كانت أو ل مرة اسمع فيها هاتين الكلمتين او التركيب الوصفي (المصالحة الوطنية) عقب حرب صيف 1994م من جانب الحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيمات السائرة في فلكه أو المتماهية مع نهجه الايديولوجي.. دوختنا هذه المطالبات بالمصلحة الوطنية ليل نهار.. في كل صحيفة وندوة وملتقى ومؤتمر. كان هناك عفو عام وخطوات استرضاء لكن ذلك لم يزد جمر المصالحة الا ضراما وإلامَ.. إلامَ.. زماني إلامَ.. صدودا وهجرا وحزنا إلام، رحمك الله بن سعد وتوقفت او تلاشت المناداة بهذا المصطلح عقب نجاح اللقاء المشترك في الاطاحة بحكم الرئيس علي عبدالله صالح، اما المصالحة الوطنية التي خلصنا منها او توهمنا.. عادت من جديد أمامي الآن في المشهد السياسي في مصر بعد خلع مرسي.. أكيد حرفوا المصطلح من عندنا.. لانه ما فيش لدينا حاجات تسرق.. الا بضاعة الهدرة وتنويعاتها والتواءاتها وتعرجاتها التي عانت منها اليمن لسنوات طويلة حتى جاء طوفان الربيع المزعوم الملغوم واغرقنا في جدال كلامي ساخن لم يتوقف بعد.الفريق المنقلب على حكم د. محمد مرسي ترك التشنج وصار اليوم مستريحا عاقلا رزينا.. يطالب عبر قنواته ووسائله العديدة بضرورة وأهمية المصالحة الوطنية، وهو مغتصب حكما قانونيا، ومنقلب على شرعية ديمقراطية منتخبة، ومرت بخمسة استفتاءات او مراحل.والمفارقة ان مرسي عندما كان رئيسا كان يطالب معارضيه بالحوار وبالمصالحة الوطنية لكنهم كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم ويستكبرون استكبارا، والان بعد اغتصاب الحكم توهموا أنهم وصلوا خط النهاية، لذا أصبحوا حكماء أو أكثر عقلانية يطالبون بالمصالحة.. بعد ان اوشكوا او كادوا يشيطنون شباب التيارات الاسلامية الممتلئة بهم شوارع مصر اللحظة بعدة ملايين رافضين الانقلاب المختبئ في هيئة ثورة شعبية (مصطنعة).. يسوقها اعلام العمالة والارتزاق على انها ثورة جديدة .. غير مسبوقة وما قصر سحرة فرعون في الترويج الماهر للاكاذيب والحقائق المقلوبة.
المصارعة الوطنية
أخبار متعلقة