عيد الاستقلال الوطني المجيد عن الاستعمار البريطاني كان ثمرة لنضالات وتضحيات وبطولات خالدة سطر ملاحمها شعبنا وهو يخوض معركته التحررية المسلحة ضد جبروت جيش أقوى وأعتى إمبراطورية استعمارية محيقاً - بشجاعته وإيمانه بعدالة قضيته أقسى هزيمة توجت حرباً ضروساً دامت 4 سنوات توجت بالاستقلال الناجز في الـ 30 من نوفمبر 1967م، ليستعيد شعبنا اليمني حريته وكرامته وسيادته الوطنية على أرضه بعد مائة وعشرين عاماً من نير هيمنة «الإمبراطورية البريطانية» التي طالما تفاخرت بأنها لا تغيب عنها الشمس.. ليكون هذا الانتصار بمثابة نجمة مضيئة في سماء ليل العرب الدامس لأنه تحقق بعد انتكاسة العرب في حربهم مع الكيان الصهيوني في 5 حزيران 1967م والتي فيها احتل العدو الإسرائيلي ليس فقط ما تبقى من أرض فلسطين بل ومساحات واسعة من الأراضي العربية في مصر وسوريا إلى جانب الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس التي كانت تخضع إدارياً حتى ذلك الحين للأردن وقطاع غزة الذي كان ايضاً حتى ذلك الحين تحت السيادة المصرية.. وهكذا لم يكن انتصار اليمنيين على الاستعمار في الـ 30 من نوفمبر 67م نصراً يمنياً فحسب بل وعربياً.وهنا تتجسد المعاني والمضامين والدلالات والأبعاد لهذا اليوم العظيم من كفاح ونضالات شعبنا وحركته الوطنية التحررية التي يتجلى فيها شموخ الإرادة الوطنية والقومية والإنسانية لشعبنا الحضاري العريق الذي قدم أغلى التضحيات وقوافل الشهداء في مسيرة ثورة فجَّر انطلاقتها الذئاب الحمر من قمم جبال ردفان الشامخة في 14اكتوبر 1963م.. وها نحن هذا العام في النصف الثاني لعقد مسيرة الاستقلال الخالدة الخامس,وخلال هذه الفترة الزمنية مر الوطن اليمني بأفراح وأتراح وحقق انجازات وشهد انتكاسات وارتكاسات, ومر بتحديات وأخطار يعود بعض أسبابها إلى عوامل موضوعية وذاتية داخلية وخارجية هي بكل تأكيد لم تكن في حسبان أولئك المناضلين الأفذاذ الذين قدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة على مذبح تحرير شعبهم من جور المستعمر الغاصب من أجل وطن مستقل ديمقراطي موحد وشعب حر وسعيد في ظل دولة مدنية حديثة قوية وقادرة وعادلة يسود فيها الجميع النظام والقانون والمواطنة المتساوية..هذا ما حلم به وتطلع إليه أولئك الثوار وهم يخوضون معركة التحرر الوطني. لذا لا ينبغي تحميل الثورة اليمنية مسئولية أخطاء القوى التي جاءت للحكم فيما بعد وطوال مراحل العقود الماضية التي كادت تراكماتها أن تنتهي بنا إلى كارثة مازالت مخاطرها ماثلة ونحتاج اليوم لاستلهام تلك الروح الكفاحية النضالية المتجردة من أهواء المصالح الضيقة القبلية والعشائرية والحزبية التي بما أنتجته من مشاريع ضيقة تسيء لتلك التضحيات والدماء التي سفكت لتصنع في الـ 30 من نوفمبر 1967م الحرية والاستقلال والكرامة والعزة ليمنٍ يمسك أبناؤه زمام مصيره ليشيدوا صروحه على قاعدة راسخة من الاستقرار والبناء والتنمية والازدهار.
عيد الحرية والاستقلال
أخبار متعلقة