المنابر الإعلامية تعمل على نقل الحقيقة للمواطنين دون تزييف أو تلوين، وهو حق للمواطن والإنسان فى أن يعرف، وأن يتناول ويتداول المعرفة من جميع مصادرها. السؤال: هل يصطنع الإعلام الخبر؟ هل يدلس على المواطنين؟ هل يقبل أن تُنسج قصص من الخيال وتُقدم على أنها واقع؟.. هذا هو الفارق الجوهري بين الإعلام الحر، وبين التعبئة وغسيل العقول التى كانت تتبناها أجهزة إعلام النظم المستبدة التي سميت طويلًا بـ«إعلام جوبلز»، نسبة إلى وزير إعلام هتلر في ألمانيا النازية.. اكذب ثم اكذب حتى يصدقوا الكذب.هذا ما تفعله يوميًا قناة «الجزيرة مباشر مصر» التى تم إنشاؤها خصيصًا لمصر، لا لكي تعمل على تعزيز حرية الإعلام، وحرية التعبير، والحق فى المعرفة، ولا لتقديم رؤية عن حقيقة الأوضاع فى مصر بكل معايير المهنية والنزاهة التي هي أبعد ما تكون عنها، حتى الإعلاميون فيها فقدوا كل مهنية أو مصداقية، وأصبحوا من حين لآخر عرضة لسب وقذف من المشاهدين المصريين الذين أدركوا حقيقة العدوانية تجاه بلدهم.منذ ثورة 30 يونيو ونحن فى مصر نواجه إعلامًا يصطنع الأحداث أو يضخمها، فمن يتابع قناة «الجزيرة» يعتقد أن مصر على حافة حرب أهلية، وأن المسيرات والمظاهرات في كل شارع، بل وصل الأمر فى يوم جمعة تحركت فيه عدة مظاهرات في عدد من أحياء القاهرة والإسكندرية إلى أنهم ادعوا أن قيادات سياسية وعسكرية تحضّر للهرب إلى خارج البلاد، وكانت المسيرات عدة مئات من المواطنين فى خمسة أحياء تقريبًا فى بلد يضم 27 محافظة، فيها أكثر من 200 مدينة، وأكثر من 4 آلاف قرية، فتقسم الشاشة إلى 4 قطاعات، يعرض كل قطاع مسيرة، مع فتح التليفونات لأشخاص من تيار سياسي معين لسب وقذف القيادات السياسية، وتقديم قصص مكذوبة، وشائعات غير حقيقية ملفقة.. السؤال: هل هذا إعلام حر يستحق الحماية؟.. رأينا على شاشة الجزيرة صورًا لجثث ملفوفة فى أكفانها، واتضح أنها لأشخاص أحياء يمثلون أنهم جثث من أجل التصوير، لعرضها على الشاشة على أنها مجازر ارتكبتها قوات الأمن. هناك واقعة كاشفة، عندما كان بعض (الإخوان) يتمترسون بمسجد الفتح بميدان رمسيس، وكانت القوات تفاوضهم للخروج من خارج قاعه المسجد، وكانت مراسلة قناة «الجزيرة» تنقل من داخل المسجد، وقام أحد (الإخوان) بحمل أنبوبة الإطفاء وأطلقها من داخل المسجد فخرج دخان أبيض، لتعلن المراسلة أن القوات أطلقت القنابل المسيلة للدموع داخل المسجد، فى الوقت الذى كانت تنقل فيه قناة «أون تى فى» من خارج المسجد، وواضح أنها محاولة فاشلة، خلق هجوم على المتمترسين.الأغرب من ذلك ما تردد من أنها تعمل الآن على تجنيد أشخاص للحديث أمام المشاهدين مقابل مبلغ مالي، وبالطبع الحديث عن وقائع مغلوطة، أو التعليق على الأفلام الفيديو الملفقة والمصطنعة بما يعطي انطباعًا كاذبًا بحقيقة هذه الأحداث التى يعلق عليها أشخاص يتمتعون بثقة كبيرة لدى المواطنين، لذلك يزداد المبلغ المدفوع كلما كان الشخص معارضًا أو له تاريخ فى المعارضة. وأحيانا يقع البعض فى شباك هذه القناة، ويقبل أن يذهب ويفاجأ بهذه المواد التي تعرض على أنها حقيقة، وتبدأ وصلة توجيه التهم.السؤال الآن: هل يتمتع هذا الإعلام بأي حماية وهو يقوم بالتحريض على أعمال العنف أو يستضيف أشخاصًا يقومون بالتحريض على العنف والإرهاب أو الدخول فى حرب ضد مؤسسات الدولة؟.. أسبوعيًا يستضيف برنامج الشيخ القرضاوي ليقوم بالتحريض ضد الجيش المصري وجنوده وضباطه، هل يمكن أن نطلق عليه إعلامًا من الأساس؟ ألا يحق للدولة المصرية أن تعمل بكل ما تملك لمواجهة هذه الحرب الإعلامية بأن يتم توثيق كل الوقائع المصطنعة والمكذوبة والملفقة وتقديمها للمؤسسات الدولية، وفضح هذه المؤسسة الإعلامية التى تستخدمها الدولة لعمل حروب من نوع جديد لإسقاط الدول فى براثن الفوضى والعنف والحرب الأهلية؟.. هذه حرب من نوع جديد تستهدف الدولة المصرية، هي الحرب الإعلامية من خلال قناة هي بكل المعايير تخالف المهنية والاستقلال والحيدة والالتزام بالحقيقة، بل تقوم بالتحريض على العنف والإرهاب.
الحرب الإعلامية
أخبار متعلقة