كيسمايو / متابعات :اقتربت الحكومة الصومالية وإدارة جوبا الانتقالية من الاتفاق على إنهاء الخلافات بينهما فيما يتعلق بموقف جوبا من المشاركة في مؤتمر المصالحة الذي أعلنت الحكومة الصومالية عزمها تنظيمه في مقديشو.وبعد مباحثات وحوارات مطولة في كيسمايو، أعلن زعيم إدارة جوبا أحمد محمد إسلان الشهير باسم (أحمد مدوبي) بمؤتمر صحفي تراجعه عن موقفه الرافض للمشاركة بمؤتمر المصالحة، مضيفا أن الجانبين وحدا موقفيهما حيال مصير القوات الصومالية المتمركزة خارج مدينة كيسمايو. وأضاف «اتفقنا أن ينظم الجزء الأول للمؤتمر في مقديشو، والثاني في كيسمايو» دون تحديد موعد إطلاقه.واعتبر مدوبي زيارة الوفد الوزاري «تمهيدا» لزيارة مرتقبة سيقوم بها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى المدينة قبل إطلاق فعاليات مؤتمر المصالحة. وأكد أن سكان مناطق جوبا ينتظرون زيارة الرئيس.من جهته وصف وزير الداخلية الصومالي عبد الكريم حسين غوليد، الذي ترأس الوفد الحكومي، المباحثات بالبناءة، معتبرا أن أبرز نتائج الحوار بين الجانبين هو التأكيد على تطبيق اتفاقية أديس أبابا، ومشاركة إدارة جوبا المؤقتة بمؤتمر المصالحة.وناشد غوليد الهيئات والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني العاملة بالمجال الإنساني تقديم معونات عاجلة إلى سكان مناطق جوبا، خاصة أهالي كيسمايو، وقال «إنها تأخرت كثيرا في مجالات الحياة العامة والتنمية، رغم أنها منطقة كوارث بسبب الحروب، والمصادمات المسلحة المتكررة هناك».وقال أحد المسؤولين المشاركين بالمباحثات رفض ذكر اسمه «إن الأجواء المتوترة التي سادت اللقاءات الاستكشافية بين الجانبين تلاشت تدريجيا نتيجة نجاح الوفد الحكومي في اختراق جدار إدارة جوبا المؤقتة التي اقتنعت في اللحظات الأخيرة بأنه لا مفر من قبول مقترحات مقديشو لإنقاذ اتفاقية أديس أبابا من الانهيار، وحصول كيسمايو على المزيد من الاعتراف من المجتمع الدولي.وأضاف أن الطرفين حلا أزمة المليشيات الصومالية العالقة بالضاحية الشمالية لكيسمايو من دون الخوض في التفاصيل، لكن مسؤولا رفيعا من إدارة جوبا قال إنهم رفضوا انخراط العقيد بري هيرالي بأجهزة جوبا السياسية والإدارية، بينما أصرت الحكومة الصومالية على أن يصبح هيرالي جزءا من إدارة جوبا.وقال ضابط رفيع المستوى من إدارة جوبا -رفض ذكر اسمه- إن لجنة مكونة من قوات أميسوم والحكومة الصومالية وإدارة جوبا هي المسؤولة عن مناقشة هذا الموضوع بصورة مفصلة وفق إجراءات ستحدد في وقت لاحق.وتعد زيارة وفد الحكومة الصومالية إلى كيسمايو هي الأولى منذ ديسمبر الماضي، واعتبرها المراقبون الأولى التي تحقق أهدافها وفق خطة مقديشو، وعلى عكس الزيارات المحدودة السابقة التي لم يكتب لها النجاح.
خلافات مقديشو وكيسمايو في طريقها للحل
أخبار متعلقة