صندوق الأمم المتحدة يستقدم خبيراً بلجيكياً
لقاءات وتصوير / بشير الحزميللعام الثاني على التوالي يستضيف صندوق الامم المتحدة للسكان خبيراً بلجيكياً ليقوم بإجراء عدد من العمليات الجراحية المجانية في الناسور الولادي للنساء من مختلف محافظات الجمهورية للتخفيف من معاناتهن الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية وذلك ضمن مشروع يتم تنفيذه منذ العام الماضي بالتعاون مع هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء والجمعية اليمنية للقابلات ، ويشمل المشروع الى جانب اجراء العمليات للنساء اللاتي يعانين من الناسور الولادي ، تدريب عدد من الطبيبات والممرضات من محافظتي عدن وامانة العاصمة . صحيفة 14أكتوبر وخلال زيارة استطلاعية الى قسم الولادة و الناسور الولادي بهيئة مستشفى الثورة العام التقت بعدد من الكوادر الطبية والنساء المريضات المستفيدات من هذا المشروع ومرافقيهن والقائمين عليه .. فإلى الحصيلة : تحدث الدكتور عبد الحكيم الارياني رئيس قسم الولادة والناسور الولادي بهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء قائلاً : الناسور الولادي مرض تترتب عليه جوانب كثيرة معظمها نفسية لأن المرأة عندما تحدث لها هذه المشكلة وفجأة تصبح غير قادرة على التحكم في البول فيحتم عليها هذا الانطواء والانكفاء ، وتدخل في حالة من الاكتئاب الحاد ، واحيانا قد يؤدي ذلك الى تفكك اسري ، وهناك انواع من الازواج قد تدفعهم هذه المشكلة الصحية الى الانفصال عن زوجاتهم .مرض يهدم الحياةوأضاف: الناسور الولادي مرض لا يهدد الحياة ولكنه يهدم الحياة ، فحياة المرأة المريضة العائلية والزوجية تصبح في مهب الريح .. وقال : نحن الآن نعالج الناسور، لكن الاجدى بأن يتم النظر الى أصل المشكلة التي تؤدي الى الناسور لأنه اليوم هناك دعم من جهة معينة ولكن هذه الجهة لن تظل تدعمنا الى ما شاء الله . وهذا المرض هو نتيجة وعلينا ان نعالج الاسباب ، والتي منها ان المرأة الحامل لا تحصل على رعاية كاملة اثناء الحمل والولادة ، ومعظم الولادات تتم في المنازل او على ايدي نساء أو قابلات غير مؤهلات ، وايضا نتيجة لزواج الصغيرات والحمل المبكر . وهذا كله يؤدي الى مضاعفات ، وحالات الوفاة في اليمن هي من اكثر حالات الوفاة في العالم بعكس جيراننا . واذا لم تمت المرأة المريضة فإنها تدخل في مثل هذه المضاعفات . وبالتالي القضية الاجدى ان نبحث عن كيفية تحسين ادائنا وتوفير خدمات رعاية الحوامل لأنه في حال توفرت وحدات رعاية للحوامل سيتم اكتشاف اشكاليات كثيرة تحدث اثناء الحمل والتي تؤدي في النهاية الى مضاعفات في حال عدم معالجتها أو الانتباه لها فاذا ما وجدت هذه الوحدات فإنها كفيلة بأن تحد الى درجة كبيرة من كل المضاعفات بما في ذلك الوفيات. وأشار الارياني الى أن الناسور الولادي يأتي نتيجة تعسر ولادة أو صغر في حجم الحوض أو حدوث تعرض في الجنين ، وهي اسباب تؤدي في اغلب الاحيان الى الناسور الولادي في احسن الحالات اذا لم تؤدي الى وفاة الأم والجنين . مطالبا بالبحث عن الاسباب ومعالجتها .