سطور
عبدالله علي باسودان لقد قسم كثير من علماء النفس و نقاد الأدب، و كذلك الشاعر الأمريكي إدجار الن بو وهو من أفذاذ الشعراء والنقاد العالميين الطبيعة الإنسانية إلى عقل وضمير ونفس وأن الأخيرة هي وحدها المسؤولة عن الشعر، ذلك لأنه يصدر عن النفس وغايته كشف الجمال والإبداع داخل النفس البشرية، ونفوا الالتزام في الشعر ورفضوا اشتماله على الحكم و الأساليب النثرية والخطابة كما نراها في أشعار كثير من الشعراء وجعلوا كل ذلك مختصا ً بالناثر، لأنه إذا كان الشاعر مفكراً منطقياً أو حكيماً المعياً أو خطيباً مفوها فماذا يتبقى للناثر. إذ لا فرق بين الشاعر والناثر إلا الوزن العروضي.وكما قلنا سابقاً في دراساتنا عن الشعر و النثر، الأدب له جناحان هما جناح الشعر و جناح النثر، إذ ليس بمقدور الجناحين أن يلتقيا مع بعضهما البعض في مكان واحد. إلا أننا نعتبر شعراء التراث العربي القديم من عصر ما قبل الإسلام وما بعده من العصور الزاهرة، العصر الأموي والعباسي والأندلسي جميع هؤلاء الشعراء نعتبرهم شعراء بحق من الطراز الأول، ذلك لأنهم مبدعو عصرهم لأن كل ما قالوه من الشعر ما هو إلا انفتاح زماني ومكاني، وإنه بحق تفاعل زماني ومكاني مع اللحظة الحضارية التي عاشوها لأنه قادر على استيعاب تجربة العصر، عصر البساطة والوضوح والوثوقية المحيطة بعوالمهم.