محطات ثقافية
تلعب السينما دوراً أساسياً ومحورياً في تنمية وتثقيف وعي الجماهير من خلال حركة خيالها الواسع الذي يخرجك من قمقم واقعك الرمادي المتكلس في زقاق الأفكار الرجعية القديمة والمهترئة والتي شربت دماء التجديد الفكري وحركة إبداعاته وتجلياته المعاصرة.إن استمرار واقع السينما في بلادنا بهذا الشكل المخزي والهادم وغير السوي يعني بالمطلق أن الأوضاع الثقافية والفكرية والإنسانية عموماً وعلى أصعدة مختلفة ستزداد سوءاً وتخلفاً رهيباً وبما يدمي القلب حقاً ذلك لأن مفاصل عقل الجماهير حبيسة (القمقم) الذي تحدثت عنه مسبقاً.لا توجد مساحات خيال وحركة تجديد وإبداع فكري تحارب الرؤى والخزعبلات البالية التي تغتصب أنوار المعاصرة والبناء الثقافي الرصين الذي يؤسس لواقع جديد يذهب بالمجتمع والناس إلى واحات ومنطلقات فكرية تناغم الحداثة والعولمة وكل ما هو متجدد في ذهنية الإنسان الجديد.وهنا نعاني في بلادنا وبشكل لافت ومؤلم وصادم لماذا؟ لأن السينما والمسرح و..و.. كل المناخات والخيالات واللغات الثقافية والفنية و ألوان الفكر المعاصر (لغات وألوان فكر ميتة) نعم ماتت وشبعت موت والبركة في الجهات المسؤولة وخلوا الطبق مستور وحتى لو أخرجنا ما بداخل الطبق (المستور).. مين يسمعك.. مين يحترم نقدك.. مين.. للأسف الأخوة في وزارة الثقافة عايشين على قاعدة (طنش تعش) يعني أذن من طين وأذن من عجين.[c1]طوبى للفنانين الذين يصنعون برامج للأطفال[/c]يثلج صدري ذلك الفنان الذي يؤكد للجميع أنه مثقف حقيقي يحترم كل فئات ومشارب مجتمعه وإنسانيته فنجده بين فينة وأخرى ينتج أعمالاً وبرامج خاصة بعالم الأطفال (أهم مراحل تشكل الشخصية الوطنية المعتدلة) على الإطلاق.ويسهم بشكل أساسي في ضوء رسالته في الحياة في خلق وتنمية وترسيخ هذه الشخصية (قادة الغد الأجمل) بإذن الله وهو عمل فني وثقافي وأخلاقي رائع وبناء يستحضر قيم الرسالة الفنية والعطاء الفكري النبيل الذي يرتقي بالأمم والشعوب والوجود الإنساني الحضاري.مؤخراً قدم الفنان الكبير يحيى الفخراني عملاً فنياً حمل اسم (قصص عن الأنبياء) مع مجموعة من الفنانين المعروفين في صيغة فنية وإبداعية جميلة حقاً وبلغة فنية تستحضر كل معاني و قيم التاريخ الأصيل.تحية للفنان العربي الكبير يحيى الفخراني وكل الفنانين الذين أسهموا في إخراج هذا العمل الفني الكبير إلى النور ورسموا هذا المنظر الجميل في وريد وشرايين الإبداع والتألق الخلاق.الفنان المحبوب فؤاد هويدي يمر بظرف صحي صعب ومؤلم.. نأمل من الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة الثقافة ومكتبها في عدن التعاون مع فناننا القدير فؤاد مدير المسرح في عدن وتذليل صعابه لاستكمال العلاج مع تقديري لكل من وقف معه وضمد جرحه في هذا الظرف [c1]الخطير الذي عصف بنا جميعاً. المبدعون تحت الأرض[/c]لا أجافي الحقيقة مطلقاً حين أقول وبأعلى صوتي إن المبدع - وهو حالة استثنائية في المجتمع - يعيش في ظل أوضاع اجتماعية و إنسانية صعبة للغاية في بلادنا وهو ما يمنعه من التجدد أو التجديد للدخول إلى مدارات إبداع مختلفة.الدولة ممثلة بوزارة الثقافية معنية بهذا الأمر وتقع على عاتقها مسؤولية حماية المبدعين المرهفين من بطش الزمن والحياة ولغة الفاسدين الذين سمعت ممارساتهم وصيغة وعيهم كل ما هو جميل وإبداعي وخلاق.لابد من رؤية جديدة تعيد للمبدعين المثقفين أملهم وحقهم في الحياة (الرغدة) المزدهرة فالمبدع يخلق من رحم المآسي والأحزان وزقاق الأوجاع ويموت إذا لم يستطع أن يخرج من فراغات هذه الآلام وينطلق صوب إشراقات الحرف والكلمة.