في ظل تغيرات العصر الراهن، وتزايد متطلباته، أصبح تعليم أبنائنا مسألةً في غاية الأهمية، يساعدهم في مواكبة هذه التغيرات المتسارعة، والتكيف معها بل ومسابقتها، ولن يكون لفلذات أكبادنا، ووطننا الغالي ذلك، إلا من خلال تقديم تعليم متميز يهتم بهم، ويساعدهم في صقل معارفهم ومهاراتهم، وإنماء قدراتهم، ولاسيما منذ السنوات الأولى من أعمارهم، كونها تمثل أساس بناء الشخصية، وفي ضوئها، تُكوَّن صورة الإنسان الذاتية تجاه نفسه، ليومه وغده، والنظر اليها طيلة حياته نظرةً إيجابية إن اُحسن تقديم التعليم المتميز الذي يعزّز صورة أبنائنا الإيجابية، ويلبِّي إحتياجاتهم المعرفية والمهنية. ولن يتأتى نمو تلك البذور إلا بتعهدها بالرعاية والاهتمام، حتى نجني ثمارها الطيبة لتؤتي أُكلها كل حين، ولاسيما من خلال تفعيل وتطوير مناهل ومشارب العلم التي يتلقى منها أبناؤنا تعليمهم، والرفع من كفاءتها في كافة الجوانب وخصوصاً التربوية والتعليمية، وتوفير متطلباتها بدعم وتعاون المجتمع المحلي، بعمل تطوعي يخدم أبناءنا ومستقبل يمننا قبل أن يخدم انتماءاتنا ومشاربنا السياسية.فالمدرسة أصبحت منارةً للتطوير والتنوير والتغيير والتثوير، فهي جزء من المجتمع تتأثر به وتوثر فيه سلباً وايجاباً. ولذلك، فإن التعاون بين مجتمعنا المحلي ومدارسنا يؤدي الى تدفق موارد مالية إضافية لدعم المدارس والتعليم فيها ، فضلاً عن الاستفادة من إمكانات مجتمعنا المحلي ، ورفع مستوى التحصيل العلمي لأبنائنا بما يحقق الأهداف المنشودة لهم بأسرع وقت، وأقل جهد وكلفة، بالإضافة لما تقدمه الدولة من دعم . فما أحوج مدارسنا للمساندة والدعم والجهود الخيرية والتطوعية، ولاسيما في ظل الظروف الحالكة، والتي جعلت هذه المدارس تواجه العديد من المعوّقات، ولعل من أبرزها افتقارها الى البنى التحتية من معامل ومرافق وكتب ودورات تدريبية وتأهيلية، والتي إن وُفِّرت ستؤهل القائمين عليها ومن فيها إلى تقديم المعارف والمعلومات والمهارات لأبنائنا ، فضلاً عن الافتقار الى النماذج الرائدة في تطوير العلاقة والتعاون بين مدارسنا ومجتمعاتنا. ولعل من أهم ما يشار اليه لمواجهة هذه المعوقات، إعادة تفعيل دور مجالس الآباء في المدارس، بما يزيد من الشراكة المجتمعية التطوعية، ويحقق ريادتها بين المدرسة والمجتمع، بما يوفر الموارد المالية والعينية ، وتقديم الدورات التدريبية والتأهيلية التطوعية للعاملين في المدارس والسعي نحو نمذجتها، دون أن ننتظر من الحكومة أن تقدم لنا كل ذلك، الأمر الذي قد يؤدي الى إثراء العملية التعليمية، ويلبي طموحات أبنائنا وhحتياجات مجتمعاتنا ونمو وازدهار يمننا الحبيب، فمستقبل أبنائنا هو مستقبلنا، منطلقين من مبادرة « معاً نبني اليمن الجديد مدرسةً مدرسةً ».
فلذات أكبادنا ..مستقبلنا ووطننا
أخبار متعلقة