بلد لا نحكمه نحرقه .. هذا ما تقوله ألسنة الحرائق في مصر الآن بعد أن قالته ألسنة الإخوان مراراً وتكراراً على شاشات التلفزة قبل فض اعتصام رابعة العدوية.لقد بات من الواضح الآن أن المواجهة في مصر انتقلت نهائيا من الصراع السياسي والاحتجاج إلسلمي إلى العنف والإرهاب، والدولة المصرية باتت اليوم في وضع الدفاع عن نفسها.لا أحد يعرف كيف ستنتهي الأمور، لكن الإخوان لن يحرقوا بنيرانهم هذه مستقبل مصر، بل سيحرقون مستقبلهم كله.علينا أن نخشى من أن الإخوان افتتحوا فصلا عنيفا وداميا في تاريخ مصر والعالم العربي ويعتزمون المُضِي قدماً فيه، لكنهم لن يغادروا هذا الفصل لأنه على الأرجح سيكون قبرهم.ــــــــــــــــــــــــــــــالانتهاك الأعظم الواقع على الشعب المصري هو ما تمارسه جماعة الاخوان منذ 30 يونيو برفضها الامتثال للإرادة الشعبية التي تجسدت, كما لم تتجسد من قبل, في مدن مصر ونجوعها. يبقى أن الانتصار لحقوق الانسان لا يكون باستعمالها أداة سياسية وتعبوية وقت الحاجة وحسب لون الضحية أو هوية الجلاد الحزبية أو المهنية. ولسوف يتوجب على الوافدين الجدد على حقل حقوق الانسان أن يتعلموا الدرس الأول وهو أن الابتزاز باسم حقوق الانسان هو انتهاك يشوش عليها ويشكك في حقيقة ولاء المبتز لها.ــــــــــــــــــــــــــــــعدد الاهالي اللي كانوا واقفين قدام مسجد الفتح لسحق الاخوان ومشاهدة القيادات لخطة القبض عليهم عددهم أكتر من المسيرات المؤيدة للاخوان اللي نزلت امبارح . ــــــــــــــــــــــــــــــخسرت جماعة الاخوان الصراع في مصر لأنها واجهت دولة عميقة قوية وضاربة الجذور. حققت الجماعة حضوراً قوياً وفاعلاً في مصر؛ إلا أنها ظلت تتحرك خارج المزاج العام، والهوية المصرية العامة؛ لهذا تخوض اليوم معركتها ضد جميع فئات الشعب المصري. ــــــــــــــــــــــــــــــأثبتت الشعوب العربية أنها لاتزال قادرة على إنتاج نخب سوية يمكن التعويل عليها .. صحيح أنها قد لا تستطيع الإنقاذ والقيادة في آن معاً ولكنها تستطيع أن تحد من انتكاسات تاريخية لعل أبرز شاهد كان في مصر من خلال حركة تمرد التي أوقفت تدافع مصر نحو هاوية سحيقة وهو الأمر الذي عجزت عنه النخب العتيقة والمترهلة .
للتأمل
أخبار متعلقة