اعتقال المرشد محمد بديع يفترض ان يطوي صفحة العنف في مصر, ومسؤولية السلطة المؤقتة الآن أن تستكشف السبل الممكنة لإقناع الجماعة بالانخراط في العملية السياسية. الدولة مطالبة بالحكمة كما كتبت مرتين خلال الأسابيع الماضية, والجماعة مدعوة للتكيف مع الواقع الجديد الذي فرضته ثورة 30 يونيو. المباريات الصفرية التي قرر المرشد خوضها بشكل رسمي وبلسانه في 5 يوليو, ليست خيار السياسيين بل الطغاة والمقامرين والإلغائيين والمستكبرين.ــــــــــــــــــــــــــــــ لماذا لايعتذر الثوريون للتغيير، ربما تكون هذه هي ثورتهم الأهم.. هذه اللغة الاقصائية التي تتوالد، كانت ضد الانظمة السابقة، والآن ضد الاخوان، وضد خصوم الاخوان.. كلنا بها ضد كلنا.. ماحدش طايق حد.هي كانت لغة تحالفات الحكم ماقبل الثورة، لكنها كانت مدانة، مستنكرة، كل طرف كان يتبرأ منها، الآن صارت هي لغتنا اليومية كلنا.ــــــــــــــــــــــــــــــ التأخير في حسم النقاط الـ31 سيرسخ واقعا سيكون من الصعب تغييره، وهو ما نشاهد معالمه في تحول القوى التي كان يرى فيها اليمنيون اعتدالا إلى التشدد والانزلاق نحو صفوف المطالبين بالانفصال الكامل، وصار من غير الغريب أن كثيرين ممن أسهموا في خلق المشاكل والاحتقانات في الجنوب يتقدمون صفوف المنادين بحلول عاجلة لما اقترفوه. ــــــــــــــــــــــــــــــ الاخوان بعد أن سقطوا سياسياً وأخلاقياً ماضون في تدمير أنفسهم إلى النهاية، وأنهم يكتبون وثيقة طلاقهم من الشعب بصورة لا مرد لها ولا رجعة، كما أنهم في سعيهم لإشعال حرب طائفية دفعوا المصريين إلى وضع لبنة جديدة متينة في صرح الوحدة الوطنية، إنهم يصنعون الدمار ويخربون بيوتهم بأيديهم. ــــــــــــــــــــــــــــــ جماعة الإخوان الإرهابيين في مصر تقتل وتخرب وتدمر وتسرق، وتدعي أنها مسالمة سلمية مظلومة.. وهذا ليس بجديد، ففي كل المراحل كانت تصور نفسها أنها المظلومة المطاردة المسجونة لاستمطار العواطف.. هي مصدر العنف والإرهاب والفتن والقتل، ولكنها تبذل الوسع لتنفي عن نفسها ذلك، وتنسبه لآخرين، ولها في ذلك وصايا متوارثة، وكتب تتلى، تقول إن مصلحة العمل الإخواني تقتضي الأعمال الجهادية (الإرهابية). ــــــــــــــــــــــــــــــمن غير الحصافة السياسية أن يصر البعض على الأسلوب نفسه، بالرغم من فشل التجارب السابقة. ولقد آن لهم بعد كل هذه التجارب التي توشك أن تضيع الوطن، أن يؤمنوا بحقيقة أن وثيقة مشروع وطني جنوبي متوافق عليها هي التي ستكون لها الشرعية الشعبية، ثم سيكون لها الثقلان الإقليمي والدولي، وأن قيادة توافقية أو تنسيقية في هذه المرحلة هي التي ستكون لها القوة والفاعلية، وسوف يتعامل معها المحيطان الإقليمي والدولي إيجابيا.
للتأمل
أخبار متعلقة