استطلاع/ مواهب بامعبدمع فجر كل يوم يقوم عامل النظافة بمزاولة عمله الشاق وسط ظروف قاسية مثل الحر الشديد والرطوبة ومع ذلك يؤدي هذا العامل البسيط عمله بالشكل المطلوب ويقابل المواطن بابتسامة بريئة جدا ًلكن كيف نقابلهم نحن كمواطنين ؟.إن جميع عمال النظافة الذين قابلناهم يتحدثون عن معاملة سيئة جدا لهم من قبل بعض أبناء الوطن لاسيما صغار السن ممن نعتبرهم عماد مستقبلنا . ومن خلال هذا الاستطلاع التقينا... برئيس قسم النظافة وعدد من عمال النظافة بمحافظة عدن للتعرف على أحوال النظافة..فإلى الحصيلة .[c1] النظافة على مدار 24 ساعة[/c]في بداية جولتنا الاستطلاعية التقينا رئيس قسم النظافة بمديرية صيرة الأخ/ وليد عبد الله باحميش الذي تحدث قائلاً: أولاً أحب أن أوجه لكم الشكر على تسليطكم الضوء على مكتب النظافة بصيرة وبالنسبة لجانب النظافة يتم فيه العمل على مدار 24 ساعة في اليوم حيث ثم تقسيمه على ثلاث مراحل : الفترة الصباحية من الساعة ( 2 ــــ ـ7) ظهرا.. وعدد العمالة فيها (156) عامل كنس و(45) عامل قمامة، وأيضا يعمل في فترة الظهيرة (60) عامل كنس و(24) عامل قمامة ،وكذا يعمل خلال الفترة المسائية (35) عامل كنس،وبالنسبة لعمل سيارات القمامة فهي تخدم في سوق السمك بالمديرية .وفيما يخص عدد الآليات في المديرية فقال: يوجد لدى مكتب النظافة (12) آلية تعمل على خدمة المواطنين منها (5) فرامات و(7) دينات وهي مقسمة على (6) مربعات: فرامة تخدم الخليج الأمامي والأخرى تخدم شعب العيدروس والخساف وتجاري ( أ ـــ ب).. وهذا بالنسبة للفرامات .. ،وأضاف قائلاً : وأما عمل الدينات فهناك دينات تخدم البادري واثنتان تخدمان شارع المصافي وهي تعمل على نقلتين في النهار وهذه تعتبر بحد ذاتها دواماً .. وحالياً لدينا فرامة تعمل على خدمة حي السلفادور وتنتهي بالكسارات ، والأخرى تعمل في شوارع حارة حسين ،وأيضاً هي تعمل بشكل نقلتين في الدوام حيث تبدأ من سوق الكدر وتنتهي في شارع سكينة ،وكذلك فرامة تبدأ من شارع بابا شرف وتنتهي في الصهاريج كما لدينا دينا تبدأ عملها من حديقة الصهاريج وتنتهي بالشرطة .وأكد في حديثه قائلا: حالياً دخل مكتب النظافة بالمديرية بنظام الهاوس حيث يبدأ هذا منذ الساعة الثانية ظهراً كما تمكنا من تشغيله في اتجاه واحد من المفروض أن يكون ذا اتجاهين حيث يؤدي العمل في حارة الطويلة وحارة حسين ،وفي نفس هذا الجانب بدأ المكتب يعمل بأعمال الهاوس من اجل معرفة مدى نجاح و استجابة المواطنين لهذا العمل ومدى تجاوبهم معنا ،ولكن الحمد لله لقي هذا العمل قبول المواطنين حيث خفت القمامة في مواقع كثيرة داخل شارع الطويلة مثل موقع ألجرادي والتحرير والمعاصر.. وأكد أن مكتب النظافة سيستمر في ذلك من اجل القضاء على تراكمات القمامة فيها .[c1]نعمل على تخفيف القمامة[/c]وأضاف في سياق حديثه: كان هناك في السابق موقع يسمى بموقع القبعي وهذا موجود في حارة حسين كانت تراكمات القمامة فيه بشكل كبير جداً ،وحاليا خفت منه هذه التراكمات بسبب العمل فيه على فترتين ..