومن مجلس الترويج السياحي، ومن الهيئة العامة لحماية البيئة ،ومهندس من جمعية محبي سقطرى ، وشخصية اعتبارية من أبناء سقطرى .وأقترح على المحافظ الجديد الذي سوف يعين قريباً أن يعمل خطة عمل ويبدأ بتنفيذ الأهم قبل المهم، وهذه الخطة لا تحتاج إلى دعم من البنك الدولي ولا من المانحين بل تتطلب إرادة سياسية شجاعة وحب الوطن:•منع دخول القات والشمة والأكياس البلاستيكية إلى الجزيرة ويستند في ذلك إلى قرار المجلس والسلطة المحلية رقم 57 في عام 2007 الخاص بمنع دخول القات إلى الجزيرة وأيضا إلى القانون رقم 275 لعام 2000م الصادر بقرار جمهوري بمنع زراعة شجرة القات منعا باتاً في الجزيرة.•إنشاء متنزهات واستراحات ونواد رياضية ومكتبة عامة وتزويدها بكمية من الكتب المكدسة في مخازن وزارة الثقافة في صنعاء من عام 2004م . وبالإمكان أن تكون المكتبة في مقر كلية التربية - حديبو مؤقتاً، يمكن أن يلجأ إليها الشباب للالتقاء هناك وعمل برامج ثقافية وفنية ورياضية بدلاً من جلسات القات التي بدأت تغزو سقطرى. وأيضاً يجب تشييد حديقة أطفال علماً بأن مؤسسة همة شباب للتنمية عند زيارتها للجزيرة في عام 2012م قد تبرعت بتشييد حديقة للأطفال وعلى الإدارة المحلية توفير الأرضية المناسبة لهذا الغرض .•إخراج المخطط المحبوس في أدراج مكتب الأشغال منذ وقت طويل والبدء بتنفيذه حيث إن البناء اليوم أصبح عشوائياً وهذا سوف يشوه مستقبل الجزيرة.•يمنع دخول الدراجات النارية و يكتفى بما هو موجود حالياً وعلى إدارة المرور ترقيم جميع أنواع السيارات والدراجات الموجودة في الجزيرة .•عمل مخطط عام (Master Plan) للجزيرة فوراً، وبهذا المخطط سوف يحدد كل ما تتطلبه الجزيرة من أراض مخصصة لبناء المصالح الحكومية والمحميات والحدائق والمدارس والجامعات والفنادق والأسواق التجارية وغيرها من المرافق الحضرية .•سفلتة و إنارة شوارع العاصمة حديبو ومدينة كلنسيا وعمل مشروع المجاري للمدينتين.•تطوير مشروع المياه بما يتناسب واحتياجات أبناء الجزيرة الذين يعانون من هذا النوع من الخدمات، رغم توفر المياه بكميات كبيرة في الوديان والجبال.•انجاز كلية المجتمع وكذا المستشفى الحكومي المتوقف العمل به منذ أكثر من ثلاث سنوات.•مطلوب عمل خطة لجمع مياه الأمطار في خزانات ويستفاد من المياه في زراعة الخضروات والفواكه والأشجار النادرة في الجزيرة حيث أن مشتل الحاج أديب يحتوي على حوالي عشرة ألاف شتلة أغلبها شجرة دم الأخوين ويحتاج إلى غرسها في مواقعها المحددة . •الميناء أحد أهم شرايين الحياة لهذه الجزيرة ومن العيب أن تبقى المناقصة الخاصة بالشركة الاستشارية مجمدة في اللجنة العليا للمناقصات ووزارة النقل وإدارة موانئ البحر العربي في المكلا لمدة طويلة بدون البت فيها. ومطلوب أيضاً توصيل الصحف الحكومية إلى الجزيرة .•مطلوب تقوية بث محطة الإذاعة أف أم (F.M) وزيادة مدة البث لمدة 12 ساعة على الأقل، هذه المحطة افتتحت مطلع العام الجاري حيث أنها تغطي فقط العاصمة حديبو ولساعات محدودة في الفترة الصباحية.•بخصوص مشروع الكهرباء كان قرار اللجنة العليا للمناقصات بالموافقة على شراء مولدين قوة كل مولد ميجا ونصف ميجا وات وبلغت الكلفة مع البناء والنقل مبلغ خمسة ملايين دولار وسوف يبدأ العمل به قريبا.ًولكن أين مشروع الشبكة الكهربائية ؟ ينبغي عمل دراسة للعاصمة حديبو والمناطق المجاورة على أن يتم نقل التيار بواسطة كابلات أرضية تجنباً لموسم الرياح الذي سوف يضر بالشبكة الهوائية وعلى أن تعلن المناقصة والبت فيها سريعاً لكي يتم إنجاز مشروع الطاقة والشبكة في وقت واحد . أما باقي مناطق الجزيرة أكان في الجبل أو في الساحل فتكون الإنارة بواسطة الطاقة الشمسية والرياح. ويجب الا يدخل الديزل إلى المحميات وباقي مناطق الجزيرة.•التلفون النقال يغطى فقط العاصمة حديبو والمنطقة الغربية من الجزيرة والمطلوب تغطية باقي مناطق الجزيرة وأيضاً إدخال باقي أنظمة التلفون السيار لأهميتها علماً أن النظام الفعال حالياً يمن موبايل فقط .•يتم إعادة تأهيل المحميات أكانت في الجبال أو الشواطئ حيث انها قد أهملت لمدة ثلاث سنوات لعدم وجود سياح في الجزيرة .•النظافة والسلامة شبة معدومة وعلى الحكومة توفير سيارتي إطفاء الأولى للعاصمة حديبو والثانية في كلنسيا وأيضا مطلوب صندوق نظافة مثل باقي المحافظات.•الملاحظ أن بعض أخواننا الخليجيين بدؤوا بشراء أراض كبيرة وأقترح الا يتم ترخيص البناء إلا بعد عمل المخطط الحضري (Master Plan) ، فجزيرة سقطرى ليست شرم الشيخ أو جزر القمر هذه الجزيرة تم تسجيلها في التراث الطبيعي العالمي وإعلانها في عام 2008م ضمن قائمة المحميات الطبيعية العالمية فيجب الانتباه لهذا الموضوع المهم.
|
تحقيق
سقطرى تبتهج بعد سنوات من التهميش
أخبار متعلقة