تدريب للكادر الطبيوقال الارياني إن هذا النوع من العمليات تكون نسبة الفشل فيه كبيرة ، لكن عندما تتم من قبل اختصاصيين وخبراء فان نسبة الفشل تكاد تكون منعدمة ، مثلا العمليات التي قام بها الخبير الاجنبي الزائر العام الماضي كانت ناجحة 100 %. وايضا هذا العام تكاد تكون جميعها ناجحة. وأضاف : الكوادر المحلية تقوم بإجراء مثل هذه العمليات لكن نسبة الفشل فيها كبيرة بحكم المرض نفسه .والآن هناك تدريب للكادر الطبي غير ان هناك احيانا حالات معقدة فيستقبلها أختصاصي المسالك البولية ، ولكن حتى أختصاصيو المسالك تظل نسبة الفشل عندهم كبيرة. ولو لاحظنا الحالات التي توافدت على الخبير الاجنبي سنجد ان معظمها حالات قد تم عمل لها عمليات ولكنها كانت عمليات فاشلة . وحدة الناسور الولاديوتقول الدكتورة خولة اللوزي نائبة رئيس قسم امراض النساء والولادة في مستشفى الثورة بصنعاء ومنسقة مشروع الناسور الولادي الممول من صندوق الامم المتحدة للسكان : منذ العام الماضي أنشأ صندوق الامم المتحدة للسكان في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء وحدة اسمها وحدة الناسور الولادي وقام بالتعاون مع المستشفى بشراء بعض الاجهزة والمستلزمات والادوية و تدريب كادر يمني من الاطباء والتمريض ، واستقدم الصندوق العام الماضي خبيراً اجنبياً وتجمعت لدينا حوالي اربعين حالة منها 13 حالة اظهر التشخيص ان عندها ناسور ولادي وتم اجراء عمليات جراحية لها وكانت ناجحة ، وقمنا بمتابعة هذه الحالات وهن ولله الحمد في صحة جيدة ، ومنهن من حملت وانجبت اطفالاً عن طريق عملية قيصرية ، ومنهن من رجعن الى ازواجهن ممن كن قد تطلقن او كن بعيدات عن اسرهن بسبب هذا المرض . وأضافت اللوزي : في هذا العام كانت الحملة افضل من العام الماضي لان القابلات اشتركن فيها وايضا الاعلام والاذاعة وتقريبا وصلت الينا حوالي 80 حالة منها 71 حالة تم الكشف عليهن من قبل الخبير والطبيبات اليمنيات ومنهن 48 حالة مصابات بالناسور الولادي وتم اجراء عمليات جراحية لهن من قبل الخبير الدولي الذي استقدمه صندوق الامم المتحدة للسكان وتتم العمليات بالتعاون مع الطبيبات اليمنيات اللاتي اتين من عدن ومن صنعاء بحيث يتم تدريبهن واجراء العمليات تحت اشراف الخبير الدولي . واوضحت أن عدداً من المريضات اللاتي اجريت لهن عمليات في الناسور قد تم خروجهن من المستشفى وتكللت العمليات بالنجاح ، وما يزال البعض منهن يتلقين الرعاية الصحية ، وان شاء الله ستكلل كل العمليات بالنجاح ويعدن جميعهن الى اسرهن في افضل حال . وأشارت اللوزي الى أن صندوق الامم المتحدة للسكان قام بالتعاون مع الجمعية اليمنية للقابلات وهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء قبل وصول الخبير الدولي باستقطاب المريضات من المحافظات واعطائهن نفقات السفر والسكن مجانا وتوفر لهن ظروف اجراء العملية مجانا والفحوصات والتغذية مجانا وهناك تعاون وثيق وان شاء الله يستمر هذا التعاون بين الصندوق والمستشفى والجمعية لخدمة المريضات .تنسيق ومتابعةوثمنت دور الجمعية اليمنية للقابلات التي كان لها دور كبير خاصة هذا العام من خلال التواجد المستمر مع المريضات والتواصل معهن ومتابعتهن والقيام بكافة متطلبات وصولهن الى صنعاء ومن ثم الى المستشفى لإجراء العمليات ومن ثم ترتيب عودتهن الى المحافظات والى اسرهن . وقد كان لممثلات الجمعية المناوبات مع المريضات مع طاقم التمريض الموجود في هيئة مستشفى الثورة دور فعال في انجاح هذا العمل .