الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أحدث تصريحاته حول سوريا :
أن العملية ضد سورية دون تفويض من مجلس الأمن الدولي ستكون عدوانا ، وهو ما يخالف النمط الذي اعتادت عليه روسيا في وصف قرار الرئيس الأمريكي بشن عملية عسكرية ضد سوريا بأنها خارج الاجماع الدولي بحسب ما اعتادت عليه تصريحات القيادة الروسية في الأيام الماضية .وقال بوتين في اجتماع مجلس تطوير المجتمع المدني وحقوق الإنسان، في موسكو أمس الأربعاء ، إن «كونغرس أي بلد لا يمكن أن يفوض بمثل هذه الأمور، ذلك يعني الموافقة على العدوان، لأن كل ما يجري خارج إطار مجلس الأمن الدولي عدوان باستثناء الدفاع عن النفس». وأشار بوتين إلى أن سوريا لا تهاجم الولايات المتحدة لذلك لا يمكن الحديث عن الدفاع عن النفس. وقال الرئيس الروسي إن الكونغرس الأمريكي الآن يعمل على إضفاء الشرعية على العدوان وإنه يجب الآن تأكيد أن ذلك هراء. وأكد بوتين أنه من غير المعقول الاعتقاد بأن الأسد استخدم السلاح الكيميائي بينما تتقدم قواته. وقال بوتين إن السلطات الأمريكية تكذب خلال المناقشات في الكونغرس الأمريكي وإنها تعلم جيدا أنها تكذب بشأن احتمال تعزيز تنظيم «القاعدة» أو حتى حول وجود التنظيم. وقال بوتين إن مواقف من يعارضون الموقف الروسي من سورية «ضعيفة جداً». وأضاف: «إنهم يدفعون الأمور نحو العدوان، وليس لديهم أي تفسيرات أو تبريرات سوى الادعاء بأن الجيش السوري استخدم السلاح الكيميائي».وأكد الرئيس الروسي أن «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هي القوة القتالية الأساسية في سوريا. ولم يؤيد بوتين فكرة المدافعين عن حقوق الإنسان التوجه إلى سورية، قائلاً: «لا أستطيع منعكم من ذلك، لكنني لا أؤيد ذلك، لأن هذا شيء خطر». وأضاف أن الخطر متعلق ليس بالعملية العسكرية المحتملة، بل بالقوات التي تقاتل الجيش السوري، مشيراً إلى أن «الجزء الأساسي منها يتكون من كتائب «القاعدة»، وهم أشخاص قاسون لا يخضعون لأي سيطرة». وأعرب بوتين عن استعداده لتأييد الاتصالات بين منظمات حقوق الإنسان الروسية والأمريكية حول الوضع في سوريا، إلا أنه شكك في أن يسمح ذلك بتجنب المجزرة. وقال الرئيس بوتين إنه مستعد لتكليف وزارة الخارجية الروسية بشأن إقامة اتصالات بين الحقوقيين في روسيا والولايات المتحدة. وأكد أن وضع إدارة أوباما صعب لأن هناك منظمات في الولايات المتحدة تؤكد أن الأدلة التي قدمتها الإدارة غير مقنعة أي أن هذه المنظمات تدعم موقف موسكو. وقال بوتين إن واشنطن تعول على أن المعارضة المسلحة في سوريا ستتمكن من السيطرة على الحكم بعد توجيه ضربة إلى سوريا، وبالتالي فإن التدخل لن يتطلب استخدام قوات برية أجنبية.إلى ذلك شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حوار أجرته معه القناة الأولى الروسية ووكالة «أسوشيتيد برس» في مقره في نوفو-أغاريوفو على أن مجلس الأمن الدولي هو الجهة الوحيدة المخولة بمنح تفويض باستخدام السلاح ضد دولة ذات سيادة. وقال بوتين إن «أية ذرائع أو سبل أخرى لتبرير استخدام القوة بحق دولة مستقلة ذات سيادة غير مقبولة ولا يمكن تصنيفها إلا كعدوان». واعتبر الرئيس الروسي أنه «يجب على الأقل انتظار نتائج التحقيق الذي أجراه فريق محققي الأمم المتحدة». وأضاف: «لا توجد لدينا معطيات تشير إلى أن الجيش النظامي السوري هو من استخدم هذه المواد الكيميائية. وليس من المعروف حتى الآن ما إذا كان ذلك سلاحاً كيميائيا أم مجرد