مهرجان الفضول بما مثله من تظاهرة وطنية ثقافية فرائحية أضفت بهجة على أيام عيد الأضحى المبارك لكل من تابع فعالياته على مدى ثلاثة أيام ليكون تزامن إقامته مع العيد موفقاً وجميلاً رغم بعض جوانب القصور أو ربما ليس كذلك إنما هي ملاحظة يبديها البعض بدافع الكمال التي هي تتمثل بظروف تنظيم المهرجان الذي نتمنى أن يتحول إلى مناسبة وتقليداً سنوياً يتم الإعداد والتحضير الجيد له وفي نفس التوقيت .. لكن تبقى الأهمية الكبرى لهذا المهرجان في أنه مثل نجماً أشع ليبدد ظلام تعز المقصود من أطراف وقوى النفوذ المعادية للثقافة والفن والفكر والتغيير الذي طالما جسده ويجسده مجتمع هذه المحافظة المدني الرافض لكل أشكال العصبيات القبلية والطائفية والمناطقية والمذهبية وكل ما ترتبط بها من نعرات تعكس قيم متخلفة لم تصل بعد إلى مفهوم الانتماء لوطن, وترى في بناء الدولة المدنية العصرية خطراً على مصالحها ونفوذها وهيمنتها التي لم تنتج سوى الفساد والدمار والخراب والفوضى.مهرجان الفضول خطوة في الاتجاه الصحيح تحسب للأستاذ شوقي هائل محافظ محافظة تعز ولكل من نظم ودعم إقامته الذين أرادوا به مواجهة هجمة الفوضى المشحونة بالضغينة والحقد والانتقام الذي تكنه لتعز وأبنائها حاملي مشروع الوحدة والتغيير والمدنية لليمن كله مقدمين التضحيات وآلاف الشهداء متحملين أبشع صور القمع والقتل والاعتقال والإقصاء والتهميش في مسيرة نضالية كفاحية لن تتوقف إلاَّ بتحقيق دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والشراكة المؤسسة على العدالة الاجتماعية. سنوات طوال وعقود من المعاناة والظلم الممنهج الذي لم يستطع كسر إرادة وتطلعات تعز وأبنائها الذين استطاعوا دوماً مجابهة كل هذا بمزيد من الجهد والعمل والتفوق والنجاح والتميز, يواجهون الجهل بالمزيد من العلم والمعرفة, ويواجهون العنجهية بتواضع العارف الواعي, والكراهية بالحب والتسامي, الذي ربما ألحق وما زال يلحق الكثير من الألم الناتج عن أماني نبيلة محبطة, لكنهم لم يستسلموا واستمروا ينشدون أغاني الفرح للوحدة والوطن للأرض للإنسان .. للحاضر.. للمستقبل الذي يحلق في فضاءات الحضارة والتطور والتقدم لشعب ابتلي بالقليل ممن يحسبون أنهم من أبنائه يرفضون مغادرة ثقافة استعلائية همجية واهمة آن الأوان لها أن تنتهي. فتعز لن (تتقبيل) وستُخيب مساعي تلك القوى الهمجية التي عليها أن تدرك أن الزمن ليس في صالحها وأن للتاريخ قوانينه, وحان الوقت لمغادرة الساحة وأنه لم يعد لشرورها مكان لا في تعز ولا اليمن, وكلما أوغلوا في سفك الدماء ونشر الدمار والخراب قربوا من نهايتهم التي مع إصرارهم على منطقهم المتخلف كلما كانت هذه النهاية مأساوية, مادامت هناك قلوب ممتلئة بالخير ومفعمة بالفرح والأمل ومادام صوت أيوب يُشنف آذاننا بكلمات الفضول التي تنساب رقراقة إلى الوجدان مخاطبة القلوب ومهذبة العقول في مواجهة أزيز رصاص تلك القوى ودوي مدافعها المدمرة لوطنها ولنفسها.. محاولة قهر تعز التي لا تقهر.
تعز.. ومهرجان الانتصار للحياة
أخبار متعلقة