وقالت: الناسور الولادي بدأ يظهر وبدأت النساء يتحدثن ونحن نريد لهذا المشروع ان يستمر لأنه في السابق كانت النساء يعانين ولكنهن يفضلن الصمت وعدم الحديث عما يعانينه وعن مشكلاتهن الصحية بسبب الخجل من الحديث عن هذه المشكلة ، ولكن الآن مع زيادة الوعي ، بدأت النساء يفصحن عن مشاكلهن ويتحدثن بعد ان وجدن ان هناك حديثاً يدور حول هذه المشكلة ووجدن ان عدداً من الحالات اللاتي تم الوصول اليهن قد استفدن وشفين تماما من هذا المرض بعد ان تم اجراء عمليات جراحية لهن .توعية وتجميع الحالاتمن جانبها تقول أمة الرحمن علي الورع عضو الهيئة الادارية بالجمعية اليمنية للقابلات منسقة مشروع الناسور الولادي : هذا المشروع بدأ العام الماضي حيث اشتغلنا فيه العام الماضي مع مستشفى الثورة والفريق الطبي والخبير الدولي الذي استقدمه صندوق الامم المتحدة للسكان من (بلجيكا ) . وأضافت : لم يكن بقاؤنا مع المريضات في العام الماضي كما هو هذا العام حيث نجلس هذا العام معهن طوال اليوم ونرافقهن من الصباح حتى المساء ، وهناك مناوبات ليلية ، طبعا العام الماضي كان العدد قليلاً لكن هذا العام العدد كبير جدا والحالات التي فحصت وصلت الى اكثر من 70 حالة ومن تم عمل عمليات لهن بلغن اكثر من 50 حالة . ونحن في الجمعية اليمنية للقابلات بدأنا العمل هذا العام مع هذا العمل الجديد منذ شهر يونيو حيث بدأنا نعمل توعية مع وزارة الصحة - ادارة الصحة الانجابية والمركز الوطني للتثقيف والاعلام الصحي- ونزلنا معهم الى المحافظات المستهدفة مثل الحديدة ولحج وعدن وابين وحضرموت واب وتعز وهى المحافظات التي استهدفناها في البداية لنجمع منها حالات النواسير ، وكنا خلال النزول الى المحافظات نوعي المجتمع وكان لدينا فريق من المتطوعين وفرق من التثقيف الصحي وادارة الصحة الانجابية ، وقد أوضحنا لهم كيفية القيام بجمع الحالات وكنا نعطيهم رسالة محددة عن العسر في الولادة وهو أن أي امرأة تعاني من عسر في الولادة هي من مر عليها ثلاثة ايام في المخاض ولم تلد ومن ثم حدث لها مشكلة ولم تعد تستطيع التحكم بالبول او في عملية البراز . واذا تبين وجود هكذا حالة فيتم تحويلها الينا مباشرة .التأكد من الحالاتوقالت الورع إن صندوق الامم المتحدة للسكان اتفق مع مستشفى الثورة بصنعاء الوحدة بعدن بأن يدرب اطباء في كل محافظة على كيفية التأكد ان الحالات التي ستصل اليهم هي حالات نواسير ولادية، لأننا في العام الماضي عانينا كثيرا من هذا الموضوع حيث كانت تأتينا حالات كثيرة لكن معظمها لم تكن حالات نواسير ولادية. واوضحت أن المثقفين كانوا يعملوا في الميدان في المجتمع مع القابلات اللاتي كن يقمن بتجميع الحالات وتحويلها الى المستشفى في المحافظة حيث ما تدربت الطبيبة . وحينما يتم التأكد انها حالة نواسير يتم الرفع باسمها الى جمعية القابلات ونحن في الجمعية قمنا بتجميع كل الحالات ليتم تشخيصها الى ان يأتي الخبير البلجيكي وتم استقبالهم هنا في صنعاء ويوم 1 اكتوبر 2013 وصلت مجموعة كبيرة من المريضات ممن تواصلنا معهن وقد قام الخبير بفحص الحالات ومن ثم اجراء العمليات اللازمة لهن .