هناك عدة صحف أقول عليها ما شاء الله ضامنة أن تسدد ما عليها من إيجار لعمالها ومكاتبها بفضل العناوين البارزة القوية التي تبثها في الصفحات الأولى لها تجعل العاقل مجنونا والمجنون عاقلا والمسالم مجرما والمجرم مسالما.فعندما قرأت عنوانا عن فئة أعلنت أنها ترفض اعتذار الحكومة للجنوب عن حرب 94م وتعلن التصعيد ولا ندري من هي هذه الفئة هل هم من دمرت منازلهم في الحرب أو من قتل آباؤهم وأبناؤهم أم هم من شردوا من أعمالهم أو من أصيبوا بصدمات نفسية.. من هم هؤلاء أصحاب التصعيد وهذه الكلمة معناها كبير وخطير وعندما تخرج إلى الشارع ترى أطفالا وشبابا لم يتجاوز عمر الواحد منهم عشرين عاما. التصعيد ورفض الاعتذار من يجب أن يتكلم به والجنوب كله أوجاع ومآس وزادت حدتها الآن بقوة مهرولة أخشى ما أخشاه أن يفتح باب لا يغلق وأمور لا تحمد عقباها وتزداد الأحوال سوءاً وقد عانينا في هذا الجنوب ما عانينا ومازلنا.عنوان التصعيد سوف يجعل الحل بعيداً لماذا؟ لأن حالنا نحن العرب والمسلمين خفة عقولنا والسرعة والتهور في معالجة الأمور وهذا ما أراه بعيني واسمعه بإذني وأحس به في أعماق قلبي.اتركوا هذا الجنوب المظلوم جميعا ولا تعبثوا به أبداً اتركوه يستعيد عافيته وسلامته ومن في قلبه حب له ولمن بداخله فليتق الله في حل كل أموره ليعوضه عن كل شيء عاناه منذ عام 67م حتى الآن. الجنوب في انتظار الأفعال بقوتها وثقلها وليس الأقوال وعناوين الصحف التي تخرج حقها دون مراعاة لمشاعر الناس وما يعانون. اتقوا الله فينا وابعدوا عنا وأبعدونا عن أفكار عفى عليها الزمن فكل شيء تغير واسألوا حسن العيش وحسن الختام لنا جميعا وأن يصلح أحوالنا ويعجل لنا بحل قريب من خلال من هم فاهمون حقيقة وضعنا المتردي الشديد في كل شيء.انتشلوا الجنوب كلكم جميعا جديدكم وقديمكم واكتبوا له روشتة الصحة والخير والعدل والحب والنظام والقانون وإعادة الحقوق كاملة غير منقوصة حبا صادقا نابعا من قلوبكم معترفين بكل أخطائكم التي ساهمتم بها عليه بقصد أو بدون قصد، أما تصعيد وعبث وتعطيل وخراب وتشرد وقتل وكره وعودة إلى مربع الماضي وإثارة الثارات والخلافات والأحقاد فإنها والله الفاجعة الكبرى.ادعوا الله بالسلامة تسلموا وطالبوا بالحقوق بصبر وتجلد على الصبر حتى يقضي الله أمرا من عنده كان مفعولا.الرجاء ثم الرجاء- وهذه مقالة ورسالة واضحة مني لكل من يقرأها ويفهمها- مادمنا في أقل الخير فلا تزيدونا من الشر ما لا نستطيع تحمله.اللهم جنبنا عناوين صحف التصعيد ولا تجعل الحل لنا بعيداً اللهم آمين.
التصعيد والحل البعيد
أخبار متعلقة