البوميس..
توجد في مدينة كريتر منطقة تسمى ( البوميس )..و سميت هذه المنطقة بهذا الاسم لأن ما حولها كانت مناجم لاستخراج مادة البوميس التي تستخدم في البناء كالاسمنت في وقتنا الحالي..ومازالت الكهوف التي استخرجت منها هذه المادة باقية كشاهد حي على حفظ هذه المادة لأعظم صرح تاريخي في عدن ألا وهو صهاريج عدن.. نظرا للـحاجة إلى المياه في الألفية الأولى قبل الميلاد نشأت لدى سكان عدن فكرة بناء خزانات عملاقة تحفر وسط الجبال لـتحفظ مياه الأمطار.. وهنا ظهرت أول مناجم طبيعية في شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي منها استخرج سكان عدن مادة البوميس وهي مادة تشبه الأسمنت استخدموها في بناء صهاريج عدن ونتيجة لاستخراج هذه المادة من جبل يقع على حافة هضبة عدن ظهرت ما تعرف في يومنا هذا بكهوف البوميس على مقربة من جبل الفرس . .وهي عبارة عن كهوف ومغارات متقاربة تم حفرها في جوف الجبل بـأسلوب هندسي على أعمدة من أصل الجبل نفسه . .أستخرج منها سكان عدن نوعين من المواد التي استخدموها في بناء الصهاريج والتي لا تزال حتى اليوم موجودة بـ درجة ممتازة من التماسك والجودة .. مادة البوميس عبارة عن خلطة طبيعية ذات خواص تشبه الأسمنت عالية التماسك مكونة من زبد بركاني وخليط سيليكات الألمونيوم ، البوتاسيوم و الصوديوم . .لعبت هذه المادة الدور الأكبر في التطور العمراني في تاريخ عدن حيث استغنى الناس عن أكواخهم في ذلك الوقت وسكنوا بيوت مشيدة من البوميس والحجار.. كما أرتبط أسم كهوف البوميس بـ أسطورة قبائل الجبرت التي سكنت عدن في الأزمنة الغابرة وأشيع أنهم قوم يأكلون لحوم البشر واتخذوا من كهوف هضبة عدن سكنا لهم .. وقد أشار الرحالة الفرنسي هنري مونفرد 1879-1974 في كتابه (مغارات في البحر الأحمر) إلى أن قبائل تعود أصولها إلى شرق إفريقيا تسكن كهوف هضبة عدن لـ تمارس طقوسها الدموية هناك. وما تزال كهوف البوميس واقفة على أعمدة الجبل حتى هذه اللحظة تحكي لنا حكاية يعود تاريخها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد.. حكاية سكان عدن الذين حفروا في الصخر لـ يبنوا أضخم خزانات لـ حفظ مياه الأمطار..