وقالت : نحن في الجمعية لنا دور آخر وهو ان نتواصل مع المريضات ونستقبلهم ونوفر لهم المأوى ونعطيهم المبالغ المرصودة لكل حالة حق بدل مواصلات والمعيشة والسكن . وكل الدعم المقدم هو من صندوق الامم المتحدة للسكان .وأشارت الى أن حالات عديدة قد وصلت الى صنعاء واجريت لهن عمليات ناجحة وكانت معظم الحالات من عمران و الحديدة و اب وهناك حالات من المحويت وعدن وتعز ولحج وابين وذمار وسقطرى والمهرة وشبوة وصنعاء وحجة والبيضاء والجوف ومن مختلف المحافظات .موضحة أن الجمعية اليمنية للقابلات ومنذ العام الماضي تقوم بتنفيذ حملات توعية للقابلات وللمثقفين الصحيين على كيفية الوصول الى حالات النواسير الولادية وكيفية تقديم الدعم النفسي لهن . مفصحة عن فكرة لإقامة مشروع تتبناه الجمعية اليمنية للقابلات ويموله صندوق الامم المتحدة للسكان لمساعدة النساء اللاتي لا قدر الله لم تنجح عملياتهن أو من تم تطليقهن ولا يجدن من يعولهن وذلك بمساعدتهن على اقامة مشروع حرفي مدر للدخل ليتمكن من خلاله ان يغطين مصاريفهم المعيشية بتمويل من صندوق الامم المتحدة للسكان .تدريب على مرحلتينمن جهتها تقول الدكتورة اقبال محمد ناجي من مستشفى الوحدة عدن وتتدرب في مستشفى الثورة على القيام بعمليات النواسير الولادية على يد الخبير الدولي الزائر : بدأ التدريب من 2 أكتوبر واستمر حتى 30 أكتوبر 2013م على يد خبير بلجيكي . وهذه هي المرحلة الثانية من التدريب ، ففي الدورة السابقة التي عقدت العام الماضي تدربنا على كيفية فحص النبضة وتشخيص الحالات وكيف اجراء عمليات النواسير الولادية البسيطة ، والآن تدربنا على عمليات النواسير الولادية المعقدة . وقد قمنا خلال الفترة الماضية بتجميع حالات النواسير لهذه الدورة .وأضافت بالقول : يقوم الخبير بتدريبنا على اجراء عمليات النواسير الولادية بمختلف انواعها وتحت اشرافه المباشر ، وان شاء الله عندما نعود الى مواقع عملنا سنقوم بإجراء مثل هذه العمليات، ولكن هناك عمليات اكثر تعقيداً فلا نتدخل فيها لأنه ما يزال امامنا مرحلة ثالثة من التدريب وتدريب اشمل نأمل ان يستكمل في المرحلة القادمة .وأوضحت أنها وخلال التدريب قد قامت خلال شهر أكتوبر 2013م وتحت اشراف الخبير الدولي بإجراء عمليات ناسور لأكثر من 15 حالة . مؤكدة أن ان الناسور الولادي ليس مشكلة صحية فقط وانما هو مشكلة اجتماعية ومشكله نفسية وايضا اقتصادية لان المرأة تعاني معاناة كبيرة قد تؤدي بها الى الانعزال عن الناس والمكوث في البيت واحيانا يتخلى الزوج عنها وتنعزل عن المجتمع وبالتالي فإن هذا المرض يعتبر مشكلة كبيرة .وقالت : لا ننكر جهد المنظمات الدولية ممثلة بصندوق الامم المتحدة للسكان والجمعية اليمنية للقابلات وهيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء في تبني ودعم هذا المشروع . ونوجه لهم الشكر والتقدير لأنه لولا هذا الدعم ما كنا سنحظى بهذا القدر من التدريب الفني الذي كان بالإمكان ان ندفع الكثير من الاموال لأجل الحصول عليه خارج الوطن .ولفتت الى انها بعد التدريب في المرحلة الاولى قامت بتدريب اطباء من عدة محافظات على كيفية اجراء التشخيص للناسور الولادي وتجميع الحالات وتحويلها إلينا لنقوم بإجراء العمليات لها .