تباعا يلقي الحزن بظلاله الكئيبة وكلكله الثقيل على مجرى حياتنا، فلكأنما هو قدر علينا فمن حزن مضن إلى حزن أضنى ، فقبل أسبوعين ودعنا المناضل محمد سليمان ناصر إلى مثواه الأخير، واليوم نودع واحداً من قدامى المناضلين اليمنيين، نكل به الظلم والاستبداد والقهر منذ طفولته فرحل وترحل باحثاً عما يزيل ويزيح عنه كل ذلك، قدم كل ما يمكنه تقديمه كمناضل في سبيل الحرية والاستقلال والبناء. بعد رحلة طويلة من المعاناة والتشرد والغياب عن الأهل والوطن نتيجة لظروف قهرية قسرية فرضتها حرب صيف عام 1994م على الرفيق محمد علي القيرحي ورفاقه، عانى خلال تلك الفترة هو وزملاؤه من ظروف صعبه وقاسية خارج وطنه، نصدم بخبر وفاته، يغادرنا فجأة ليلحق بمن سبقه من زملائه إلى الرفيق الأعلى حيث وافته المنية بتاريخ 1 ديسمبر 2013م في احد مشافي القاهرة بجمهورية مصر العربية التي ظل مقيما فيها مع عدد من رفاقه المناضلين ما يقارب العشرين عاماً (94 - 2013م) بعيداً عن أهله ورفاقه ووطنه، إنها واحدة من بين آلاف المآسي التي خلفتها حرب صيف عام 94م الظالمة والتي لازالت جاثمة حتى اليوم. أبو جمال من الرعيل الأول الملتحقين بحركة القوميين العرب ومن مناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر 63م كان له إسهاماته ودوره وبصماته في الاستقلال الوطني وبناء السلطة الوطنية في الجنوب، عاش حياة الرجولة والصدق مع النفس والمجاهرة بآرائه، عرفته متواضعاً شهماً شجاعاً، ومتفانياً في عمله المخلص كقائد للمليشيا الشعبية وسفير لليمن الديمقراطية في ليبيا ومحافظ لعدد من المحافظات ( أبين وشبوة وصعدة )، كان عنصراً نشطاً في دورات اللجنة المركزية التي كان يشارك كعضو فيها، ترك خلفه ذكريات عطرة طيبة، طابق فعله قوله، وصدقت أعماله مبادئه فكان أن سكن فينا واستودعناه قلوبنا. رحم الله فقيدنا واسكنه فسيح جناته وعزاءنا لجمال وعبدالناصر وكل أفراد الأسرة وأهله ومحبيه. ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
محمد علي القيرحي المناضل الذي استوطن فينا
أخبار متعلقة