زرنا الفتاة السعودية هدى آل نيران في سجن مصلحة الهجرة بصنعاء، حدثتنا طويلاً عن قصتها مع الشاب اليمني عرفات المغترب في السعودية، وهي بالمجمل قصة حبٍ شريفة ..أراد طرفاها أن يتوجاها بزواج شرعي، لكن كانت الظروف المحيطة أكبر منهما!!تقدم عرفات لأهلها أكثر من مرّة .. رفضوه في كل مرّة !!حاولت اقناعهم .. لكنها فشلت !! حاولوا إرغامها على الزواج من أحد أقربائها .. فلم تجد حيلة غير الهروب !!دون اتفاق مسبق مع عرفات اتجهت هدى صوب الحدود اليمنية .. دون أن تدرك عواقب ذلك أو تدري ما الجدوى منه، اتصلت بعرفات .. وضعته أمام الأمر الواقع .. أنها في منفذ حرض الحدودي، وأنهما إما ان يتزوجا أو أن الموت خيارها !!ترك عرفات عمله وإقامته .. تبعها الى الحدود، لينتهي بهما المطاف في السجن بصنعاء !!هي الآن في السجن تحاكم بتهمة الدخول غير المشروع لليمن !!هو الآن في السجن أيضا ، لكن تضامنا منه معها !!القضية ليست سياسية، ليس لدى هدى موقف سياسي معارض للحكومة السعودية، وليس في القصة فصول غير أخلاقية، مجتمعنا المحافظ في اليمن متعاطف مع هدى للغاية وفخور بشهامة عرفات. ______________________أنا مع «التعايش» ومع حق الناس في أن يكونوا ما يشاؤون ويختاروا ما يشاؤون، شرط أن لا يفرضوا خياراتهم على الآخرين بالقوة، والناس بعد ذلك لديهم عقول لاختيار ما يقتنعون به والانتماء أو اللاإنتماء إلى ما يناسبهم أو ما لا يناسبهم.هذا ما أنا عليه، سموها ليبرالية، علمانية، مدنية، ماشئتم، فركيزتي في ذلك خلاصة ما وصلت إليه الإنسانية من قيم حديثة، وما تراكم في تاريخنا من مبادئ عظيمة. ______________________ليس في اليمن الآن قوى مدنية حقيقية تملك مشروعا واضح المعالم. لذلك ليس من المحتمل أن يظهر منافس جدي للقوى الدينية والقبلية في العاصمة، وبالتالي في اليمن. لدينا شتات مدني في شتى البقاع اليمنية يصعب تجميعه . ______________________يمكن لقيادي جنوبي أن يهرع مهرولا إلى لقاء مع أبسط موظف دولي أو مسئول سياسي أو سفير لإبراز مهاراته في شرح موقفه السياسي, أو أن يجري اتصالاته الكثيفة في سبيل مقابلة إعلامية مع قناة فضائية خارجية لكي يظهر «نفسه» وعلى حساب إبراز «قضيته» في حين أنه لا يفكر ولو مجرد التفكير في بذل جهد مماثل في تنظيم لقاءات شعبية أو حتى نخبوية لأبناء الجنوب للحديث والتفكير معهم بصوت عال فيما يمكن عمله أو ماذا يوجد لديه من أفكار أو برامج أو رؤى سياسية, أو حتى أن ينخرط في مناظرة سياسية مع قيادي آخر يملك شعب الجنوب معلومة أكيدة عن أنهما غير متوافقين!.. أما لماذا هما كذلك؟.. فلا يوجد لديهم علم بأي سبب منطقي!. ______________________ثقافة التعامل مع الطوارئ ثقافة قاتلة للحاضر والمستقبل، وقد تعودنا لعقود، إن لم يكن لقرون، على ثقافة الطوارئ هذه.. طوارئ فى التحديات وطوارئ فى الفُرص، حتى أُصيبت حَدَقات الفكر بقصر النظر، وأُصيبت غُدد الإحساس بالتبلّد تجاه ما له تعلق بمستقبل الأجيال.
للتأمل
أخبار متعلقة