غضون
قبل أيام قال المفكر المصري رفعت السعيد إن جماعة الإخوان سيهزمون هزيمة ساحقة، إن لم يكونوا قد انتهوا.. ويبدو لنا الأمر كذلك، لأن جماعة الإخوان تواجه الشعب المصري هذه المرة.. عنف وإرهاب الجماعة أشد هذه المرة من الحرائق التي نفذتها في الأعوام 1946 و1948 و 1952 و1965، وكانت المواجهة حينها مع الحكومات، أما اليوم فقد اختارت أن تواجه الجميع.. مسلمين وأقباطاً، أحزاباً وكنيسة وأزهر، جيشاً وشرطة ومواطنين.. تواجه الشعب كله والدولة كلها.. لذلك نرى اليوم الشعب المصري الذي تصفه “الجزيرة” وإعلام جماعة الإخوان الإرهابيين بالبلطجية يطارد فلول الجماعة من شارع إلى شارع، ويكون لجانا شعبية تساند الشرطة وتحمي المنازل والمؤسسات الحكومية. جماعة الإخوان الإرهابيين تحارب الجميع.. تكبر وتذبح، تكبر وتقتل في الشوارع ومن فوق المآذن.. تعتلي أسطح الجوامع والبيوت لقنص المواطنين ورجال الشرطة، مستخدمة القنابل والمتفجرات ورشاشات ثقيلة ومتوسطة وخفيفة وأسطوانات الغاز.. تهتف «إسلامية إسلامية»، وتتحصن بالنساء والأطفال والمساجد والمباني السكنية والكليات الجامعية والحدائق والمحاكم.. تكبر، وتقتحم منشآت ومؤسسات الدولة وتحرقها.. تكبر وتحرق المساجد والمتاحف وأقسام الشرطة وكنائس ومنازل الأقباط، وتقطع الطرقات وتخرب قنوات الري وسكك الحديد.جماعة الإخوان الإرهابيين في مصر تقتل وتخرب وتدمر، وتدعي أنها مظلومة بريئة.. في غضون أيام قليلة وصل عدد القتلى إلى 600 بينهم 67 رجل أمن.. و3717 مصابا، بينهم 563 من الشرطة.. ومن ضمن القتلى 53 من الجماعة وعدد مسلحيها المصابين255.. بينما بقية القتلى والجرحى من أبناء الشعب المصري الذي تنتقم الجماعة منه. جماعة الإخوان الإرهابيين تكذب، والكذب هو دينها.. تبالغ في عدد أعضائها الذين يقتلون ويصابون أثناء الهجمات المسلحة.. تكذب وتبالغ لتستدر عطف أمريكا، وقد كذبت من قبل وجاء غير واحد من قياداتها ليؤكدون كذبها.. لكي تستعطف الغرب تلجأ جماعة الإرهابيين إلى الكذب والمبالغة فتزعم أن قتلاها بالألوف وجرحاها وسجناءها بعشرات الألوف، بل بمئات الألوف.. تماما مثل اليهود الذين يبالغون في أمر الهولوكست لاستدرار شفقة العالم.الإرهاب الذي تقوم به جماعة الإخوان هذه الأيام ليس جديدا.. فهو متأصل فيها منذ النشأة الأولى، وكانت له وسائله وأسلحته منذ البداية.. بعد ست سنين من تأسيسها أنشأت كتائب الجوالة، ثم الجهاز العسكري الكبير الذي عرف باسم “النظام الخاص”.. كل أشكال العنف والفتن الطائفية والاغتيالات السياسية كانت من صنع هذه الجماعة، وكل الجماعات الإرهابية المعروفة اليوم، بما فيها القاعدة، هي بنات جماعة الإخوان. الجماعة ومؤسسها ومرشدها الأول حسن البنا، كان يقال لهم قبل سبعين سنة نفس ما يقال اليوم عن الجماعة وقادتها ومرشدها، فالجماعة هي الجماعة والمرشدون هم المرشدون إلى اليوم، نفس المنهج، ونفس السلوك ونفس الأدوات، لا شيء تغير.. قال الإخواني محسن محمد صاحب كتاب “من قتل البنا؟” إن الشعب المصري كان يخاطب البنا وجماعته هكذا: “ الجرائم والعفن والقاذورات والألفاظ النابية مصدرها وكر الإخوان.. الذي أيقظ الفتن هو أنت أيها المرشد حسن البنا.. أنت تزاول نوعا من السياسة هو أرخص وأقذر الأنواع..”.. هذه هي الجماعة من البداية إلى النهاية.