لم يكن العيد فرحا خالصا، خصوصا في أوساطنا نحن الرياضيين بعد أن رزئنا بفقدان واحد ممن نحبهم ونعشق عطاءهم داخل الملعب،كما نحترمهم خارج الملعب وفي الحياة عموما، عطفا على طيب معاشرهم وحسن أخلاقهم التي تماهت مع فطرة الموهبة لتكتمل بها صفة النجم فيهم، وتتعزز دواعي اعتزازنا بهم لاعبين ونجوما وقبل هذا وذاك أشخاصا استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم على القلوب والعقول قبل أن يكونوا مجرد أقدام تجري وراء جلد منفوخ ولا تبتغي من وراء ذلك سوى الشهرة وقليل من حبر المجد الزائل.في ليلة العيد وحين كان الجميع يتأهب لإشعال شماريخ الفرح، جاء الخبر صاعقا بهاتف من سكرتير تحرير الصحيفة الزميل العزيز عبدالله قائد ليخبرني بأن ما اطلق عليه البعض ( طريق الموت ) وهو الخط البحري الرابط بين عدن والحديدة شهد حادثا مأساويا أودى بحياة النجم الرائع ( فنا وخلقا ) أوسام السيد، بالإضافة إلى إصابة زملائه حمادة الوادي وانس صالح وأكرم الصلوي ونزار رزق.لم يكن خبرا كهذا من النوع الذي يمكن التعامل معه بسهولة .. حتى وان كانت شموع العيد قد أشعلت.. لذلك لم أتمالك نفسي وانتابني الحزن أنا الذي تشرفت بمعرفة فقيد الكرة اليمنية عن قرب ولو عن طريق اللقاءات الخاطفة وبعض المكالمات الهاتفية.. ومثلي كان كثيرون يبكون النجم ــ الإنسان الذي اختاره المولى عز وجل ليكون في الرفيق الأعلى بموعد مؤلم وقاس على أصدقائه وهم كثر بلاشك، وعلى محبي موهبته وهم بعدد عشاق الكرة في الوطن وخارجه كما اعتقد واجزم .وبقدر الصدمة التي انتابت الجميع بوفاة الفقيد الغالي فقد كانت نجاة زملائه الآخرين مناسبة لمداواة بعض الجراح لما لهم من مكانة لا تقل عن مكانة الفقيد أوسام ، آملين لهم الشفاء العاجل وان يعودوا إلى الحياة العامة والى معشوقتهم كرة القدم سالمين غانمين ليواصلوا مشوار الألق الذي ساروا فيه سواء مع الهلال أو مع غيره من الأندية والمنتخبات اليمنية .. وهي هنا مناسبة لنذكر الحكومة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة بـ( واجبها) تجاه الفقيد أوسام السيد وأسرته، وتجاه اللاعبين المصابين.. ونتمنى ألا يكون كل (الواجب ) عبارة عن تعاز ومواساة وعبارات ثناء على سيرة الفقيد وحياته التي لا تحتاج إلى تفسير أو تذكير.. ونزيد في التمني على الأندية وآخرها الهلال ألا تتنكر لوسام كما فعل غيرها مع لاعبين آخرين فارقوا الحياة ولم تف الأندية بحقهم أحياء وأمواتاً .. والأمنية موصولة إلى اتحاد الكرة باعتبار أن الفقيد كان لاعبا دوليا له حقوق في رقبة الاتحاد والقائمين عليه.أمنيات يجب أن يسعى الجميع لتتحقق حتى نكون قد وفينا الفقيد أوسام بعضا مما له علينا ، خصوصا انه كان مثالا للوفاء والتضحية.. وما قصة البقرة الخاصة بزواجه التي آثر أن يفك بها ضيقة فريقه حسان عنا ببعيدة.
|
رياضة
أوسام.. غصة الرحيل
أخبار متعلقة