تونس / متابعات :أعلن نواب المعارضة في المجلس التأسيسي في تونس تعليق مشاركتهم في أعمال المجلس إلى حين استئناف الحوار الوطني الذي تعطل بسبب فشل الأحزاب المشاركة في التوافق على الشخصية التي سترأس الحكومة الجديدة ومهمتها إنهاء الأزمة -التي تفجرّت منذ نحو ثلاثة أشهر- وإجراء انتخابات جديدة.واشترط النواب، الذين سبق لهم أن جمدوا عضويتهم بالمجلس لأكثر من شهر، تلازم المسارين الحكومي والتأسيسي للعودة إلى المجلس.جاء ذلك في وقت استأنف فيه الأربعاء الفريق الرباعي الراعي للحوار المشاورات تمهيدا لإعلان استئناف الحوار بِشأن اختيار رئيس جديد للحكومة في وقت لاحق.يأتي ذلك وسط توتر بالساحة السياسية بين الترويكا الحاكمة والمعارضة على خلفية تعليق الحوار، حيث تبادلت كل من حركة نداء تونس والجبهة الشعبية -أبرز مكونات المعارضة- من جهة وحركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم من جهة أخرى الاتهامات بالمسؤولية في تعثّر الحوار.وقال القيادي بالشعبية منجي الرحوي، إنّ حركة النهضة سعت لفرض أحمد المستيري (88 عاما) رئيسا للحكومة دون توافق، مشيرا إلى أن كبر سنه «لا يؤهله للاضطلاع بالمسؤولية في هذا الظرف الصعب».غير أن الناطق باسم حركة النهضة زياد العذاري قال إنّ المعارضة «هي من تعنتت وحاولت فرض مرشح لها من بين شخصيات لا يوجد حولها توافق» معتبرا أن المستيري هو «الأكفأ لإنجاح ما تبقى من المرحلة الانتقالية».وتدعم المعارضة ترشيح السياسي المخضرم محمد الناصر ووزير الدفاع الأسبق عبدالكريم الزبيدي، في حين تمسك حزب حركة النهضة وشريكه بالحكم حزب التكتل من أجل العمل والحريات بالمناضل السياسي المعروف أحمد المستيري.وفي وقت سابق عبّر الرئيس التونسي منصف المرزوقي عن تفاؤله ببقاء بلاده «على المسار إلى الديمقراطية» وذلك رغم تعليق الحوار السياسي.وأضاف المرزوقي، بعد محادثات في باريس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أنه أيا كانت الصعوبات حاليا فإن العملية الديمقراطية تمضي قدما رغم بعض أوجه القصور، معتبرا أن بلاده مصممة على مواصلة المسار الديمقراطي.ودعا السياسيين بتونس إلى مواصلة البحث عن حلول لخلافاتهم، والتغلب سريعا على مأزق قال إنه يخاطر بدعم ما سماه الإرهاب، واصفا الأحداث التي شهدتها بلاده الآونة الأخيرة بأنها «فترة عصيبة».وفي السياق ذاته، قالت دائرة الإعلام والتواصل التابعة للرئاسة التونسية إن المرزوقي لا يدعم مرشحا بعينه لرئاسة الحكومة، نافية ما رددته بعض التقارير الإعلامية مؤخرا.وأضاف بيان الرئاسة أن المرزوقي سيقبل في إطار احترام التنظيم المؤقت للسلطات العامة بالمرشح الذي يحظى بإجماع الأحزاب، في إطار من التوافق الوطني الحقيقي، بما يعزز قدرته على تشكيل حكومة قادرة على الفوز بثقة المجلس الوطني التأسيسي.