كما توجد هناك تراكمات والسبب في ذلك هم أصحاب البيوت المبنية خلف الصهاريج مباشرة لان سيارات القمامة لاتستطيع الدخول إليهم بسبب ضيق الطريق فيتم إخراجها إلى الموقع وبدورنا نأخذها من هناك .. و أضاف: حالياً نعمل بموقع السوق بتخفيف القمامة منه ولكن تواجهنا مشكلة عدم تعاون أصحاب المطاعم ،وعليهم عدم رمي مخلفاتهم على الطريق رغم هذا يقوم مكتب النظافة بمديرية صيرة بتوفير سيارات خاصة تجمع هذه القمامة والمخلفات من على الطرقات .. وعليهم أخذها إليها أو وضعها في الأماكن المخصصة لها ..ونتمنى منهم عدم رمي القمامة في الطريق ،وأما باقي المواقع الأخرى سوف نعمل على تحسينها وتدويرها بالشكل الصحيح .[c1]أدوات النظافة متوفرة [/c]وأما بالنسبة لأدوات النظافة الخاصة بالعمال فأوضح الأخ/ وليد باحميش قائلاً: البرشات والمجارف والجواري (عربات نقل القمامة ) والشوكة والمكانس وأيضا الملفات الخاصة بجمع القمامة والأتربة من على الطرقات ، جميعها قد تم توفيرها على سبيل المثال: يعطى لكل عامل نظافة برش تنظيف يعمل في الكنس ..كما تعطى ملفات لكل مربعة حقها ،وأما عربات نقل القمامة التي تكرم الأخ/ قائد راشد مدير عام الصندوق بصرفها لمكتب النظافة بمديرية صيرة قبل فترة ثلاثة أشهر حيث صرف (15) عربة مشبكه وهي حالياً متوفرة مع عمال النظافة في المديرية حيث عملت هذه العربات على تخفيف القمامة من الأماكن الضيقة وساعدت العمال كثيراً ،وأما فيما يخص الشوكة فتم صرفها لسيارات القمامة فقط .. ونحن موعودين من الأخ/ الحاج بتوفير سيارة خاصة بالأتربة . و سنعمل في القريب العاجل على تخفيف الاتربه من المنطقة أن شاء الله .[c1]أدوات من الضروري توفيرها[/c]وعندما توجهنا إليه بسؤال لماذا لا تعملون على توفير الكمامات وبعض الأدوات الضرورية لعامل النظافة ؟؟ أجاب بكل صراحة حول هذا الجانب : الكمامات من الضروري أن تتوفر للأشخاص الذين يعملون في الصرف الصحي وهو قسم خاص لا يتبع مكتبنا فهو يتبع المؤسسة العامة المياه والصرف الصحي .. وهذا متوفر لدى عمال الأنفاق مثل :نفق سوق السمك .. وهذه الفئة هي من تحتاج مثل هذه الأدوات (الكمامات والأحذية والجلافسات) .. وأما بالنسبة لعمال القمامة في حالة توفير الأحذية والملابس الخاصة بعامل النظافة فهذه الأشياء تبقى معهم لفترة قليلة ومنذ فترة عملنا على معاقبة بعض الأشخاص الذين لايلتزمون بهذا .[c1]العلاج مجاني[/c]وعن الجانب الصحي وعلاج عامل النظافة قال: يتحمل مكتب صندوق النظافة وتحسين المدينة كافة مصاريف العلاج لكل عامل وأيضاً أسرته حيث يتم تقديم العلاج لهم مجاناً وهذا يكون عبر رئيس قسم ويتم إعطاؤه ورقة و يكتب فيها رقم الحساب الخاص وإذا كان المريض هو العامل في هذه الحالة تكون لديه بطاقة شخصية أو بطاقة العمل ..وإذا كانت المريضة الزوجة أو احد الأولاد هنا يحضر ورقة الزواج أو شهادة ميلاد الطفل وبعدها يتم تقديم العلاج لهم كما يصرف الدواء لهم مجاناً على حساب الصندوق النظافة .[c1]نأمل توفير أدوات النظافة [/c]والتقينا بالعامل ثابت يحيى وقال: أعمل بنظام التعاقد منذ(5)سنوات ولدي أسرة كبيرة مكونة من أربع أخوات. وعندما توجهنا إليه بسؤال: هل تستخدمون أدوات النظافة الخاصة بكم؟