منصور عامر فكوننا في زمن البث المرئي المباشر وانتشار الفضائيات وشبكة المعلومات وبروز موقعي الفيس بوك والتويتر وتصدرهما المشهد الإعلامي أصبحنا بحق بحاجة إلى تنشيط البعد الثقافي والفكري والسياسي والاقتصادي والتعليمي كي تحقق الأمة حيويتها وتستعيد دورها الحضاري بسمة الأصالة المعاصرة لأن حركة الأمة وسط تكتلات عالم اليوم أصبحت في موقع ضعف.لأننا كافة افتقدنا إلى المشروع الثقافي والسياسي والاقتصادي القادر على تأسيس وعي جماهيري، لذلك فالكلمة الإعلامية وخصوصاً المرئية وإن كانت تمثل حرفة أو مهنة في جميع جوانبها فهي أيضاً تمثل تراثاً حياً على مدى الزمن . لذا فإني أرى أن الإعلامي باكدادة بثقافته وأسلوبه يعد اليوم محاوراً رائعاً مع اعتذاري لكل من يقدمون الحوارات على مستوى الوطن في الفضائيات الحكومية والخاصة وخلال متابعتي للباكدادة ولقاءاته الحوارية على الشاشة من تلفزيون عدن واستضافته الأسبوعية لرجال السياسة والفكر والثقافة في اليمن وخلال الأزمة اليمنية التي مرت بها البلاد والعباد قدم لنا وجبات دسمة أبرز فيها هم الوطن والمواطن تجلت من خلال شخوص مختلفة لألوان الطيف السياسي في اليمن ورؤيتهم للحاضر والمستقبل القادم، وتميزه في طرح الأسئلة والمداخلات مع من يحاوره لإخراج مافي جعبة الضيوف الحاضرين معه على الشاشة الفضية الفضائية العدنية والتي بالمناسبة سنحتفي بالعيد الذهبي لتأسيسها في 14 سبتمبر 2014م والذي نأمل أن يكرم فيه الرواد الأوائل وكل من خدموا وتميزوا على هذه القناة وقدموا برامج تليق بتاريخها العريق وأتمنى ألا ينسى رجل مثل الباكدادة - ورجال القناة كثر يستحقون التكريم اللائق. إن ما جعلني أتناول الشخصية الإعلامية الباكدادة في هذا الشأن لكي تعي الوجوه الإعلامية النشطة في الفترة الأخيرة وتدرك أن البرامج الحوارية تحتاج إلى لباقة وثقافة عالية بالدرجة الأولى واحترام الذوق العام وخصوصاً بوجود النفر غير القليل غير الملم بالتاريخ والذين يتسابقون على الفضائيات لتقديم حوارات تقيم حال الأمة كيف كانت؟ وكيف أصبحت؟ وماذا ترى في المستقبل القريب والبعيد لإخراج الوطن اليمني من أزمته الطاحنة التي أفرزت جملة من الصعوبات وتراكمات الصراعات التي لا نستطيع نكرانها لكن يجب علينا تجاوزها كوننا أهل حكمة وحضارة وتاريخ مجيد فخذ مثالاً عزيزي القارئ : كيف حاور الباكدادة الشخصية السياسية الكبيرة عبدالله الأصنج في جدة ؟ قد أتفق مع الضيف فيما طرح أم لا - هذا ليس موضوعنا - وكيف كان حواره مع النخب الإعلامية وكمثال هنا الأستاذ القدير والإعلامي المخضرم أحمد محمد الحبيشي وعشرات الحلقات مع المبدعين وقيادات مجتمعية وحزبية وفعاليات وطنية وقوى حركية وكيف أعطى المساحة لكل رأي وبتوازن يحترم عليه. فالأمة وأقصد هنا الأمة العربية عموماً واليمنية خصوصاً بحاجة إلى الكلمة الإعلامية الجادة والصادقة والمعبرة عن نبضها وهمومها وأزماتها وبحاجة إلى امتلاك ثقافة التغيير والله عز وجل منذ خلق الإنسان والإنسان دوماً يسعى إلى تحقيق امرين فهو ينشد الأمن والاستقرار (السكينة العامة) وبحاجة إلى العمل والإبداع والتقدم والتغيير.والأزمنة التاريخية دائماً عرضة للتغيير السلبي والإيجابي كما أن لغة التغيير تمثل المحرك لصنع حضارة.إننا بحاجة إلى إعلاميين مفكرين ومبدعين ذوي رؤية مستقبلية وثقافة عالية ومدركة للتاريخ ومراحله ولعل الخبرة والتجربة الطويلة تساعد في فهم الأمور وكيفية إعطاء حالة من الحوار المرئي ببساطة وتقنية عالية.. وأستاذنا القدير الإعلامي المتميز عبدالله علي عبدالله باكدادة يمتلك من المقومات ما يجعله يمثل هذه الحالة الراقية من الحوارات.فالأزمة التي نعيشها هي أزمة فكر ورؤية وليست إمكانيات وإن كانت ضرورية فالمجتمع العربي بحاجة إلى رؤية فكرية وثقافية وعلمية تحقق له القوة بمفهومها الواسع المجرد والشامل في ظل رياح الاستبدال وليس التغيير الحقيقي المطلوب لشعوبنا العربية تغيير الواقع المرير والصادم إلى واقع أفضل وإلى ربيع حقيقي وليس حالة الخريف التي نعيشها في أوطاننا اليوم والقوة التي نقصدها تعني كل عنصر سياسي وثقافي واجتماعي وتعليمي وصحي.. وفي الأخير أقول للباكدادة أنت قامة أدبية وإعلامية مميزة والتاريخ لا يزال يذكر عظماء الثقافة والأدب والإعلام إلى اليوم وخصوصاً ممن يسجلون بأعمالهم الإبداعية أخلاقاً رفيعة في السلوك ويظلون متوازنين في كل المراحل والمحن والصعاب وجولات الصراع الدموي فحاضر الأمة ومستقبلها بحاجة إلى كلمة إعلامية جادة خاصة أن الإعلام رسالة تنوير وتثقيف وبما يعزز ثوابت وقضايا الأمة والتي يبرز من خلالها دور المثقفين وهم مع جيل يشكلون حجر الزاوية نحو تحقيق أي تقدم في وجه التخلف والضعف والإحباط.وتحية للباكدادة لتلك الحوارية الرائعة عشية العيد الخمسين (الذهبي) لثورة 14 أكتوبر المجيدة مع اثنين من قادة العمل الفدائي والمسلح ضد المستعمر البريطاني المناضل جابر عن الجبهة القومية والمناضل سعيد أغبري عن جبهة التحرير وخلال زمن قصير للمقابلة إلا أنها كانت ناجحة بكل المقاييس لتعريف الأجيال.. كم وكيف كانت المعاناة وارتباط ثورتي سبتمبر وأكتوبر في واحدية وملحمة تاريخية تؤكد أصالة الشعب اليمني بأنه شعب واحد في شماله وجنوبه منذ القدم.لذا يستحق منا الإعلامي المتميز باكدادة أن نبرز أعماله الرائعة وكل عام والشعب اليمني في تقدم وازدهار.
|
ثقافة
الباكدادة والدور الإعلامي المتميز
أخبار متعلقة