المعركة بالنسبة لحركة”الاخوان” في مصر هي معركة حياة او موت او هكذا تتعامل قياداتهم المتطرفة والجناح الجهادي داخل الجماعة ,ولذلك لاغرابة في أن نجد ان الدماء تزهق دون أدنى مشاعر او اكتراث لمايكون وسيكون مستقبلاً في ظل تسيد هذه الحالة وشيوع نماذجها..ولاغرابة أيضاً في توارد وتداعي الفتاوى والدعوات للجهاد وانقاذ ما أسموه”دولة الاسلام” التي كان يترأسها مرسي ويقودها “الاخوان” أوصياء الله في الارض,كمايعتقدون. ومن ذلك قد تكون الاحداث الجارية وحالات العنف والاهدار في الارواح البشرية عبر “مشروع شهيد”, الصفة الاخوانية الربيعية,مجرد مساومة سياسية وطريقة ابتزاز اعتادوا عليها ,بل هي من الفنون التي تمرسوها واتقنوها سياسياً في مصر او اليمن او تونس وغيرها.. ومن النافل قوله انه من حق أي قوى او حزب او كيان ان يحصل على مكاسب لكن في الحدود التي تملي عليه مسؤوليته الوطنية,ان كانت موجودة,لكن ليس على هذا النحو من الصلف والهمجية المطلقة العنان التي تحصد عشرات الابرياء ومئات الجرحى من المغرر بهم او من أي طرف آخر..وفي الحقيقة هناك العديد من القضايا والملفات التي بدأت تتحرك عبر النيابة او عبر مطالبات الشارع تجاه جماعة الاخوان وحركاتهم المتعددة.. وهذه الملفات والاتهامات الموجهة لقيادات الاخوان شديدة الخطورة وابرزها ما يلاحق به رئيسهم محمد مرسي كالتخابر مع دول اجنبية وايضاً تهريب سجناء من سجن وادي النطرون وهم من القيادات الارهابية المطلوبة دولياً..فضلاً عن الاتهامات الموجهة اليوم تجاه عدد من القيادات المحرضة والتي يجري استدعاؤها بين الحين والاخر..وقضايا أخرى لم يكشف عنها بعد وهذه جميعها في اعتقادي سيجعلها تنصاع نوعاً ما الى عملية التسوية والمصالحة الوطنية التي ترفض دعواتها اليوم..لكن في المقابل هم يبدون تصلباً وصلفاً في التعامل مع مايجري اليوم رغم انه بات حقيقة لايمكن لأحد أياً كانت قوته تغييره دون مساندة شعبية وارادة جمعية..وهذا ماينبغي على “الاخوان” في كل مكان,ادراكه وعدم الاستهانة به حتى وان كان لهم نفس الادوات والوسائل المتبعة لاسقاط الحكام..لكن في الاخير من يمتلك القوة”قوة الارادة الوطنية” هو من يصنع الامجاد..وفي تصوري أن هاتين المعادلتين اللتين ربما ستمضي عليهما الاحداث قادم الايام في مصر هي من ستحرك المياة الراكدة بعيداً عن مشاهد الشد والجذب اليومية للوصول الى نهاية المطاف وقطع دابر الاحداث الوهمية ومحاولات العرقلة والتحدي والتهديد لكونها أصبحت هباءً منثوراً أمام غلبة الشعب وقواه الحية التي يفترض ان تتوحد وان لاتدع للافكار التخوينية ان تخترق الصفوف..كما نرى أنه من الجميل والطفرة النوعية لجماعة الاخوان تمسكها و التزامها,كما تدعي, بالعمل الديمقراطي والممارسة الديمقراطية بالتظاهرات والاعتصامات حتى لو استمروا اشهراً وسنوات ,كما يزعمون, ..لكن في المقابل عليهم التزام عدم التحريض والتجييش لما اسموه الانتصار للاسلام وللدين..كون مايزعمونه هراء لاأساس له في معركة اثبات وتأكيد مدنية الدولة وديمقراطية دستورها, وسيدخلهم في معركة داخلية ومواجهة مع الشعب..وهو ايضاً في ذات الوقت”اعتصامات وتظاهرات رابعة العدوية او اماكن اخرى” خيار ضعيف امام حداثة التجربة للشعب المصري الذي يمكن ان يصدر عنه مواقف اخرى تعارض ذلك خاصة اذا مست حياته المعيشية,وهذا متوقع.كما انه في حال الاصرار على العناد وممارسة تلك النماذج الفوضوية الشائعة وتقويض عمل مؤسسات الدولة فان دائرة الخطر والانهيار ستحيط بكل اركاناتهم..اذاً لا خيار امام قوى التشدد والتيارات الدينية وعلى رأسها “الاخوان”إلا الانصهار الثوري الشعبي وترك عباءة الدين واستخدامه السياسي لاغراض قبيحة ودنيئة..وبما يمكنها من تجديد نفسها وتحريك تفاعلاتها بما يخدم ويساند تطلعات الشعب وتحقق اهداف ثورته في التحرر والديمقراطية ,والا فمزبلة التاريخ قريبة جداً,وماهي الا خطوات فيما بينهما..ودمتم..!![email protected][c1][/c]
إخوان مصر ..اتجاه إجباري..!!
أخبار متعلقة