تُهنا وتشتت أفكارنا من كثرة فتاوى الإسلام في هذا الزمان حيث لا حديث اليوم وأمس وغداَ إلا عن هذه الفتاوى العجيبة، الغريبة، المريبة!!مع أن رسالة الإسلام واضحة وضوح الشمس، وكل مسلم مستنير يعلم أن الإسلام دين حضارة ومدنية يدعو إلى الأخوة الإنسانية والتعاون والتراحم والتكافل بين جميع البشر من شتى الأجناس والمعتقدات ويرفض كل أشكال العنف أو قتل النفس أو الاعتداء على الآخرين أوحتى مجرد ترويعهم ولو بالكلمة أو التهديد.. للأسف ظهرت موجة من خلط الأوراق في أوروبا ـ تدعي أن الإرهاب صناعة إسلامية ـ وهذه الموجة تحركها قوى سياسية ـ مع إن الإسلام بريء من الإرهاب وكل ما يقوم به الإرهابيون الذين اتخذوا من الإسلام وسيلة لمحاولة فرض أفكارهم ويوهمون المغفلين أن أفكارهم هي الحقيقة المطلقة مع أن ما يقولونه ويعملونه يناقض ويخالف ما ورد في صحيح الدين الإسلامي الذي يدعو إلى الحريات، وأول هذه الحريات هي حرية الاعتقاد والتعبد، فلكل شخص دينه ومذهبه لا يجبر على تركه إلى غيره ولا يحرق مكان عبادته ولا يضغط على أي شخص ليتحول منه، استناداً إلى ما جاء في قوله تعالى: « لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي » عكس ما يقوله اليوم المسلمون الجدد الذين خربونا وأصبحنا اليوم نعاني مما نحن فيه من بلاوي ومشاكل!! مع أن المسلم هو من سلم الناس من يده ولسانه وبادر الآخرين بالود والأمان “السلام عليكم ورحمة الله”..يا أيها الإسلام العظيم كم من الجرائم الوحشية أصبحت ترتكب باسمك حتى الصقوا بك سفك الدم والإرهاب.. ويا أيها المسلمون أنقذوا سمعة دين الإسلام.. والسلام من القتلة أدعياء الإسلام إن كنتم حقاً مسلمين..لدينا الكثير من الأمثلة على مر التاريخ كلها تؤكد أن المسلم الحقيقي هو الذي يساند ويقاوم الباطل أياً كانت هويته.. كما نوضح هنا أن الإرهاب ليس عملة إسلامية ولكنه عملة شيطانية جاهلة حمقاء في كل دين وملة وكم من متطرفين أجانب من أمريكا وأوروبا وإسرائيل واليابان وغيرهم وكلها سياسة وعمالة وجهل ليست من الدين في شيء.لذا نقول: إننا جميعاً نعتبر علماءنا الأفاضل، هم الحصن الحصين للدفاع عن الإسلام، ازاء ما يمكن أن يتعرض له من حملات كراهية وحقد، بما يملكونه من علم وإيمان ومقدرة على مقارعة الحجة بالحجة.. ولكن ماذا يكون عليه الحال عندما يصبح العلماء أنفسهم هم السبب فيما يمكن أن يحدث للإسلام من هجوم ضار ومن سخرية مريرة.. للأسف أن ذلك هو ما يحدث الآن بعد أن انبرى بعض علمائنا للبحث عن كل ما هو مثير من الموضوعات وعن كل ما لم يعد له وجود في مجتمعاتنا الحديثة، ليثيروا حولها فتواهم، كما حدث لنا يا أبناء الجنوب عندما افتى (عبد المجيد الزنداني) أثناء أحداث عام 1994م بإباحة دمائنا ونهب أموالنا وهدم منازلنا.هذه هي فتاوى هؤلاء في هذا الزمان الذي نجد فيه الكثير من هذه الشوائب والافتراءات وكلام الترهات!!لقد دأب بعضهم على إثارة الفتاوى في الصحف والفضائيات، كما أن بعضهم أصبح يلجا للموضوعات الجنسية والعلاقات الزوجية ليتحدث عنها علانية معتمداً على مبدأ “لا حياء في الدين” بدون وجه حق ـ معتقداً أن ذلك يكسبه شهرة، فيصبح مطلوباً في القنوات الفضائية التي تدفع مقابلاً مجزياً نظير هذه الإساءات للإسلام التي أصبح يقدمها دون خجل أو حياء بعض من ينتسبون إلى ساحة العلوم الإسلامية.. مع أن هناك قضايا ومشاكل كان الأجدر بهؤلاء أن يتحدثوا عنها كقضايا المغالاة في المهور، المخدرات وتجارة المخفيين، أسعار الدواء، الاختطافات، الحفاظ على الأمن والاستقرار، الحفاظ على ممتلكات الدولة وصيانتها، محاربة الرشوة والعمولة والفساد وعدم حشر السياسة في الدين... إلخ. وعلى علمائنا الأفاضل أن يعرفوا ويوضحوا أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي لا يكتمل إيمان الإنسان به إلا إذا آمن بكل الأديان والأنبياء السابقين لا يفرق بين أحد منهم لأن الإسلام يؤمن بوحدة الخلق، كما يؤمن بوحدة الخالق فكلكم لآدم وآدم من تراب.وقد خلقنا الله من نفس واحدة وجعلنا شعوباً وقبائل لكي نتعارف ونتعاون لا لنتقاتل ونتصارع كما يحدث اليوم في مصر وتونس ليس من أجل سمعة الدين والإسلام ولكن من (أجل كرسي الحكم).. لأن المشكلة الخطيرة على الإسلام والمسلمين تكمن في أمرين: أولهما الجهل وثانيهما الادعاء.. وآيات القرآن وأحاديث الرسول وأمهات الشروح صريحة وواضحة في هذا الشأن لكل مسلم عارف ولمن يريد أن يعرف ويتعلم سواء كان مسلماً أو غير مسلم..والجهل قد يأتي من المسلمين أنفسهم فكم من أشخاص يحملون أسماء وهويات إسلامية ويجهلون حقيقة الإسلام ولا يعرفون عنه إلا القشور ، وربما غابت عنهم حتى هذه القشور ، تكمن خطورة هؤلاء في وقوعهم في براثن شياطين الوعظ وأئمة الكفر الذين يحسنون تربية اللحى وتزيين الكلمات فيحولونهم إلى أدوات تدمير وتخريب باسم الإسلام والإسلام بريء من هؤلاء وهؤلاء إلى يوم الدين..وعلموا من لا يعلم!!
يا هؤلاء.. الإسلام دين حضارة ومدنية
أخبار متعلقة