بلوغ سن المراهقة يقابله تغيرات طبيعية جسدية ونفسية لكلا الجنسين (الفتيات والفتيان) ليصبحوا بعدها راشدين.بدء هذه المرحلة في الغالب - بحسب المصادر- يأتي بين سن 8 و13عاماً عند الإناث، وبين 10و15عاماً عند الذكور إلا أن بداية هذه المرحلة - التي يكون عندها البلوغ - وكذا نهايتها تختلف من شخص إلى آخر.فلكل واحدٍ منهم ظروف خاصة أثناء المرور بهذه التغيرات، ولكلٍ تجاربه ومشاعره وشخصيةٍ ينفرد بها عن أقرانه، ومع ذلك يشتركون في الكثير من الخصائص البدنية والنفسية والسلوكية بدرجاتٍ ونسبٍ متفاوتة، وهذا في الطب النفسي يعتبر من البديهيات.[c1]المراهقة [/c]إن ما يميز مرحلة المراهقة والبلوغ للعيان، النمو المتسارع للأولاد ليصبحوا رجالاً وللبنات ليصبحن نساءً، والهرمونات التي يُفرزها الدماغ بدورها تعد مسؤولة عن ذلك، بل وحتى عن التغيرات العاطفية التي تظهر أثناء البلوغ. ويبدو جلياً لدى الفتيان والفتيات في هذه المرحلة الاهتمام المتزايد بالمظهر، والتعامل من قبل الفتاة كشخص راشد قادر على اتخاذ القرارات ذاتيا .وبالمقابل الثقة المتزايدة في النفس لدى الفتى والرغبة في التحرر من الوصايا والبدء بالتصرف كشخص راشد.[c1]تأثير الهرمونات[/c]وقد يشعر من يبلغ سن المراهقة بالارتباك والاضطراب وتندفع عنده العواطف بقوة وقد يتغير المزاج لديه بشكل سريع ويمكن أن يكون حينها المرء حساساً بشكلٍ كبير، وكل ذلك عائد إلى تلك الهرمونات التي قد تؤثر على المراهق، لكن العلماء المختصين بدورهم يعتبرون التواصل مع الأبوين أو المقربين - في هذه الحالة- من الأمور التي تساعد في التغلب على الكثير من الصعوبات والمعضلات.وللإرادة الذاتية وإطلاقها في السيطرة على الانفعالات أهمية قصوى - يرى علماء النفس والباحثين- إفادتها للمراهق أو المراهقة في بعث التوزان النفسي والعقلاني والسلوكي .غير أن ما يشوب مرحلة البلوغ من شعور بعض المراهقين بالتمرد على بعض القيم والعادات والتقاليد السائدة في الأسرة، المحيط الاجتماعي هي من قبيل عدم قبول القيم والعادات التي خضع لها الفرد منذ أن كان صغيراً دون مناقشتها معه ليفهمها ويقتنع بها حتى دخل مرحلة البلوغ .[c1]الاستقلال الذاتي والتحرر[/c]ولا يجد علماء النفس غرابةً في بحث المراهقين عن الاستقلال الذاتي والتحرر من وصاية الراشدين عليهم، والشعور بالقلق والتوتر الذي يغمر المراهق وقتها يرون أن على المراهق حينها الدخول في نقاشات مع من يثق بهم . فإذا وجد المراهق نفسه في وضع يصعب التعامل معه،لانفعاله بقوة أو تركه المجال للانفعالات الصغيرة والمشاحنات اليومية تتراكم، فسيفضي هذا بالطبع إلى مشاكل نفسية وصحية، منها أن ينتج عن هذا الجهد السلبي إسهال أو غثيان واكتئاب وآلام شديدة بالرأس. وتراكم هذه الجهود لا يستبعد أن ينتج عنه الأرق وفي حالات كثيرة وإتباع سلوكيات سيئة، مثل الإفراط في الأكل والتدخين. وكل ما سيحتاج إليه المراهق هنا هو تعلم كيفية التعامل مع هذه الأمور بطرق منطقية مسؤولة. فلا سعادة سيجدها المراهق لو جابه كل أمر بانفعال قوي وبعصبية، بل على العكس.[c1]ممارسة الوسائل ضد الانفعال [/c]والأنسب للسيطرة على النفس وانفعالاتها - بحسب المصادر العلمية المرجعية في علم النفس والسلوك- تشمل أيضاً تعلم وممارسة الوسائل التي من شأنها التقليل من الجهد والضغط الذي يظهر جلياً عندما يكون الجسم والمزاج في حالة انفعال، مثل:- ممارسة الرياضة: التدريب المتكرر على رياضة ما أحد أفضل الوسائل للتقليل من الجهد الانفعالي، فهو لا يُحسن فقط من الصحة وتسخير الطاقات والقدرات البدنية للمراهقين فيما يفيد، بل وتبعث على الراحة النفسية والاسترخاء العضلي بعد الانتهاء من التمرين وتساعد على النوم.- التنفس بعمق: وسيلة مفيدة للاسترخاء العام، فيه يكون التركيز على الشهيق والزفير.- التخيلات: ليس من قبيل إطلاق العنان للخيال، وإنما التخيلات للاسترخاء ولإعداد النفس قبل الخوض في ظروف مليئة بالضغوط، كتخيل مشهد أو مكان أو حدث يُذكّر بالأمان والراحة والطمأنينة ؛ وفيه يمكن إشراك جميع الحواس في الخيال بما يعزز التخفيف من الضغط والإجهاد النفسي.- تنمية حلم: كأن ينمي الفتى أو الفتاة حلماً يقرر فيه ماذا يريد أن يكون في المستقبل؟ والأشياء التي تساعده لبلوغ ما يريد؟ ونقاش ما يطمح لتحقيقه مع الأصدقاء الجيدين أو مع من هم أكبر سناً من ذوي الرأي السديد، والعمل على تهيئة النفس لبلوغ الأهداف الطموحة من خلال الدراسة أو التدريب، كل حسب حلمه الطموح. إضافة ً إلى أن يكون المراهق على علم ٍودراية بالأشياء التي قد تدمر الحلم الذي ينشد تحقيقه. وتعلل الدراسات وجود الاختلاف لدى المراهقين والمراهقات في بعض الحالات، لتباين الاهتمامات والقيم والأهداف والاحتياجات لكل فرد، وليس بالضرورة التوافق. إذ من الممكن أن يكون ما نريده نحن يختلف عن الذي يريده أو يحتاجه الآخرون أو عما يتوقعوه منا. ولا ُيعد هذا تمرداً على العادات والتقاليد السوية، بل أمر تفرضه طبيعة الحياة وتجدد المعرفة ؛ وبالحوار الهادئ يستطيع الآباء والأمهات الوصول إلى فهم وانسجام مشترك مع أبنائهم وبناتهم، وهي النقطة الأهم للوصول إلى ثقة متبادلة، وفيها حل للكثير من المشاكل والمعضلات التي تواجه المراهقين والمرهقات بدلاً من الكبت والانعزال عن المحيط الأسري. فعلى الآباء مثلاً فتح صدورهم لأبنائهم المراهقين، لا أن يعاملوهم كأطفال. كذلك الأمهات مع بناتهن المرهقات، لتتجسد الثقة المشتركة والطمأنينة لكلا الطرفين( الوالدين والأبناء) وتحظى نصائح وآراء الآباء والأمهات بالرضا والاحترام وتنجلي وتتبدد مشاعر التهميش الممتعضة والامتعاض وخيبة الأمل.
التدخلات المفيدة لصحة المراهقين والمراهقات
أخبار متعلقة