* د. زينب حزام :كانت تراودني أسئلة كثيرة عن جزيرة سقطرى المشهورة بالنباتات والأشجار النادرة ومنها شجرة دم الأخوين وأشجار اللبان والنباتات الطبية التي لم تستغل في مشاريع صناعة الأدوية .. وكذلك تعد جزيرة سقطرى جزيرة سياحية يتوافد إليها السياح من جميع أنحاء العالم خاصة في فصل الشتاء الدافئ. وخلال وجودي في سقطرى أتيحت لي مشاهدة المعالم السياحية والأثرية فيها ، والتعرف على الفولكلور الشعبي من خلال مشاهدة عدد من اللوحات الراقصة التي تعبر عن مظاهر الاحتفالات والزفاف وغيرها من الرقصات الشعبية. وتكشف لي لاحقاً أن جزيرة سقطرى لديها ثقافة واسعة في صناعة الخزف والأواني والزخرفة والتطريز والمسرح والموسيقى والثقافة البصرية والمرئية عموماً وأن الشعب في سقطرى محب للفولكلور والموسيقى إضافة إلى المسرح الشعبي الذي يجذب إليه السياح الوافدين إلى هذه الجزيرة المتميزة بالنباتات النادرة والكهوف السياحية. ثقافة شفاهية خصبة توجد في جزيرة سقطرى السياحية ثقافة شفاهية خصبة جداً ولذلك ينتعش الشعر الشعبي فيها بشكل واسع ويوجد فيها عدد كبير من الشعراء المميزين كما أن لديها تراثاً خصباً من الأساطير والملاحم الشعرية القديمة ، كما توجد في هذه الجزيرة العجيبة عدد من اللهجات الشعبية اليمنية ولكل منها تراثها الأسطوري والشعري لذلك يقوم المؤلفون وكتاب القصة بتوثيق هذه اللهجات المحلية من خلال أعمالهم القصصية والمقالات الصحفية حتى يتعرف الجميع على التراث الثقافي في جزيرة سقطرى السياحية كما يوجد في جزيرة سقطرى ألوان من المسرح الشعبي الغنائي والشعري وتعد جزيرة سقطرى من الجزر اليمنية التي تتميز بالطبيعة الخلابة والنباتات النادرة والكهوف والمواقع الأثرية التي تجذب إليها السياح من جميع أنحاء العالم ويوجد فيها حالياً نهضة سينمائية شابة تقوم على التصوير الرقمي وهم مبهرون إذ لا يعتمدون على نتاج الحكومة أو حتى القطاع الخاص بل يعتمدون على جهودهم الخاصة ، حيث يقوم هؤلاء الشباب بتصوير المناظر الطبيعية والأثرية وصنع أفلام سينمائية وثائقية عن هذه الجزيرة السياحية والنباتات الطبية الموجودة فيها والتي لم تستغل في صناعة الأدوية وبشكل عام تعد جزيرة سقطرى السياحية من الجزر النادرة في العالم وهي في حاجة إلى دعم ورعاية الدولة والمهتمين بالنباتات الطبية والآثار كما تتميز بالفنون الحديثة التي تجذب إليها الفنانين التشكيلين والمتخصصين بالموسيقى والرقص التقليدي. التحديات ومواجهتها تحتاج جزيرة سقطرى السياحية إلى دعم وتشجيع السياحة فيها وحماية المواقع الأثرية والنباتات الطبية النادرة ومنها شجرة دم الأخوين وكذلك تحتاج إلى تخطيط العمران الذي يزحف على المواقع الأثرية وينبغي على الحكومات المحلية والمجتمع المدني تصميم مناطق حضرية تعزز النشاط البدني عن طريق الاستثمار في النقل الفعال والتشجيع على تناول الطعام الصحي من خلال توفير الأدوية والأغذية الطازجة وتيسير الوصول إليها وتحسين الأوضاع المعيشية والتعليمية لسكان هذه الجزيرة التي تتميز بالمناظر السياحية لكنها تعاني إهمال الجهات المختصة في حماية الموارد الطبيعية لأغراض الترفيه وبطبيعة الحال فإن اكبر التحديات حصول الجميع على المأوى المناسب ومن العوامل الحيوية المساهمة في الصحة جودة المأوى والخدمات مثل توفير المياه النقية والأغذية الطازجة والحماية من الكوارث الطبيعية. النباتات النادرة وجمال الطبيعة في جزيرة سقطرىمن النباتات والأشجار النادرة في جزيرة سقطرى شجرة دم الأخوين التي تستخدم في علاج أمراض اللثة والأمراض الجلدية والجروح كما تستخدم في طلاء السيراميك والرخام والزجاج كما توجد في جزيرة سقطرى أشجار اللبان التي تعطى الطبيعة جمالاً نظراً لتناسق هذه الشجرة وجمال منظرها وقد اشتهرت جزيرة سقطرى منذ القدم بتجارة اللبان إلى الهند والقرن الأفريقي. وللبحر في جزيرة سقطرى بهجة ورو-عة مع صفاء الرمال فيه ما يجذب السائح إليهما حيث تتشكل لوحات فنية من صناعة الخالق تعطي لهذه الأرض الطيبة قيمة سياحية وزراعية حيث الكهوف العجيبة التي تتساقط منها المياه العذبة ثم تتجمد ببرودة الطقس فتشكل خطوطاً فنية رائعة تجذب إليها عشاق الطبيعة وتتدفق المياه في وادي سقطرى فيما تقف أشجار النخيل والنباتات النادرة التي لا توجد إلا في هذه الجزيرة العجيبة التي تدعو المتخصصين لزيارتها والكتابة عن تاريخها وحضارتها وجمال طبيعتها.جولة ختامية وبعد هذا العرض عن جزيرة سقطرى السياحية أدعو الجهات المختصة إلى حماية النباتات الطبية النادرة ودعم السياحة فيها وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة.