خطيب الجمعة يحد صوته ويرفعه :( أهل الرضاء من الله والسعادة هم أهل الأيمان ... أهل الرضاء هم أهل القرآن ... أهل السعادة هم أهل قيام الليل والذكر والاستغفار ...). حينها كنت قادما من منزلي لحضور صلاة الجمعة، فسمعت قرع قدمي جارة الخطيب الصارخ ( رضا ) ولازالت تحمل على رأسها ( صحون الشعوبية) وقد وزعتها على بقالات الحارة وفي يديها أوراق متهالكة ثمن شعوبية يوم أمس ... رضا لاتصلي، ولا تقوم الليل، أمية لا تقرأ القرآن .... لكن تحت ظل صحون شعوبيتها يستظل أربعة أرواح هم تركة جبر زوجها الذي كسر أطار حلمها بوقع حمله الثقيل على بروازها الجميل ..فجر توزع صحونها بانتظار شمس تعكس ظل رزق أطفالها. ومنتصف النهار وحتى قرب أصيل الليل تجمع ظلاً فات شمسه .. أحرقتني حدة خطواتها الحنقة من ظل الجمعة الذي بين يديها، وهي لا تكاد تشبع فرداً من بنيها، تعرض بوجهها عن صوت الخطيب وتتلاشى كلماته في أذنيها بتباعدها عن المسجد . في المسجد لم تهدأ روحي عن تساؤلها : -أما تستحق رضا الرضوان من الله .. أو لن تكون رضا سعيدة وقد شقيت في دنياها ؟؟. خرجت الأرواح من المسجد وقد دخلت تنشد الراحة أما روحي فما زالت في شقاها حائرة تتلمس لرضا سببيلاً للرضاء والسعادة . جررت روحي المثقلة من باب المسجد حتى خارجه ، وعلى مرآة سيارة الخطيب الفخمة ندت ابتسامة من وجهي المهموم وقد تسللت إلى روحي خيوط ارتياح .. وعرفت لمن تكون السعادة والرضا ومازالت عيني تتنقل بين مرايا سيارة الخطيب وخطوات رضا الحنقة التي لم ولن تجف ...
|
ثقافة
صحن الشعوبية
أخبار متعلقة