مواد كيميائية ما ضارة». ويرى بوتين أنه ليس من المعقول أن يستخدم الجيش النظامي الذي يحقق تقدماً على الأرض السلاح الكيميائي المحظور، «وهو يدرك جيداً أن ذلك قد يتخذ ذريعة لفرض عقوبات تصل إلى استخدام القوة». وقال الرئيس الروسي: «ننطلق من أنه في حال توفر أي معلومات حول استخدام الجيش النظامي تحديدا للسلاح الكيميائي، فيجب تقديم هذه الأدلة لمجلس الأمن الدولي والمفتشين. ويجب أن تكون مقنعة ولا تستند إلى شائعات ما أو معلومات حصلت عليها الأجهزة الخاصة عن طريق التنصت أو محادثات ما.. إلخ». وأضاف أن روسيا لن تقتنع إلا بتحقيق موضوعي عميق ووجود أدلة بديهية بشأن ماذا استخدم وعلى أيدي من. وتابع قائلاً: «بعد ذلك سنكون مستعدين للعمل بطريقة حازمة وجادة».[c1]روسيا لا تدافع عن الحكومة السورية[/c]أكد بوتين أن روسيا لا تدافع عن الحكومة السورية، وإنما عن النظام العالمي الحديث وبحث إمكانية استخدام القوة فقط في إطار النظام الدولي القائم والقواعد الدولية والقانون الدولي. وأضاف: «عندما تجري تسوية القضايا المتعلقة باستخدام القوة خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فهناك خطر أن تتخذ مثل هذه القرارات غير المشروعة بحق أي دولة وتحت أية ذريعة». وفيما يتعلق بإرساليات السلاح الروسي إلى سوريا قال فلاديمير بوتين إننا نواصل تنفيذ العقود بشأن توريد الاسلحة وصيانتها في سورية انطلاقاً من أننا نتعامل مع حكومة شرعية ومن دون انتهاك أي من احكام القانون الدولي وأية التزامات أخرى. ولا توجد أية قيود فرضتها هيئة الأمم المتحدة على ارساليات الاسلحة إلى سوريا. ويؤسفنا جداً أن الارساليات إلى المسلحين (من المعارضة) تجري بصورة كاملة ومنذ بداية هذا النزاع المسلح ، بالرغم من أن القانون الدولي ينص على عدم جواز تقديم ارساليات السلاح إلى طرفي النزاع. وأجاب الرئيس الروسي حول فيما اذا كانت المنظومات الصاروخية (س - 300) موجودة لدى سوريا بقوله ان هذه المنظومات ليست من أحدث المنظومات الصاروخية المضادة للجو. ولو انها من حيث المواصفات أفضل من صواريخ « باتريوت» (الامريكية) لكن توجد لدى روسيا المجامع الصاروخية (س - 400) وتليها ( س - 500) ، وهي بلا ريب سلاح فعال جدا. ويوجد عقد بتوريد (س - 300) إلى سوريا ، وقد سلمت اليها عدة مكونات منها لكن لم تنفذ الصفقة بصورة كاملة بعد. ولكن اذا ما وجدنا ان هناك بعض الخطوات المتعلقة بانتهاك احكام القانون الدولي المرعية فسنفكر في الأمر حول ما يجب عمله في المستقبل. وبضمن ذلك فيما يخص ارساليات مثل هذه الاسلحة الحساسة الى بعض مناطق العالم. لاتوجد لدى روسيا قوات في خارج البلاد . وقال الرئيس الروسي ايضا ان القوات المسلحة الروسية لا ترابط في خارج البلاد باستثناء اثنتين من القواعد في اراضي الاتحاد السوفيتي السابق وكذلك مشاركة وحدات في العمليات في اطار هيئة الامم المتحدة. وهذا شيء جيد جدا. ويسرنا ذلك. وبلا ريب نحن لا نعتزم المشاركة في أية نزاعات. ويدهشني حقاً إعلان بعض البلدان مشاركتها في العملية العسكرية ضد سوريا. ولهذا فإنني كنت اعتقد ان كل ما يجري في الغرب يتم وفق مبدأ نمطي معين يشبه القرارات التي كانت تصدر عن مؤتمرات الحزب الشيوعي السوفيتي. لكن تبين ان الأمر ليس كذلك . وقد ظهر ان هناك بعض الناس الذين يعتزون بسيادتهم ويحللون الوضع ويتحلون بالشجاعة لاتخاذ قرارات لصالح بلدانهم نفسها ويذودون عن وجهات نظرهم. وهذا شيء جيد جدا . ان هذا يدل على ان