ليس من مبرر لتمسك معظم أبناء الشمال بالوحدة مع الجنوب سوى خوفهم من فقدان مصالحهم الشخصية , أو فقدان لأطراف يرزح الكثير من أبناء الشمال تحت سيطرة أدواتها المتعددة في السيطرة من المال إلى الإعلام والسلاح وكل ما إلى ذلك من مصالح . كما أن الجنوبيين انجروا خلف خطاب غوغائي حاقد على كل ما هو شمالي, بينما ظل أصحاب المصالح الكبيرة “ الفاسدون الكبار “ في منأى عن أي تحرك شعبي مضاد لهم ولشركات النفط المملوكة لمشائخ وضباط صنعاء . لقد عجز الجنوبيون عن إظهار عدالة قضيتهم , بينما لم يجد الشماليون ما يحمون به مصالحهم سوى إنكار القضية الجنوبية .ــــــــــــــــــــــــــــــ القضية الجنوبية تعاني من أزمة في الهوية السياسية, وذلك ما أجده في مسمى «الجنوبية العربية الفيدرالية».. والأمر يشبه آراء عديدة تريد العجلة أن تعود إلى ما قبل 1967؛ إلى المشروع الذي بدأ في فبراير 1959.وفي تقديري لا يفترض أن يُخرج الجنوب من هويته اليمنية, وتلك ليست المشكلة بأي حال من الأحوال, فإن كان الخيار “استعادة الدولة” فإنها لن تكون غير “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” الدولة التي وقعت قيادتها الحزبية اتفاقية الوحدة مع قيادة “الجمهورية العربية اليمنية”.. ــــــــــــــــــــــــــــــ العرب كانوا ومازالوا أعداء أنفسهم، يحارب بعضهم بعضا، ويهزم بعضهم بعضاً.ومن كان عدو نفسه لا يحتاج مطلقاً للاستعانة بعدو خارجي.. من كان قادراً على أن يلحق الهزيمة بنفسه ما حاجته للاستعانة بالجيوش الأجنبية! .وحدهم العرب لديهم اكتفاء ذاتي بالهزائم.. عندهم هزائم بعدد أيام السنة.. ومن حقهم كمهزومين أن يحتلوا موقعهم في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، باعتبارهم من أكثر الأمم ثراءً بالهزائم .ــــــــــــــــــــــــــــــ بعد عام كامل من العمل في اللجنة الفنية ومؤتمر الحوار لاحظت أن معظم قيادات الاحزاب السياسية التقليدية مصابون بارتفاع ضغط الدم والسكري وضيق الشرايين والأوعية الدموية، عدا قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام حيث يتميزون بهدوء الأعصاب وضبط النفس (الإرياني، الشعيبي، و القربي)، هؤلاء عملت معهم عن قرب في اللجنة وحاليا في مؤتمر الحوار. أظن، وبعض الظن إثم، أن سبب تدهور الحالة الصحية لقيادات المعارضة يقع على الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وعليه تقع مسؤولية جبر الضرر والتعويضات لهم، والله أعلم.ــــــــــــــــــــــــــــــللأسف، ما حصل أن أسفل العمود “فرع اليمن” استطاع أن يجذب عمود التنظيم الدولي بكامله إلى حضيضه، واتضح ذلك جلياً في اعتصام ومنصة رابعة العدوية التي يظهر في كل تفاصيله تأثير قوي وحاسم لفرع التنظيم في اليمن على كل فعاليات وخطابات، وهتافات ذلك الاعتصام ومنصته، ولم تظهر أي لمسة حضارية لفرع تركيا في الاعتصام، بل إن أردوغان في خطاباته الأخيرة أصبح أقرب لمحمد قحطان وأبعد كثيراً عن أربكان.ــــــــــــــــــــــــــــــأتوقع ظهور مواقف عربية رافضة ومعارضة لتوجيه ضربة عسكرية غربية على سوريا.فمواقف هذه الدول العربية ومنها الامارات واليمن وعمان والجزائر والسودان ولبنان ينطلق من ايمانها بأن الحل السياسي للازمة في سوريا هو الوسيلة الوحيدة والضامنة لتجنيب سوريا والمنطقة الآثار والانعكاسات الكارثية لاي استخدام للقوة العسكرية ضد سوريا .
للتأمل
أخبار متعلقة