غضون
السفير اليمني السابق لدى سوريا، والمستشار الحالي لمستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن والدفاع، يهدد منذ أشهر بأنه سوف يقود “الحراك الشمالي” لفصل شمال اليمن عن الجنوب.. والرجل لديه، ولدى من حوله، مشكلة مع رئيس الجمهورية، ومع محمد علي أحمد، ومع الحراك، إذ يزعمون أن بن علي حصل من الرئيس على بيوت وأسلحة وهبات بالدولار والريال، فحدثوا أنفسهم هكذا : “ ونحن ليش ما يقع لنا .. وليش ما يفعل لنا..”، لكن خبراء أكل الأكتاف، لم يحسنوا اختيار طريقة مناسبة لابتزاز الرئيس هادي للحصول على المبتغى المالي والسياسي. إذا كان الحراك الشمالي سيختصر في السفير ومن يحركه، فليتحركوا ويتحرككوا إلى أن يقبضوا من الرئيس هادي “حق ابن هادي”، وهذه غايتهم، ولن يذهبوا إلى ما هو أبعد، إذ لا يمكن أن يكون هناك “حراك شمالي” لفصل الشمال عن الجنوب، للأسباب التي تعرفونها، أو نعرفها جميعا، وبالطبع ليس من بينها الهيام صبابة بالوحدة.خرج السفير - لسان مقالهم - قبل يومين يتكلم هكذا: الوحدة أصبحت سبب مآسي ومشاكل الشماليين، ولذلك لا نريد هذه الوحدة..يا سلام، شوفوا الزهد.. وقال: الدولة كلها يتحكم بها الجنوبيون.. المناصب العليا في الدولة أغلبها منحت لجنوبيين.. الدولة أصبحت محتلة من قبل الجنوبيين.. محتلة، هكذا مرة واحدة.. وأيش كمان؟ وأضاف صاحب السعادة: حكم العائلة والعشيرة انتقل من سنحان في صنعاء، إلى الوضيع في أبين..وأهم خمسة أجهزة تسير الدولة يقودها جنوبيون من مديرية الوضيع، وشقيق الرئيس هو المتحكم الأول بمؤسسات الدولة في الجنوب.. طيب وأنت مالك ما دمت “حراك شمالي”؟.ويستمر صاحب السعادة، مستشار المستشار في الافتراء وقلب الحقائق..قال: ظلم الجنوبيين للشماليين زاد عن حده.. (يا ساتر!).. والجنوبيون في قيادة الدولة أقصوا الشماليين من وظائفهم.. ( قل بغيرها يا رجل).. والرئيس ووزير الدفاع الجنوبيان يشقان صفوف القوى الشمالية.. ( اشهد على السفير يا مقلب القلوب).تعبت.. لكن باقي ما هو أعجب من ذلك، والتعليق عليكم، فقد قال: كل مشاكل الشماليين من الجنوب، ثروات الشمال كلها منذ عام 1990 تستخدم لبناء الجنوب الفسيح المساحة، وتنظيم القاعدة في الجنوب، وأكبر نهب لثروات اليمن يتم اليوم على أيدي الجنوبيين، والحراك الجنوبي يقتل الشماليين في الجنوب، ويطردهم من الجنوب، ويفرض إتاوات- بمئات الملايين- على من تبقى من التجار الشماليين في الجنوب.ليس لي نصيب كبير في هذا المقال، فجزء كبير منه - وأظنكم قد لاحظتم ذلك- منقول من مقابلة السفير مع صحيفة الأهالي، وقد تعمدت أن أنقل لكم موجزاً لأهم ما جاء في النشرة.. من باب العلم بالشيء طبعا.. ومع ذلك أنتم أفطن. لكن، وكما قالت العرب “ كوكب النحس يسقي الأرض إحيانا” فالرجل- والحق يقال- صدق في بعض الأمور، خاصة عندما قال إن ما يسمى بثورة 11 فبراير أتت بمخرجات سيئة بكل ما للكلمة من معنى، والفساد تمدد بشكل غير مسبوق عموديا وأفقيا!