العلاقات اليمنية الصينية لها امتداد تاريخي كبير وخصوصية متميزة حيث قدم الأصدقاء الصينيون الكثير من الدعم والمساعدات على شكل مشاريع خدمية حيوية مرتبطة بالتنمية البشرية والاقتصادية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر شق وسفلتة طريق صنعاء - الحديدة، وطريق عدن - حضرموت، وهي من الطرقات المهمة وشريان أساسي للحياة كونها من الطرقات التي تربط العواصم اليمنية الكبيرة ببقية محافظات الجمهورية، ومن المشاريع الصناعية بناء مصنعين للغزل والنسيج في صنعاء وعدن، بالإضافة إلى الشراكة في مجال تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في مختلف العواصم وفي مدن وقرى محافظات الجمهورية وذلك من خلال البعثات الطبية الصينية التي تجري الكثير من العمليات الجراحية في مختلف التخصصات الطبية الأمر الذي خلق لدى أبناء الشعب اليمني الاحترام والتقدير لجمهورية الصين وشعبها الصديق لما تقدمه من دعم ومساعدات لليمن في مختلف المراحل التي مرت بها بلادنا.لهذا جاءت زيارة فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي إلى جمهورية الصين في سياق تعزيز أواصر العلاقات التاريخية المتجذرة في ضمير ووجدان الشعبين الصديقين منذ انطلاقتها الأولى في منتصف القرن الماضي وقد حققت هذه الزيارة نجاحاً كبيراً فاق ما كان متوقعاً وأكدت النوايا الصادقة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين وقد حظيت هذه الزيارة باهتمام شعبي وسياسي وإعلامي واسع النطاق لما لها من أهمية خاصة حيث أن اليمن يمر بمنعطف تاريخي خطير ويعاني الكثير من الأزمات الداخلية في مختلف جوانب حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبحاجة ماسة إلى المواقف الحقيقية والمساعدات من الخيرين في وقت الشدة والمحن ونحن في اليمن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لدعم ومساندة الأصدقاء الصينيين من أجل تجاوز ما نعانيه من أوضاع اقتصادية صعبة.لقد جاءت الزيارة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في الوقت المناسب وإلى المكان المناسب الذي فيه الأصدقاء والأوفياء للشعوب المغلوبة على أمرها والضعيفة حيث إن الأصدقاء الصينيين سباقون إلى الدعم الدائم ومعروفون بالعطاء السخي ومناصرة الشعوب من اجل التحرر من التخلف والجهل ومساعدتهم في وضع أقدامهم على الطريق الصحيح من أجل النهوض والوقوف بثبات للعودة إلى أوضاعها الطبيعية التي تؤدي إلى التغيير وتصحيح شؤونها الداخلية التي تحقق لها البناء والنماء لأوطانها.ان العلاقات اليمنية الصينية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ حيث جاءت هذه الزيارة لتأكيد عمقها الاستراتيجي وامتدادها التاريخي وحسن أواصرها بين الشعبين اليمني والصيني ووحدة الموقف تجاه القضايا الإنسانية الأساسية والمبدئية الثابتة لتحقيق الحرية والعدالة والعيش المشترك والتعايش السلمي للشعوب والأمن والاستقرار وتعزيز السلم العالمي.ان من ابرز النجاحات المحققة لهذه الزيارة هو التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون والعمل المشترك في كثير من الجوانب المهمة المرتبطة بالتنمية الاقتصادية الشاملة في بلادنا وفي مقدمتها التوقيع على اتفاقية البناء لمشاريع الطاقة الكهربائية ومصافي عدن وعملية توسيع وتعميق وتطوير الموانئ والمطارات اليمنية وأهمها ميناء عدن للحاويات الذي ينبغي له ان يواكب حركة تطور نشاط النقل البحري لاستقبال السفن الحديثة والعملاقة ولما له من أهمية خاصة في التنمية الاقتصادية ودوره كموقع جيوسياسي استراتيجي هام لنشاط التجارة والملاحة والنقل البحري الدولي وخصوصية الموقع الذي يربط طرق النقل الملاحي بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا وهي اضافات جديدة تحسب لصالح النشاط الفاعل والايجابي لوزارة النقل ممثلة بمعالي وزير النقل الدكتور واعد باذيب الذي يثبت جدارته وقدراته في إدارة نشاط النقل البحري والبري والجوي للجمهورية اليمنية.ان وزارة النقل اليمنية أثناء مسيرة التغيير وتصحيح الأوضاع عملت على استعادة ميناء عدن للحاويات إلى الحاضنة اليمنية وذلك بالغاء اتفاقية شراكة وإدارة ميناء عدن للحاويات التي وقعت من سابق مع شركة موانئ دبي العالمية وهذا نجاح محسوب لصالح وزارة النقل ممثلة بوزير النقل الدكتور واعد باذيب الذي يضيف اليوم نجاحاً جديداً بالتوقيع على اتفاقية تعميق وتوسيع وتطوير ميناء عدن للحاويات مع الأصدقاء الصينيين خلال زيارة فخامة الأخ رئيس الجمهورية بمبلغ وقدره خمسمائة وسبعة ملايين دولار أمريكي وهو الأمر الذي سيفتح الآفاق الرحبة امام النشاط الملاحي لميناء عدن الدولي لاستعادة دوره ومكانته الريادية في نشاط الملاحة الدولية وبهذا تستعيد عدن مجدها التاريخي وهويتها الحقيقية .. عدن الحضارة والثقافة والحياة المدنية والعيش المشترك وحركة النشاط التجاري الذي يخلق مناخات الهدوء والسكينة العامة للناس الطيبين عشاق الفضاءات والآفاق الواسعة للبحر انها آفاق علاقة مستقبلية لميناء عدن مع الصين الصديقة.
آفاق مستقبلية لميناء عدن
أخبار متعلقة