قبل أن نتناول موضوع المنقبات لابد من التنويه أني مع حرية المرأة ومع حصولها على كل حقوقها و يجب أن تتاح لها الفرصة في التعليم والتوظيف وشغل كل الوظائف العامة على كل المستويات مساواة بالرجل والمشاركة السياسية وفي الترشيح لكل المناصب السياسية دون استثناء وان تتمتع في الحريات الشخصية مساواة بالرجل وفقا لما يحدده الشرع ، وتناولي لموضوع المنقبات هو في اتجاه الدفاع عن مكانة المرأة ودعما لشخصيتها واحترامها الذاتي .لأن النقاب يسيء إلى المرأة ويحط من قيمتها ويظهرها بشكل شبح مجهول الهوية .ظاهرة المنقبات انتشرت في كثير من البلاد العربية وخاصة في بلادنا اليمن وأصبحت ظاهرة منتشرة ومألوفة في اوساط المجتمع ، وما يثير الدهشة والتساؤل هو أننا أصبحنا نرى تلك النساء المنقبات يظهرن على شاشات التلفزيون ومختلف وسائل الإعلام المرئية ، ويتحدثن ويناقشن العديد من القضايا ، السياسية أو الاجتماعية او الحقوقية ، أو الاقتصادية ، وغيرها من القضايا ، بينما في حقيقة الأمر أنهن يظن نساء وشخصيات مجهولة امام المشاهد كونها منقبة ووجهها الذي يشكل هويتها مجهول ومخفي وراء ذلك القناع الذي تضعه حول وجهها ، بل وأكثر من هذا أصبح يسند إلى تلك النساء المنقبات أعمال ووظائف ومسئوليات عامة تتعلق بمصالح الناس وقضاياهم ، فهل يصح أن يتم اعطاء تلك الشخصيات المجهولة الهوية تلك المهام وتسند اليها تلك الاعمال بينما هن في الواقع مجهولات الهوية وممكن لأي أحد آخر انتحال تلك الشخصيات تحت ذلك القناع .أليس من المفترض ممن يشغل اعمالاً أو وظائف عامة تتعلق بامور افراد المجتمع أن يكون معروفاً لديهم اسماً وصورة ، لقد اتفق كل الأئمة ورؤساء المذاهب الاسلامية بأن الحجاب الشرعي للمرأة لا يتضمن الوجه والكفين وبالتالي ليس النقاب من الملزمات دينيا حتى يفرض ذلك على الناس ، الحجاب يجب ان لا يشمل الوجه والكفين وهذا ما اقره الشرع ومن ارادت ان تغطي وجهها فلها الحرية في ذلك لكن يجب ان تعتزل العمل العام والوظيفة العامة ، حتى لا يتم استغلال تلك الوظيفة بطرق غير شرعية هذا من جهة ومن جهة اخرى أن من تشغل تلك الوظيفة تتعامل مع اطراف عديدة من البشر وهي تعكس صورة عن جميع افراد المجتمع ويجب ان يكون شكلها متناسباً مع قناعات معظم افراد المجتمع كما يجب ان يعرف الناس مع من يتعاملون فهي في عملها لا تقوم بدور تمثيلي وتنكري بل هي تمارس عملاً يقتضي ان تكون معروفة وهويتها واضحة ، ولا يتم التعامل مع شبح واستغرب ممن تدعي الثقافة والمعرفة وتحشر نفسها في الشأن العام وهي غير قادرة على اظهار شخصيتها وهويتها ولازالت تقبل بوضع القناع على وجهها ذلك الذي يحط من قيمتها بل ويحط من قيمة المرأة بشكل عام ويفقدها شخصيتها وهويتها ، ذلك القناع يعبر عن عصر الظلم والظلام ، ويظهر مدى خلو من ترتديه من عقل ويعكس ضعف شخصيتها وعدم قدرتها على تجاوز الواقع البائس المتخلف الذي فرضته عقول متحجرة لا تعرف عن حقيقة الدين ولا تحترم انسانية المرأة وحقها في الخروج والمشاركة واظهار هويتها وشخصيتها امام العالم اجمع ، فهي ليست في وضع مشين حتى يتم تغطيتها ، ومن يتحدثون عن اثارة الوجه هم بعيدون عن التفكير العقلاني السوي وتجدهم في وضع عقلي غير صحيح ويحتاجون الى مساعدة طبية لفهم نفسياتهم ومعالجتها وفقا لما تقتضيه حالتهم المرضية ، ولا اعتقد أن امرأة متعلمة ومثقفة تقبل ان تحط نفسها تحت تحكم من يعانون من تلك الامراض النفسية ، وبالتأكيد لن تقبل على نفسها بأن تكون بتلك المكانة بل اذا كانت تحترم نفسها وتحترم عقلها فعليها التخلص من ذلك القناع الذي يسيء اليها والى انسانيتها ، وعلى الأهل أن يحترموا مشاعرها وعقلها ويدعوها تعيش حياتها بشكل طبيعي دون فرض عصور الجهل والقهر على ابنتهم وحرمانها من الحياة الكريمة اللائقة بها كأنسانة . وعلى الدولة ان تتدخل في هذه الامور وتسن قوانين تحترم حقوق المرأة في كل مناحي الحياة بما فيها حرية ارتداء النقاب وليس فرضه سواء من الاهل او من غيرهم ، كذلك ان يتم منع من ترتدي النقاب من شغل الوظيفة العامة لما لذلك من أضرار على المجتمع وافراد المجتمع . كما أن النقاب يعكس صورة غير جيدة عن البلد وعن المجتمع ككل ، والله من وراء القصد.
|
آراء
المنقبات والوظائف العامة
أخبار متعلقة