العالم المتحضر رسم معالم الحياة الراقية للإنسان بالعصر الحديث، وخرج من طور التوحش والبيئة المتعفنة إلى العيش في بيئة نظيفة تليق به كإنسان وكانت مدينة عدن تندرج ضمن أنظف مدن العالم منذ زمن بعيد وكانت الحاضنة لمختلف الثقافات الإنسانية وأثرت وتأثرت بحكم تعدد هذه الثقافات وموقعها الجغرافي المتميز، بل وتذوق أهلها طعم المدينة والتحضر. وكانت النظافة سمة مميزة لمدينة عدن وبتعاون أبنائها اليوم قادرون على إعادة رونقها التاريخي خاصة إذا توفرت النوايا الصادقة والتعاون المشترك لنجاح مشروع الحملة الواسعة للنظافة التي تشهدها المحافظة هذه الأيام من قبل صندوق النظافة لرفع مخلفات البناء والقمامة المتراكمة في مختلف مديريات المحافظة في بداية فصل الشتاء. وقد دشنت هذه الحملة أعمالها في بعض المديريات وستشمل رفع المخلفات الصلبة من الشوارع والأحياء السكنية وأماكن تجمع القمامة ورشها بالمبيدات الحشرية باستخدام جميع الوسائل والآليات المختلفة. هذا ما صرح به المدير التنفيذي والقائد الميداني المهندس قائد راشد أنعم ونائبه المهندس نبيل غانم تحت إشراف الأخ المهندس وحيد رشيد محافظ محافظة عدن وبمشاركة مدراء عموم وأعضاء المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني لتصبح عدن كالمنزل النظيف الذي يستحق من ساكنيه كل الاهتمام والنظافة وهذا ينطبق بالذات على العابثين بمظهر هذه المدينة الحبيبة والمتعمدين رمي مخلفات البناء في الشوارع وأماكن القمامة والأحياء السكنية دون ضمير أو متابعة من قبل الجهات المختصة فهل يوافق هؤلاء العابثون أن تحول منازلهم إلى أوعية للقمامة ومخلفات البناء؟ وإلى متى سيظل هذا الفعل دون رادع؟.والأسوأ من ذلك انتشار ظاهرة البناء العشوائي والأكشاك المنتشرة في كل مكان في الشوارع الرئيسية والداخلية والأحياء السكنية، والتي ضيقت مداخل وطرقات السيارات والمشاة وشوهت معالم عدن الحضرية وبالذات في السواحل والمناطق السياحية التي تحولت إلى قرية خارج نطاق الحضارة والتاريخ، والأشغال العامة لاتحرك ساكناً ولاسيما إداراتها بالمديريات التي حولت مهامها ووظائفها إلى فرجة وكأن الأمر لا يعنيها خصوصاً في مديرية التواهي. وقد نزلنا بصحبة الأخ المهندس قائد راشد أنعم والأخ سمير يحيى الوهابي رئيس لجنة التخطيط في المديرية والأخ ناصر حسين مدير قسم النظافة بالمديرية إلى ساحل جولدمور مروراً بمنطقة القلوعة والتواهي لتحديد الأماكن التي تعرضت لتراكم رمي المخلفات الصلبة المشوه للمنظر الجمالي والمعرقل للحياة والحركة استعداداً لإزالتها في الأيام القليلة القادمة بتعاون الجميع، ونتمنى من وسائل الإعلام المختلفة المشاركة الفاعلة بهذه الحملة بهدف التوعية بمخاطر تراكم القمامة المضرة بصحة الإنسان عموماً ومخلفات البناء، لخلف حالة من الوعي والثقافة ولنعيد لمدينة عدن رونقها الحضاري والثقافي والجمالي. عضو المجلس المحلي بالتواهي.
النظافة سمة مميزة لإنسان العصر الحديث
أخبار متعلقة