يستحق الإخوان لقب «الانقلابيون» عن جدارة، فلا يوجد ثابت لديهم، ومن يتابعهم قبل ثورة 25 يناير أو بعدها، ثم وصولهم للحكم والمرحلة الحالية بعد أن انتزعه الله منهم عبر الشعب والجيش والشرطة، لن تجد لهم مبدأ أو موقفاً ثابتاً نحو الجهات والأشخاص بل والقضايا المختلفة، ولن أكون مغالياً إذا قلت إنه حتى الدين تاجر به الإخوان واستخدموه فى مواقف متنوعة بدعاوى مختلفة وتفسيرات تحقق مصالحهم فقط لا غير. أما عن الأشخاص، فقد تبدلت رؤيتهم من أول مبارك مروراً بطنطاوي وعنان والجنزوري وصولاً إلى السيسى والبرادعي وصباحي وبرهامي وأبوالفتوح وغيرهم، أما المواقف فقد كان قطع الطرق أمراً يستوجب فضه بالقوة والقانون.. وكانوا يعلقون على عمليات مشاركة السيدات والبنات فى المظاهرات بسؤال «إيه اللى خلّاهم يروحوا هناك»!! أما الآن فالإخوان يدفعون بالنساء فى مقدمات مظاهراتهم ليتاجروا بهن وبدمائهن.. كما كان الإخوان يرفضون شعار «يسقط حكم العسكر»، أو التظاهر أمام المنشآت العسكرية، أما الآن فكل شيء مباح فى سبيل الكرسي.5 جهات تغيرت مواقف الإخوان حولها «الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وأمريكا» فلقد وصف م. سعد الحسينى القيادي بالجماعة بيان القوات المسلحة فى أول فبراير أثناء ثورة يناير بأنه يوازي قرار حرب أكتوبر.. وعندما كرر الفريق أول عبدالفتاح السيسي نفس القرار فى موقف أكثر شعبية وجماهيرية، بل وأشد غضباً من قبل الجماهير، وصفوه بالخيانة.. وبينما كان رئيسهم يدلل «الجيش وضباطه» كنوع من التزلف والنفاق لحمايته، أصبح أنصاره الآن يكيلون الاتهامات للجيش الشريف والعريق وضباطه وأفراده، بل ويحاولون التحرش بهم فى كل ميدان.أما الشرطة، فقد طالب الإخوان بتطهيرها أثناء وجودهم فى برلمان ما بعد الثورة، حيث كانوا دائماً يتهمونها بأنها شرطة السلطة والحاكم وأنها تهتم بالأمن السياسي على حساب الأمن الجنائي.. وعندما وصل الإخوان للحكم لم يذكروا كلمة التطهير وكان همهم الأول هو احتواء الشرطة وضمان ولائها للرئيس وكان هدف الإخوان ورئيسهم أن تظل الشرطة تدافع عن وجودهم السياسي وتحمي مقراتهم وتضرب المتظاهرين، وعندما انحازت الشرطة للشعب وعادت إلى أحضانه اتهمها الإخوان بالخيانة أيضاً.أما أمريكا التى كان يصفها رئيسهم بأولاد القردة والخنازير ولم ينطق بكلمة إساءة لهم أو إسرائيل طوال فترة حكمه وظل حلمه أن يجتمع مع أوباما بينما الأخير يتجاهله وظل مرسي وجماعته يستقوون بأمريكا ضد الشعب المصري وجيشه حتى آخر نفس.. وعندما أيقن الأمريكان أن مصالحهم قد انتهت مع الإخوان قام أعضاء الجماعة بتوجيه اللعنات والسباب إلى أمريكا وتوجيه المظاهرات إلى سفاراتها ونسوا أن رئيسهم تعلم هناك ومنح أبناءه جنسيتها وكان يتباهى بأنه يشاهد أهم البرامج هناك.. «صباح الخير.. أمريكا».■ كل يوم يثبت الإخوان أنهم كذابون وانقلابيون وأن مصالحهم أهم من الدين ومصر والشعب والجيش والشرطة والقضاء والإعلام والأحزاب.. وبالتالى فإن كل من راهن عليهم -اقتناعاً أو أملاً فى مصلحة- خسر، لأن الإخوان لا يعرفون سوى الإخوان.
الإخوان «الانقلابيون»
أخبار متعلقة