الرئيسان «ناصر» و«العطاس» والمناضل «عبيد» :
القــاهرة / فــراس اليافعي : في إطار تعدد تكوينات الحراك الجنوبي السلمي أصدرت القيادة المؤقتة لمؤتمر القاهرة الأول الذي يتزعمه الرئيسان السابقان علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس بياناً بمناسبة العيد الذهبي لثورة أكتوبر الخالدة في ما يلي نصه:بالرغم من كل الظروف والأحوال وسوء الاوضاع في اليمن عموماً وفي الجنوب على وجه الخصوص تاتي الذكرى الخمسين لثورة 14 اكتوبر المجيدة لتعطينا الضوء والأمل بأن الصعاب والملمات مهما كبرت وعظمت هي التي تصنع عظمة الشعوب ، وان الاحتقان والتراكم يتفجران عندما يصلان الى ذروتهما فلا يستطيع الوقوف في طريقهما احد . هكذا كانت ثورة 14 اكتوبر المجيدة التي انطلقت من على قمم جبال ردفان الشماء في عام 1963م بقيادة الجبهه القومية تحولاً عظيماً ومفصلياً في تاريخ الجنوب المحتل يومذاك على كافة المستويات الوطنية والسياسية والنضالية ، حيث شكل منها شعبنا الأبي تتويجاً كفاحياً لنضالاته وانتفاضاته وهباته السابقه التي لم تتوقف ضد الاحتلال البريطاني لعدن منذ وطئت اقدامه في 19 يناير 1839م وحتى لحظة رحيله تحت ضربات ثورة اكتوبر العظيمة في 30 نوفبر 1967م .وبهذه المناسبة التاريخية الغالية تتقدم القيادة المؤقتة لمؤتمر القاهرة الاول بخالص تهانيها القلبية الحارة الى شعبنا العظيم في الجنوب والى سائر ابناء شعبنا في اليمن ، وتقف باجلال واكبار وتنحني لأرواح شهداء الثورة ولتضحيات وبطولات المناضلين من سائر فصائل العمل الوطني ، وتحيي بكل التقدير والاحترام جيل الرواد عبر كافة المراحل الذين اجترحوا المعجزات في احلك الظروف فارسوا بمقاومتهم للاحتلال قيم الوطنية والبطولة فكانوا شاهدا على حقبات مهمة من تاريخ المقاومات البطولية للاستعمار ، كما توجه التحية والتقدير الى الآباء المؤسسين للثورة والجمهورية وفي مقدمتهم المناضلان راجح بن غالب لبوزة وقحطان محمد الشعبي وكل الذين تحملوا أعباء إرساء الدولة الوطنية الديمقراطية ، ودافعو عن سيادتها الوطنية ، ومثلها العليا ، وخياراتها المستقلة ، كما تقف باجلال واحترام امام ارواح شهداء الحراك الجنوبي السلمي الشعبي الذين ساروا على خط الاجداد والأباء على طريق تحقيق الاهداف النبيلة والوقوف في وجه الظلم والظالمين . ان انتصار ثورة 14 اكتوبر المجيدة بانجاز الاستقلال الوطني غير المشروط وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التي اعترف بها العالم دولة كاملة السيادة على ترابها الوطني هي الشاهد الحي على نهاية عهد الاستعمار ليس في عدن والجنوب بل على مستوى العالم كله ، وبأن ذلك العصر قد ولى إلى الأبد بكل ماحفل به من سلب لحرية وارادة الشعوب ، وحقها في تقرير مصيرها ، وامتلاك إرادتها الوطنية ، وإدارة شؤون بلادها . وبهذه المناسبة تؤكد القيادة المؤقتة لمؤتمر القاهرة الاول أنه لايمكن القفز فوق الحق او التحايل عليه ، بهدف السيطرة على شعبنا في الجنوب والتحكم في مقدراته وعلى حاضره ومستقبله .ان القيادة المؤقتة تحيي نضالات شعبنا الأبي في الجنوب تقدر صبره وتضحياته العظيمة ، وإصراره على تمسكه بنضاله السلمي بالرغم من الثمن الباهض الذي يدفعه من ارواح أبنائه نتيجة مايتعرض له من قمع وبطش على يد أجهزة نظام صنعاء وتتمنى على الله القدير ان يسكن الشهداء الجنة ويمن بالشفاء على الجرحى ويفك قيد الأسرى آمين ـ انه على كل شي قدير .ان القيادة المؤقتة لمؤتمر القاهرة الأول وفي الذكرى الخمسين لثورة 14 اكتوبر المجيدة تؤكد ان هدف الثورة هو حق تقرير المصير وحق ثابت لشعبنا في الجنوب كما هو حق لكل الشعوب وبالتالي فان حق هذا الشعب في تحقيق استقلالية قراره وسيادته الوطنية الكاملة وتحكيم أرادته الحره وحقه في تقرير مصيره بنفسه هو حق اصيل لشعبنا العظيم في الجنوب تقره الموثيق الدولية وشرعته الامم المتحده ولا أحد يستطيع ان يصادر هذا الحق او يلتف عليه تحت اي مسمى من المسميات ، وترى ( القيادة المؤقتة ) انه تحت هذا المبدأ الأصيل والثابت للشعوب يمكن اليوم تقديم افضل السبل والوسائل والأدوات التي تبلور من خلاله الحلول السياسية لمعضلة وأزمة الوحدة اليمنيه الراهنه لكي تخرج البلاد من مأزقها الراهن وتتفرغ لمهام البناء والتنمية وتحقيق الامن والإستقرار وإرساء قيم العداله، وتلبية حاجات المواطنين الملحه الإقتصادية والإجتماعية، كل ذلك لا يمكن تحقيقه بدون تقديم حل عادل قابل للحياة للقضية الجنوبية يرضى عنه شعبنا في الجنوب الذي طالت معاناته منذ قرابه العقدين من الزمن. لقد أثبتت السنوات والأحداث والتطورات أن شعباً يمتلك كل هذا التاريخ من المقاومات والإنتفاضات والهبات على مدى أكثر من قرن ربما أكثر من ذلك في مقاومه الإحتلال والقهر والظلم لا يمكن قهره أو فرض الإرادة عليه أو إرغامه على القبول بما لا يريد..إن إنتصار ثوره أكتوبر المظفر يلهم شعبنا بإختصار بأنه يمتلك عوامل القوة التاريخية والجغرافية والحضارية والثقافية والخبرة التراكمية التي تؤهله للمقاومة السلمية حتى تحقيق النصر وهزيمة مشروع الضم والالحاق . وتلك من اعظم دروس تلك الثورة العظيمه التي نحتفل بذكراها الخمسين .تحيا ثورة 14 اكتوبر المجيدة في ذكراها الخمسين عاش شعبنا الأبي الحر في الجنوب المجد والخلود للشهداء الشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى والمعتقلين والله ولي التوفيق .