دور تمريضي وإنسانيبدورها تقول رضى الخضر مسعود رئيسة قسم الناسور في مستشفى الوحدة بعدن : لقد حضرت الى صنعاء للمشاركة في دورة النواسير الولادية كممرضة ومساعدة طبيبة على عملية فحص المريضة بالناسور الولادي والقيام بإعطاء العلاجات اللازمة وتحضير المريضة والعناية بالمريضة بشكل كامل من لحظة دخولها الى القسم وحتى خروجها منه.وأضافت : لقد شاركت في الدورة السابقة العام الماضي وقد استفدت كثيرا من هذه الدورة لان الدورة الاولى كانت قصيرة لمدة عشرين يوم اما هذه الدورة فقد استمرت لمدة شهر ، واكتسبنا فيها معلومات جديدة .وأوضحت أن دورها كممرضة ومساعدة طبيبة تمريضي وصحي يكون أيضا دوراً انسانياً بحيث يتم التعامل مع الحالات تعاملاً إنسانياً وفهم المريضة ومصادقتها حتى تشكي عن معاناتها وعن مشكلتها وكيف بدأت ومن ثم يتم اعطاؤها الرعاية الصحية اللازمة.وقالت : سنعمل على تطبيق ما تعلمناه في هذه الدورة في واقعنا العملي وفي التعامل مع الحالات التي نستقبلها على مدار العام ، معربة عن شكرها لمن عمل على تنظيم هذه الدورة ودعمها .. داعية الى تبني مشروع بسيط لدعم قدرات النساء المتضررات من الناسور الولادي ممن فقدن اعمالهن او تطلقن من ازواجهن خلال فترة معاناتهن لكي يستطعن ان يحصلن على مصدر رزق لهن .رعاية واهتماموتقول المريضة زينب علي سالم من محافظة الحديدة : الحمد لله لقد حصلت على الرعاية والاهتمام من قبل هذا المشروع واتوجه بالشكر الجزيل لهم على ما قدموه لي من فلوس ومن رعاية وعملوا لي العملية مجانا والحمد لله الآن صحتي تتعافى وتتحسن وان شاء الله اخرج من المستشفى متعافية كما كنت في السابق.وأضافت : لقد ظللت اعاني من الناسور الولادي منذ اربع سنوات عندما عملت عملية ولادة قيصرية وخرج الجنين ميتاً وبعد ذلك عملوا لي عملية للناسور الولادي في الحديدة ولم تنجح . وطوال اربع سنوات اتعالج ولم تتحسن صحتي . وقد عانيت كثيرا .واوضحت أن زوجها وقف الى جانبها طوال فترة معاناتها ولم يتخلي عنها .. مؤكدة أن حالتها الصحية الآن تحسنت كثيرا ونفسيتها تحسنت ايضا . معاناة طويلة وزوج وفيأما المريضة ريم احمد عبده من محافظة اب فقد قالت: اعاني من الناسور الولادي منذ ثلاث سنوات بعد ان اجريت عملية قيصرية وقد اجريت لي عمليتان في مستشفى جبلة الاولى قبل عام ونصف والثانية قبل ستة اشهر ولم تنجح هاتان العمليتان و تم تحويل الى صنعاء والآن بعد ان اجريت لي العملية في مستشفى الثورة بصنعاء اشعر بتحسن كبير وان شاء الله تعود حياتي كما كانت في السابق.واعربت عن شكرها لجمعية القابلات اليمنيات التي بذلت جهوداً وساعدتها في الوصول الى صنعاء وتمكينها من اجراء العملية بنجاح. مثمنة موقف زوجها الذي كان وفيا ووقف الى جانبها خلال محنتها ومعاناتها رغم الضغوط التي مورست عليه من اسرته للتخلي عنها وتطليقها بسبب معاناتها مع هذا المرض ولكنه رفض ووقف الى جانبها وبذل كل غال ورخيص في معالجتها .وقالت : لقد عانيت كثيرا طوال الفترة الماضية حتى انني في وقت ما شعرت انني سأموت ، ولكن الآن ولله الحمد تحسنت صحتي واستعدت عافيتي وبدأت أشعر بتحسن كبير في صحتي ونفسيتي .