كلمات
يأخذ العنف المدرسي أشكالاً متعددة تبدأ من التمرد على المدرس داخل الفصل مروراً بتكسير الأثاث المدرسي وانتهاء بالاشتباك بالأيدي وفي بعض الأحيان يتخطى ذلك. ويصر بعض المدرسين على الاعتماد على الضرب دون غيره كوسيلة تربوية تحقق أهدافه في السيطرة على طلابه.كما تتدخل البيئة المحيطة بالطلاب خارج المدرسة من فوضى في زرع العنف داخل الطلاب فماذا أعدت المدرسة للتعامل مع هذا الموضوع؟ وكيف يراه أطراف العملية التعليمية، وما الذي يمكن أن يقدمه لنا المتخصصون من تفسيرات لتلك الظاهرة.. الإجابة في السطور التالية: بدأنا مع الطلاب؛ حيث تقول هاجر حسن «الصف الثالث الإعدادي»: قليلا ما يحدث شجار بين الطالبات وغالباً ما تتخذ المدرسة إجراءات قانونية مثل استدعاء أولياء الأمور أو بحث الأمر مع الاختصاصية الاجتماعية لبحث المشكلة ومحاولة حلها دون تدخل الأهل.وتؤكد آلاء حمدي بالثاني الإعدادي: الخناقات عادية بين الطلبة ولا تصل لمرحلة العنف.. كما أن الطالبات يعتبرن بعضهن البعض «أخوات» ولسن مجرد زميلاءت في المدرسة.أما أمل سيد «الصف الثاني الإعدادي» فترى أن هناك بعض الفتيات لديهن ميول عدوانية ويسببن المشاكل مع زميلاتهن والمدرسين وقد يصل العقاب إلى الفصل المؤقت أو النهائي على حسب المشكلة..!!ويتفق كل من محمد .ع وأيهم. س «الصف الثالث الثانوي» أن معظم المراهقين في تلك المرحلة يمرون بكثير من العصبية والتسرع وقد تظهر مشاكل العنف والضرب بيننا ولا يتم إصلاحها إلا من خلالنا نحن أيضا دون تدخل المدرسة أو الأسرة!وإذا كان هذا رأي الطلاب فماذا عن أولياء الأمور؟تقول إيمان عادل «موظفة»: لدي ابنتان أميرة «ثانية ابتدائي» بمدرسة خاصة وهناك قاعدة بالنسبة للتعليم «مادمت تدفعين فمن حقك خدمة مميزة» كأي شيء في الحياة اليومية، هكذا هو التعليم الآن وابنتي الأخرى أمل «ثانية إعدادي» في فصول متفوقين وغير محتكة بنماذج الطالبات غير الملتزمات فالمدرسة تجمع فئات متفرقة.وهنا تذكر سميرة محمد «45 سنة» - ربة منزل- ما يعانيه ابنها في المرحلة الثانوية العامة من ضغوط تدفعه للتعامل بعنف مع زملائه ومدرسيه وأن ناقوس الخطر قد دق منذ سنوات ونحن بحاجة لوقف هذا العنف!!وإذا كان الأهالي يلقون باللوم على المدرسين والمدرسة فالمدرسون لهم رأي في مشكلة العنف.عن ذلك يقول حمدي (مدرس) : أحيانا نحتاج اللجوء للضرب كوسيلة لتعليم الطالب وأيضا طريقة لاحترام المعلم خاصة مع الشباب ومع الفتيات يتم استدعاء ولي الأمر في حالة تجاوزها حدود اللياقة أو إهمالها لمذاكرة دروسها.ويرى محمد (مدرس) : أن العنف لدى الطلاب أصبح ظاهرة فهناك من يتعدى على زميله بالضرب ويتعدى على مدرسيه بل وأسرته أيضاً، فقد صار الأمر عادياً ويحتاج لمراجعة الأسرة وتعاونها مع المدرسة لتهدئة الطلاب واحتوائهم بدلاً من اللجوء للعنف أو الضرب.وتتفق معه هناء الشيخ -مدرسة تاريخ- قائلة: طلابنا بحاجة للحب والحنان وليس العنف والقسوة فنحن لا نروض حيوانات بل هم النشء القادم والأمل الذي نسعى لتحقيقه وعلينا تفعيل دور الاختصاصي الاجتماعي في كل مدرسة وبحث مشاكل الطلبة والاهتمام بهم ومتابعتهم عن قرب.ويضيف جميل - مدرس - يكفي ما يراه الطلاب من عنف خارج أسوار المدرسة ليكون لديهم عدوانية تجاه الآخر ولا ننسى أحداث الثورة وما تلاها من انفلات أمني جعلنا جميعا نرى أحداث البلطجة والسطو وأخذ غير الحق بالقوة فكان لابد أن يتأثر الطلاب بذلك ويحاولوا تقليده.. وهذه كارثة!!