خفة الدم المصرية ابتدعت مصطلح “إمارة رابعة العدوية»! التنافر بين الجماعة والدولة، والتوازي بين الجماعة والمجتمع (الجماعتين) هما التحديان الأعظمان اللذان لا تريد الجماعة في مصر والعالم العربي الاستجابة لهما بالمراجعة والتكيف! إمارة رابعة العدوية هي الجيتو الاخواني في مصر، الجيتو الجاذب للاخوان في العالم العربي على ما يمثله من استفزاز للمصريين. حملة التوقيعات المنظمة لسحب جائزة نوبل من الزميلة توكل التي أطلقها شباب مصر على موقع افاس، أعتقد أنها حملة ظالمة.ان تنتمي توكل لجماعة اﻹخوان وتقف مع حقهم في الاعتصام السلمي للتعبير عن رغبتهم في إعادة مرسي للسلطة ليس مبررا كافيا لسحب الجائزة، مالم تكن قد حرضت هي أو جماعة الإخوان بالفعل على العنف وإراقة الدماء، ففي هذا الامر مناهضة صارخة لشروط منح جائزة (السلام).حقيقة، لا أتمنى حدوث هذا الأمر لأنه لو حدث سيكون فيه انتكاسة لا على توكل فقط وانما على نساء اليمن و المسلمات ونساء العالم. أزمة اليمن واضحة، حتى أنها لا تحتاج إلى جهد في تحديدها، لكن ما الذي يجعل الحلول مستعصية، وغير ممكنة، على هذا القدر؟! . الجيش المصري استجاب لطلب ملايين المصريين .. وقد استعاد الديمقراطية عندما عزل مرسي .إن علينا جميعا أن نعقل انه_ وبكل صراحة ووضوح_ إذا استمر هذا الانقلاب واستمر الدعم له_ ماديا ومعنويا_ من هنا أو هناك، فنخشى مانخشاه أن نجد أنفسنا_ في طول العالم الإسلامي وعرضه_ في أوضاع حالكة السواد، ومواقف متطرفة سيشكلها فكر متطرف . قرأت خطبة محمد اليدومي الأخيرة في “فيس بوك” التي يهدد فيها “الأمة” نتيجة إسقاط حكم جماعته في مصر، وتعليقي عليه بالمختصر:واحنا ما لنا يا أخ:العسكر الذين “انقلبوا” في مصر هم العسكر الذين حملتموهم على أعناقكم هنا في اليمن.“المال الخليجي المدنس” الذي يمول “الانقلابيين” في مصر هو المال نفسه الذي يمول ثورة جماعتكم (الإخوان) في سوريا.الحكومات التي خذلتكم في مصر هي الحكومات التي تعاضدتم معها لخذلان ثورة البحرين وقمع شعبها. «أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا» (صدق الله العظيم ) .أليس إذاً “الخزي” الموعود هو هذا الذي تعيشونه الآن في مصر وغيرها ونتاج إيمانكم بالمبادئ في مكان والكفر بها في مكان آخر؟.
للتأمل
أخبار متعلقة