ان الشعب وهو يتطلع إلى الحلحلة للوضع المتردي القائم في البلاد والمشاكل والهموم التي يعيشها والقلق والخوف من المصير المجهول بسبب ما يعتمل من اعمال عنف وإرهاب واغتيال وتصفيات جسدية طالت الكوادر المدنية والعسكرية وآخرها العمل الاجرامي الارهابي الذي طال إحدى الشخصيات الوطنية البرلماني الشهيد عبدالكريم جدبان عضو مؤتمر الحوار الوطني الشخصية العاقلة والمتزنة وصاحب البصمات الكثيرة في محاربة الفساد وقول كلمة الحق في وجه كل ظالم من دون خوف أو لومة لائم، وكما هو الحال بقية الاعمال الارهابية والعنف والتخريب الاخرى التي ظل الشعب ولا يزال يبحث عن بارقة أمل تخرجه من هذه الدوامة التي قضت على الأخضر واليابس في يمن الايمان والحكمة. حيث انه من غير الممكن القبول بما نحن عليه من أوضاع مزرية واختلالات وانفلات أمني وبجاحة ووقاحة لا مثيل لها تفتعلها قوى النفوذ لاثبات قوتها ووجودها على الأرض والشعب يتجرع المرارة وعذابات وأوجاع المرحلة ويموت في اليوم الواحد ثلاث مرات وكأنه يتجرع وصفة الدواء بعد كل وجبة طعام، ولكن أي طعام هذا الذي يجده فلا دواء ولا طعام فقد أنهك الشعب كثيراً وذاق ويذوق العلقم من بعد ثورة الأمل والتغيير المعلن هنا في فبراير باعتبار ان فيها الخلاص والنهوض الثوري الشبابي الشعبي السلمي ولكن لم تأت الرياح بما تشتهي السفن فهناك من خلط الأوراق وركب الموجة وغير حال الثورة السلمية التي معها تغيرت المعادلة وتحولت الأمور إلى أزمة خانقة تفاقمت واصبح الشعب فيها يعيش الكثير من العذابات والآلام والوضع زاد أكثر فساداً وتعقيداً ويرى ان الجمعة هي الجمعة والخطبة هي الخطبة مع وجود قليل من الرتوش هنا وهناك لنقول ونقر بوجود تغيير ولو أنه لم يصل إلى المستوى المأمول في حدوده الدنيا.بل على العكس ما يلاحظ اختلاط الحابل بالنابل والدخول في عملية محاصصة وتوافق واتفاق فرقاء العملية السياسية على عملية التقاسم التي كان مختلفاً عليها منذ ان بدأت الخلافات والصراعات الداخلية وهنا التقط من التقط هذه الخلافات والتباينات وعمل عليها ولعب ونسج خيوط المخطط بما ينسجم ويخدم تنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد من خلال اعداد وتدريب واقناع اصحاب المصلحة في الداخل اليمني بالفوضى الخلاقة التي تدمر وتحرق وتقتل الحجر والشجر والبشر وقد كنا نتحدث عن ضرورة اخذ الحيطة والحذر حتى لانذهب إلى الصوملة أو إلى ما وصل إليه العراق وحدث الربيع الأمريكي الخبيث واصبحنا نتحدث حتى لا نصل إلى ما وصلت إليه ليبيا وسوريا الشقيقة حيث هناك من يعيث في الأرض فساداً.وفي سياق تنفيذ ما هو مخطط وحفاظاً على المصالح للجوار الاقليمي اليمني بما فيه من مصالح وثروات نفطية واموال عربية يستثمرها الصهيوني الأمريكي في دول الغرب الصهيو أمريكي جاءت المبادرة المنقذة لتجنب اليمن ويلات الحرب الأهلية والتشظي وبما يحافظ على الوحدة الوطنية وهي خارطة طريق مفروضة بدعم القوى والقوة الاقليمية والصهيوأمريكية ستؤدي باليمن إلى ماهو مخطط للشرق الأوسط الجديد وليس إلى ما ينبغي لليمن ان يكون وما نريد نحن في اليمن الارض والشعب، لهذا ارادة الشعب مقيدة بقوى نفوذ القوة العسكرية والقبلية وتيار الاسلام السياسي التي تمثل الادوات المحلية للخطة والمخطط الصهيوامريكي.وفي حقيقة الأمر الوضع الذي نعيشه اصبح اكثر تعقيداً من ذي قبل وبحاجة إلى تضافر كل الجهود الخيرة والوطنية الشريفة والنهوض بالواجب والمسؤولية الوطنية من أجل مواجهة هذا المد واستمرار العبث الممنهج والفساد واعمال العنف والارهاب وارادة الشعب أقوى وأعظم وما عليها إلا الاصطفاف والتوحد للمواجهة والرفض من اجل الانتصار لقضاياها وحقوقها في الحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والعمل الجاد من اجل الخلاص من الهيمنة الاستبدادية لقوى نفوذ قوة مثلث الفساد لينتصر الشعب بحقه في بناء اليمن الجديد والحكم الرشيد وتطبيق مبدأ سيادة النظام والقانون نحو بناء يمن ديمقراطي مدني حديث خال من السلاح والجهل والتخلف.صحيح أن هناك قرارات وحزمة من الاجراءات هي في مجملها خطوة في الاتجاه الصحيح إلا انها لم تر النور على أرض الواقع وهناك تراخ في تنظيم وضبط الامور وعلى سبيل المثال وليس الحصر كلفوت لايزال طليقاً وقتلة الشابين الخطيب وأمان طلقاء وفي حماية قوى النفوذ القبلي والعسكري وتيار الاسلام السياسي واعمال العنف والاغتيالات مستمرة وهناك ادانات واستنكار بالبيانات الامر الذي يجعلنا نتساءل ونقول لماذا تقولون ما لا تفعلون؟!! وتريدون بناء الدولة المدنية والتحقيق وسرعة القاء القبض على الجناة الذين اغتالوا الشهيد الدكتور جدبان والسلطات المختصة لم تلق القبض على من هم معروفون بالاسماء واماكن تواجدهم ممن نفذوا جرائم قتل وعنف وارهاب وتخريب وفساد.المطلوب خطوات جادة واجراءات سريعة وحاسمة من اجل الحفاظ على مسيرة التغيير المنشود والبناء الجديد لليمن وتفويت الفرصة على كل المارقين والمتنفذين بوضع القواعد الصلبة للبناء المؤسسي للدولة المدنية الحديثة لتحقيق الحرية والعدالة وتطبيق مبدأ سيادة القانون وسرعة حلحلة القضايا العالقة وفي مقدمتها القضية الجنوبية وبناء الدولة واغلاق الباب امام التلاعب والتلويح بقوة السلاح وانتشار المليشيات المسلحة التي يستخدمه الانتهازيون لاقلاق السكينة العامة والحروب الاهلية القبلية لتعطيل وعرقلة نجاح المخرجات التي بدأت ملامحها تلوح في الأفق. التطلعات والآمال كبيرة في الوصول إلى بر الأمان لانها ارادة شعب تواق للحرية والعدالة واستعادة امجاده الحضارية التاريخية والخروج من نفق الاغتراب الثقافي والجهل والتخلف إلى الحرية والآفاق الواسعة.
بارقة أمل في إنجاح مؤتمر الحوار
أخبار متعلقة