كتائب مصراتة تقترب من العاصمة الليبية طرابلس ورئيس الوزراء يحذر
إحد ضحايا المواجهات في ليبيا
طرابلس / متابعات :كشف ممثل مدينة تاجوراء الليبية أن المدينة تتعرض للقصف وحصار من قبل ميليشيات مصراتة، التي تزحف على العاصمة طرابلس.وناشد ممثل مدينة مصراتة في البرلمان الليبي، الحكومة لتتدخل وتوقف تقدم قوات مصراتة نحو العاصمة.وقال المتحدث في مؤتمر صحافي عقد أمس السبت إن سكان تاجوراء وقواتها حاولوا إقناع ميليشيات مصراتة بالتوقف عن الزحف نحو العاصمة، لكن الجواب كان قصف المدينة وحصار أهلها.في هذا الإطار، أفادت مصادر عن اندلاع اشتباكات بين كتائب مصراتة وتاجوراء في مدخل طرابلس الشرقي. وسبق ذلك تحذير من رئيس الوزراء الليبي، عندما قال إنه «يدعو كل العقلاء إلى منع دخول قوات من خارج طرابلس إلى العاصمة، لأن ذلك سيؤدي إلى مذبحة»، على حد قوله.وأوضح رئيس الوزراء الليبي علي زيدان أن «مجيء السلطة الجديدة في ليبيا تميز بغياب الجيش والشرطة، واليوم تقف الكتائب المسلحة في وجه محاولة بناء هذين الجهازين».وقال زيدان «قمنا بتكوين 20 ألف شرطي لكنهم لم يستطيعوا العمل في الميدان لأن مواطنين يعتدون عليهم ولا يحترمونهم».وأوردت مصادر طبية أن حصيلة المواجهات الدامية في العاصمة الليبية منذ الجمعة ارتفعت إلى45 قتيلا على الأقل و400 جريح، بينما اعترف حسب رئيس الوزراء الليبي بسقوط 34 قتيلا فقط.وهاجم مسلحون أول من أمس الجمعة مقار إحدى الميليشيات في جنوب العاصمة الليبية طرابلس وأضرموا النار فيها، بحسب ما أفاد شهود.وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس «دخل مسلحون من أهالي طرابلس حي غرغور. وأحرقوا كل الفيلات التي كانوا يحتلونها (أفراد الميليشيات) لمنعهم من العودة إليها. وقد تحصن أغلب أفراد الميليشيات في فيلا واحدة، لكن الخناق يضيق عليهم».من جهة أخرى، قال أحد قادة كتائب «غرغور» إن المتظاهرين هم من بدأوا بإطلاق النار، وهو ما نفاه عدد من المتظاهرين الذين أكدوا سلمية مظاهرتهم وشرعية مطالبهم.ودعا الأئمة الخطباء خلال صلاة الجمعة ساكنة طرابلس بالخروج في مظاهرات سلمية للمطالبة بإخلاء المدينة من المظاهر المسلحة، واتفق الأئمة على التوجه الجمعة إلى منطقة «غرغور» باعتبارها في وسط العاصمة، على أن تنطلق مظاهرات أخرى في الأيام القادمة لتتوجه إلى بقية التشكيلات المسلحة الموجودة على أطراف المدينة.وكان المجلس المحلي بطرابلس قد دعا هو الآخر لمظاهرات الجمعة بهدف إخراج كل التشكيلات المسلحة من العاصمة طرابلس.وبعد أن تجمع المتظاهرون توجهوا بالآلاف إلى «غرغور» حيث يوجد معقل كتائب مصراتة القتالية، وقبل وصولهم المعسكر بدأ إطلاق النار عليهم فسقط عدد من الجرحى، وأصر المتظاهرون على موقفهم عازمين على إنهاء مهمتهم.وبعد أن وقع استهداف منازلهم بأعيرة نارية بادر عدد من سكان المنطقة بإخلاء منازلهم هربا من النيران.وأمام سقوط جرحى واشتداد المواجهات دعا رئيس المجلس المحلي بطرابلس السادات البدري المتظاهرين إلى التراجع حقنا للدماء، وبعد وقت قليل خاطب مفتي الديار الليبية الصادق الغرباني المتظاهرين طالبا منهم التراجع حقنا للدماء.وحاول بعض المسلحين اقتحام المعسكر الذي تتمركز به كتيبة مصراتة إلا أنه وقعت مواجهتهم بشدة. ويطالب المتظاهرون الذين توجهوا إلى «غرغور» أمس بإخراج كتيبة مصراتة الموجودة بالمكان منذ تحرير طرابلس.من جهته، أكد آمر كتيبة درع ليبيا بمصراتة الطاهر باشاغا أنهم لن يغادروا «غرغور» إلا بعد إقرار دستور ليبيا الجديد، الذي ستتولى إعداده الهيئة التأسيسية التي ينتظر انتخابها في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم. وبهذا التصعيد يبدو أن الأزمة ستشهد تصعيدا في الساعات القادمة، أمام إصرار الطرفين كل متمترس في موقفه.كما تداولت بعض وسائل الإعلام المحلية أنباء بشأن تحرك كتائب من مصراتة في اتجاه طرابلس لإيقاف المواجهات في منطقة «غرغور».وتوجه المجلس المحلي بطرابلس بنداءات استغاثة للتبرع بالدم نظرا لحاجة مستشفى طرابلس لها بسبب تزايد أعداد الجرحى في أحداث الجمعة.يذكر أن مواجهات شديدة وقعت قبل أسبوعين بمنطقتي سوق الجمعة وغرغور على خلفية وفاة آمر كتيبة نسور مصراتة متأثرا بجراحه في اشتباكات سابقة، ثم تدخلت المجالس المحلية ومجالس الحكماء لتطويق الأزمة، إلا أنه لم يقع تنفيذ قرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) القاضي بإخلاء العاصمة طرابلس من التشكيلات المسلحة.وفي بنغازي، خرج مساء الجمعة الماضية متظاهرون للمطالبة بتفعيل دور الجيش والشرطة رافضين الميليشيات المسلحة، وطالب البعض منهم بفرض حظر تجوال خاصة وأن بنغازي تشهد منذ أشهر اغتيالات وتفجيرات استهدفت عسكريين وأمنيين وبعض الأئمة وغيرهم بشكل يومي أو يكاد.