غضون
قالوا إن لصا كسر قمرية نافذة في الدور الثالث للمتحف الوطني بالعاصمة، ودخل يسرق رقوقا قرآنية وسيوفا، من جناح المقتنيات الإسلامية، لا تقدر بثمن، وربما كان اللص واحداً من الذين حضروا الوليمة، لكن هل كان معه (ونش) طلعه ثم نزله من قمرية في الدور الثالث؟ وكيل وزارة الثقافة قال: إن مسئولين في هيئة الآثار وإدارة المتحف حضروا وليمة عرس أقيمت داخل المتحف!يعني عدمت عليهم قاعات الولائم، فولموا بالمتحف.. وليمة في متحف وطني، بداخله أكثر وأثمن الآثار اليمنية المكتشفة في كل العصور، ما هذا؟ كنا نصيح لأن أوادم غير معنيين، ينبشون المواقع الآثارية، ويأخذون ما فيها، فهبط الحال إلى فقد آثار من متاحف لها أسوار وأبواب وإدارات وموظفيون وحراس وخزائن وكاميرات وأجهزة إنذار.. وقمريات نوافذها من جص يكسر بعود أراك!إلى ما قبل عيد الأضحى كان المتحف الوطني بالعاصمة، الوحيد الذي لم يسرق من بين المتاحف، والآن كل المتاحف في البلاد (سوا سوا) يا عباد الله متساوية.. متحف عدن سرق، ومتحف المكلا سرق، ومتحف العود بإب سرق، ومتحف زنجبار أبين سرق، ومتحف لحج سرق، ومن قبل سرقت آثار من تعز.. سرقة بعد سرقة، ولا عبرة، بل سياسة و إدارة «يتبع ما قبله».متحف عدن سرقت معظم مقتنياته أثناء حرب صيف عام 1994، واستردت بعض المسروقات بعد جهد جهيد وتكلفة عالية، وفي عام 2008 سرق مرة ثانية، من قبل أمين المتحف، وسرقه بالتقسيط. سرق مئات العملات الذهبية التي يعود تاريخها إلى العهد الأكسومي.. قال: لما أكون طفران، آخذ من الخزانة مسكوكة أو قطعة نقود ذهبية وأبيعها لصاحب محل ذهب في مدينة كريتر بثمن بخس.. حكمت عليه المحكمة بإعادة المسروقات، والحبس سبع سنوات.. ويستحيل إعادة تلك القطع، لأن الذي اشتراها، ليس صاحب متحف بل صاحب محل لصهر الذهب!قالوا إن بعض مقتنيات متحف زنجبار التاريخي، نهبها تنظيم القاعدة أثناء اجتياحه أبين عام 2011، وقالوا شيئا مثل هذا عن سرقة متحف لحج، ومتحف مأرب، ولو صح هذا، فوداعة الله لتلك المقتنيات، والعجيب أن تنظيم القاعدة كان يجتاح أبين على مهل، ودخل زنجبار بعد وقت كان يكفي لنقل محتويات المتحف، وعلى مهل أيضا، إلى أي بلد آمن.. ومن العجب أيضا، قولهم إن عاملين بمتحف إب لم يحصلوا على درجات وظيفية، شلوا التحف وولوا لهم!.