سطور
(المسرح أبو الفنون جميعاً)، وهو العين التي تطل على العالم من فوق فتكشف لنا خبايا النفوس ومكنونات الطبيعة البشرية بما تحمله تركيبتها من تناقضات شتى، فترينا تباينات العالم، ولعل أشد ما يقتل المؤلف المسرحي حين يكتب مسرحيته، هو ألا يكون لها جمهوراً أو ممثل كفؤ يقف على خشبة المسرح فيصيبه المس ليتحول إلى كائن آخر فيضج في أدائهِ الآن، وتلوح مشارف المصير، ثم تنتهي المسرحية، ويغادر الجمهور وقد أودعهم الممثل والمخرج والمؤلف عاريةً وقضية هي قضية الإنسان الأزلية. بيد أن ما يقتل في المسرح اليمني هو تلك المنسيات والغائبات في دهاليز الفكر الهاربة من تفاصيل المشهد كما عن غير قصد : - المنسي في المسرح اليمني هو الكاتب المسرحي والناقد المسرحي والمخرج المسرحي والجماهير المطرودة من المسرح . - المنسي في المسرح اليمني هو أن المسرح للجميع كما الهواء للجميع والأرض للجميع والحياة للجميع والحرية للجميع.- المنسي في المسرح اليمني هو أن الممثل المسرحي لا يكذب ليقول الحقيقة ويعري الواقع بل يكذب من أجل دعابة سافرة لا يحكمها بُعد حضاري أو إنساني أو حتى لتفضح مستوراً فاسداً.- المنسي في المسرح اليمني أن النصوص المسرحية تكرر ذاتها وثمة اشتباه في أن لها سوابق مع خبازين آخرين عجنوها وخبزوها وأكلها العالم بأكملهِ.- المنسي في المسرح اليمني أن النصوص المسرحية الأصيلة ليس لها قيمة بدون الممثل المسرحي الأصيل والمخرج المسرحي الأصيل اللذين ينتج عن لقائهما وعياً حضاري أصيل. - المنسي في المسرح اليمني هو المسرح اليمني.