أما زوجها محمد عبدالله مسعود الذي التقيناه على مقربة من زوجته فقد قال : منذ ان بدأت زوجتي تتعب وتعاني من الناسور الولادي ونحن لا ندري ما هو مرضها كان تعاملي معها طيباً بصفتها شريكة حياتي وما حدث لها هو من الله وليس لها فيه ذنب وقررت ان اقف الى جانبها وقمت بعلاجها عدة مرات وتحملت معها كل المعاناة وانفقت على علاجها الكثير من المال وتكبدت ديوناً والآن والحمد لله اجريت لها عملية جراحية ناجحة في مستشفى الثورة ، فالشكر لكل من ساهم في هذا العمل الانساني الطيب الذي اعاد البسمة والسرور والحياة الى الكثير من الاسر .معاناة صحية ونفسيةوتقول المريضة هديل صالح من محافظة عمران : اعاني من الناسور الولادي منذ خمسة اشهر بعد ان اجريت لي عملية قيصرية وبعدها حصلت لي هذه المشكلة وقد عانيت طوال الاشهر الخمسة معاناة كبيرة وكنت اتعالج لكن لا فائدة . وكانت حالتي تعبانة ولم اكن اخرج من البيت و حالتي النفسية سيئة وكنت اتحمل كل المعاناة والحمد لله صبرت ووقف الى جانبي زوجي وأسرتي ولم يتخلوا عني وكانوا يعانون من معاناتي ، والآن وبعد ان اجريت لي عملية اشعر بتحسن كبير صحيا ونفسيا واشعر بسعادة بالغة ان العملية نجحت واستعدت عافيتي ، واتقدم بالشكر لكل من وقف الى جانبي ولكل من قام على هذا الواجب .عشر سنوات من المعاناةأما احدى المريضات القادمات من محافظة عدن التي رفضت الافصاح عن اسمها تقول : اعاني من الناسور الولادي منذ عشر سنوات وقد مررت بظروف صحية ونفسية سيئة للغاية وقد لجأت الى عدة مستشفيات للعلاج واجريت لي عمليتان احداها في مستشفى ابن خلدون والاخرى في مستوصف وكلها كانت فاشلة. وطوال فترة معاناتي وانا في البيت لا اخرج وقد عمل زوجي كل ما يستطيع من اجل معالجتي وكان تعامله معي جيداً ولم يتخل عني . والآن وبعد ان اجريت لي عملية جراحية في مستشفى الثورة بصنعاء بدأت اشعر بتحسن والحمد لله . واضافت بالقول : عندما اتيت الى المستشفى في صنعاء كنت اعتقد انني الوحيدة التي تعانى من هذا المرض لكن بعد ان شاهدت الاعداد الكبيرة من النساء اللاتي يعانين من مشكلتي نفسها شعرت بشيء من الاطمئنان وبدأت حالتي النفسية تتحسن وشعرت بارتياح لمستوى الخدمة المقدمة والان اشعر بتحسن كبير .دور إنسانيفيما تقول مرافقتها التي رفضت هي الاخرى الافصاح عن اسمها : المريضة التي ارافقها اصيبت بالناسور بعد الولادة ولم يكن احد يعرف انها تعاني من ناسور ولادي وقد ذهبت لتتلقى العلاج في عدة مرافق صحية في محافظة عدن وعندما علمت ان هناك خبيراً دولياً سيحضر الى صنعاء ويجري عمليات الناسور الولادي مجانا قمنا بإحضارها الى مستشفى الثورة بصنعاء بالتنسيق مع الكادر الطبي المشارك في التدريب من محافظة عدن .. واضافت بالقول: المريضة هي ابنة خالتي و قد رثيت لحالها واردت ان انال الاجر بمرافقتها و ان اكون الى جانبها،والآن وبعد ان اجريت لها العملية تحسنت حالتها الصحية والنفسية وبدأت ترتسم ملامح الفرح والسعادة في وجهها . واوضحت انها لم تكن مرافقة لابنة خالتها فقط ولكنها تحولت في المستشفى الى مرافقة لكل امرأة لا يوجد لديها من يرافقها ويراعى متطلباتها فأصبحت ترعى العديد من المريضات اللاتي يرقدن في قسم الناسور الولادي ممن اجريت لهن عمليات ولا يوجد لديهن مرافقات وهن من محافظات مختلفة . مؤكدة أن قيامها بهذا العمل هو انساني وتشعر بسعادة بالغة في القيام به.