وهل تغسلون أيديكم بعد الانتهاء من جمع القمامة والمخلفات من أمام الأماكن المخصصة لها ؟ فأجاب بكل صراحة: أولا على الجهات المختصة أن توفر لعامل النظافة كل الأدوات اللازمة مثل (الجزم وقفازات اليد والملابس الخاصة ) كوننا معرضين للإصابة بالأمراض المعدية أثناء مباشرة أعمالنا، وفيما يخص غسل اليدين أحيانا اغسل يدي في حالة تناول شيء من الطعام .. وأضاف قائلاً : عندما يتعرض أي عامل إلى حادث أو يصاب بمرض ما وتغيب عن العمل يوما أو أسبوعا فالإدارة لا تقدر هذا الظرف الخارج عن إرادة العامل بل تعمل على استقطاع مبلغ من راتب هذا العامل المريض، ونأمل منهم في الأيام القادمة تقديم كل ما يلزم عامل النظافة من أدوات تنظيف وهذا من اجل حمايتنا من الإصابة بالأمراض معدية والتي يمكن أن نصاب بها أثناء ممارستنا لعملنا اليومي.[c1]الجهد الكبير[/c]ومن جانبه يقول: العامل حسن محمد عبدالله: نحن كعمال أساسيين نعاني من ظلم في الرواتب القليلة رغم خدماتنا الكثيرة المقدمة للحفاظ على نظافة المدينة، وأضاف: رغم هذا الجهد الكبير المبذول من قبل عمال النظافة إلا أنهم يعانون من الاستقطاع الدائم من الراتب والحافز، وهنا أكد انه في السابق كان يتحصل على الحافز، وفي الوقت الراهن تم توقيفه ولا يعرف ما هو السبب في ذلك، وفيما يخص الأدوات التي يستخدمها العامل قال:في بعض الأحيان نشتري بعض الأدوات من حرما لنا ، ونتمنى منهم توفيرها لنا.[c1]عامل النظافة لا يتحصل على الأدوات[/c]كما التقينا بإحدى عاملات النظافة ( أم عبده حيدر) التي تحدثت معنا حول النظافة في عدن ودور عمال النظافة فيها فقالت في بداية حديثها إن عامل النظافة في عدن لا يتحصل على أدوات النظافة التي يحتاجها بشكل دائم في إنجاز عمله ومن هذه الأدوات (الكمامات وقفازات اليد ) التي من خلالها سيحمي العامل نفسه من الأمراض وهذا ما نرجو من الجهات المختصة أن يوفره لنا .. وعليهم تقديم التوعية البيئية لعامل النظافة في كيفية حمايته من الإصابة بالأمراض المعدية ، وأيضا بين أوساط المواطنين، وعلى مدراء العموم أن يبذلوا جهودا أكبر لتحسين النظافة في مدينة عدن والتي يشهد لها الجميع، رغم وجود بعض القصور من بعض مدراء العموم في المديريات. وأكدت أم عبده في سياق حديثها أن المسؤولية تقع أيضاً على عاتق المواطنين الذين ينقصهم الوعي البيئي وهذا ما تسبب في تراجع ارتقاء البلاد إلى أعلى المستويات، وإلى جانب الإضرابات التي حدثت من قبل عمال النظافة في الفترة الماضية أثناء الأزمة التي مرت بها البلاد.[c1]نغسل أيدينا في بعض الأحيان [/c]بينما تقول أم محمد ناجي عاملة نظافة متعاقدة مع البلدية منذ (10) سنوات : لم يحدث أن وفر مكتب صندوق النظافة وتحسين المدينة لعمال النظافة أي نوع من الأدوات الخاصة والتي من خلالها ينجز العامل عمله وبصراحة نحن نغسل أيدينا في بعض الأحيان بماء من دون استخدام الصابون وهذا كما هو معروف يصيب الشخص بالأمراض .
|
البيئة
النظافة واجهة حضارية لأي مجتمع
أخبار متعلقة