العالم يعزز التعددية القطبية فعلا. واشار بوتين الى ان جدول اعمال قمة « العشرين» قد أعد منذ وقت بعيد. وتم الاتفاق على بنوده مع جميع الشركاء. ولا نعتبر ان من حقنا انتهاك هذه الاتفاقات . ويكرس اجتماع «العشرين» قبل كل شيء وبصورة رئيسية لمناقشة القضايا ذات الطابع الاقتصادي والمشاكل الاقتصادية في العالم وكذلك إلى قضايا النمو ومكافحة البطالة والفساد والعوائد الجمركية والادارة. وطبعا، وأخذاً بنظر الاعتبار ان الوضع حول سوريا حاد ومتأزم ، ولا يتسنى لنا بعد الاتفاق بشأن جميع المواقف بشأن هذه القضية المهمة ، فيمكن استغلال فرصة اجتماع زعماء 20 من اقتصادات العالم الكبرى في بطرسبورغ ويمكن بلا ريب ايلاء بعض الوقت لمناقشة هذه القضية. لكننا لن نفرض ذلك على أحد ، ويمكن ان نقترح الخروج من نطاق المناقشات المقررة وتكريس بعض الوقت لمناقشة القضية السورية. وتابع : « أود التأكيد مرة أخرى على اننا البلد المضيف للقمة، وهناك قواعد معينة للعمل ، ويوجد جدول عمل متفق عليه ، ونعتقد بأنه لا يحق لنا ادخال أية تعديلات عليه. لكن بلا شك سأعرض على الزملاء مناقشة هذا الموضوع. وآمل في ألا يرفضوا ذلك » .[c1]الجيش السوري أحبط مخططاً خطيراً للهجوم على دمشق[/c]أشارت مصادر قريبة من السلطات في دمشق بحديث لصحيفة «الجمهورية» اللبنانية الى انّ التحضير الاميركي للضربة ضدها لم يؤثر على العمليات العسكرية الميدانية التي يشنّها الجيش السوري، خصوصاً في الغوطتين الغربية والشرقية، مؤكدة انّ الجيش السوري نجح في إحباط مخطط الهجوم على دمشق، الذي كانت تستعد المعارضة لتنفيذه لحظة حصول الضربة الاميركية.واشارت الى معارك عنيفة دارت في الساعات الـ48 الماضية في منطقة القلمون، حيث تكبّد فيها مسلحو المعارضة خسائر فادحة على مستوى الافراد، وكذلك على مستوى استعادة قوات النظام مواقع استراتيجة كانوا يسيطرون عليها.وأكّدت انّ الجيش السوري نجح في إحباط مخطط الهجوم على دمشق، الذي كانت تستعد المعارضة لتنفيذه لحظة حصول الضربة الاميركية. وهذا الهجوم كان سيتمّ على محورين: الغوطة الشرقية ومنطقة القلمون المحاذية للغوطة الغربية.وتحدّثت المصادر عن «خسارة المعارضة مئات المسلحين»، مشيرة الى انّ مجموعة كبيرة من هؤلاء سقطت في ثلاثة كمائن نصبها الجيش السوري في حرستا في ريف دمشق خلال اليومين الماضيين.وأكّدت أنّ الايام العشرة المقبلة ستشهد مزيداً من المواجهات حيث إنّ قوات النظام ستحاول خلالها إحكام السيطرة النهائية على الغوطتين.في هذه الاثناء، أكد مصدر أمني سوري ان الجيش النظامي سيبقى في حالة تأهب رغم إرجاء الضربة العسكرية المحتملة ضد نظام الرئيس بشار الاسد، فيما هدد أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أحمد جبريل وقيادات فصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق بضرب مصالح كل أطراف العدوان على سوريا في مواقعها الموجعة والحساسة.واعلن المصدر الامني السوري الذي رفض كشف اسمه ان «التدخل الاميركي المباشر عبارة عن وجه من أوجه الحرب المستمرة ضد سوريا دعماً للارهاب، والجيش في حالة تأهب وسيبقى في حالة تأهب حتى القضاء على الارهاب تماماً.»واضاف «كما فشلت هذه الادوات المستأجرة في تحقيق أهدافها، سيفشل من يقف خلفهم ويدعمهم» .وتابع ان بلاده «تخوض حربا ضد الارهاب المدعوم من الولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول العربية»، مشيرا الى ان سوريا «ستدافع عن نفسها بكل السبل.»