لافروف: ضرب سوريا سيؤجل (جنيف2) للأبد..
موسكو / وكالات :قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن توجيه ضربة لسوريا سيؤجل عقد مؤتمر السلام "لمدة طويلة، إن لم يكن للأبد" .كما اعتبر أن الأدلة التي قدمتها الولايات المتحدة لتأكيد استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيميائية في هجوم وقع بغوطة دمشق يوم 21 أغسطس "غير مقنعة إطلاقا".من جانبها أعربت الصين عن قلقها من أي تحرك عسكري منفرد بعد أن قدمت واشنطن لها أدلتها، لكن بكين لم تعرب عن موقفها من تلك الأدلة.وفي محاضرة أمام معهد العلاقات الدولية في موسكو قال لافروف "ما عرضه علينا شركاؤنا الأميركيون وكذلك البريطانيون والفرنسيون في الماضي وفي الآونة الأخيرة لا يقنعنا على الإطلاق".وأعرب عن استغرابه من إعلان نظيره الأميركي جون كيري أن موسكو تجاهلت أدلة زودتها بها واشنطن تثبت استخدام نظام دمشق الأسلحة الكيميائية. وأشار إلى أن الأدلة التي قدمتها واشنطن لروسيا غير محددة وغير مقنعة حيث لم تتضمن إحداثيات جغرافية أو أسماء أو أي أدلة تشير إلى أن العينات أخذها خبراء، كما لم تتضمن أي تعليقات على تشكيك الخبراء في ما يتعلق بأشرطة الفيديو التي نشرت في الإنترنت في هذا الشأن.في هذا السياق وصف ما عرض على موسكو من أدلة بأنه بعض الصور الخالية فيها الكثير من المفارقات والكثير من الشكوك. وأوضح لافروف أنه "حين نطلب المزيد من التفاصيل يقولون إن الأمر سري ولا يمكنهم عرضه"، مشيرا إلى أنه لا يمكن استخدام ذريعة السرية عندما يدور الحديث عن الحرب والسلام.وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض بشدة السبت الاتهامات الأميركية الموجهة للنظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية، معتبرا أنها "محض هراء" وطالب الولايات المتحدة بتقديم أدلة.وفي ظل توتر العلاقات الروسية الأميركية على خلفية الأزمة السورية يصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس إلى روسيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين دون أن يتضمن جدول أعماله اجتماعا على انفراد مع نظيره الروسي.وعرقلت روسيا -التي تدعم دمشق منذ بدء الأزمة في سوريا قبل سنتين ونصف- حتى الآن مع الصين أي قرارات في مجلس الأمن تدين دمشق أو تجيز التحرك ضد الرئيس الأسد.من جانبها قالت الصين أمس إن الولايات المتحدة شرحت لها أدلتها على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، لكن المتحدث باسم الخارجية في بكين هونغ لي لم يفصح عن موقف بلاده من تلك الأدلة، بيد أنه أعرب عن قلق الصين العميق من أي تحرك عسكري منفرد ضد سوريا بعد أن أرجأ الرئيس الأميركي الرد العسكري إلى حين إجراء اقتراع عليه في الكونغرس.واعتبر أن أي تحرك من قبل المجموعة الدولية يجب أن يحترم ميثاق الأمم المتحدة ويتلافى حصول تعقيد إضافي في الأزمة السورية ويمنع وقوع كارثة في الشرق الأوسط، على حد تعبير المتحدث الصيني.وفي السابق قالت الصين إنه يجب ألا يخلص أي جانب إلى نتائج التحقيق الذي يجريه خبراء الأمم المتحدة في سوريا، وطالبت الخبراء الدوليين بإجراء تحقيق موضوعي محايد بالتشاور مع الحكومة السورية.ونشرت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي تقريرا لأجهزة الاستخبارات يعدد مجموعة من الأدلة التي تثبت استخدام غاز السارين في هجوم الغوطة. وأكد وزير الخارجية الأميركي أمس أن بلاده تلقت وحللت عينات شعر ودم مما أثبت استخدام غاز السارين، مجددا اتهام دمشق باستخدامه في الهجوم الأخير.