حاول جمال عبدالناصر، أن يقنع الاخوان بالمشاركة في حكومته، فرفضوا، ولانها لحظة صراع، سرعان مااشتعل فتيل الخلاف بين دولة الثورة والاخوان.يتكرر الأمر الآن بطريقة مختلفة.رفض الاخوان، اي اشراك للقوى الاخرى، التي وعدوها اولا انهم لن يترشحوا للرئاسة.. وفصلوا ابو الفتوح، لانه ترشح.. ثم وعدوهم بنائب منهم.. ثم مشاركة في الحكومة.. ثم بعدها حصنوا برلمانا ودستورا كانت كل القوى ترفضه من اللحظات الاولى..ثم، الآن الجيش يقول لهم: يتشارك الجميع في ادارة مرحلة عويصة، لن يستطيع ولا طرف واحد ان يحملها لوحده ضد الجميع.. فيقولون له: الموت في سبيل الشرعية أغلى أمانينا..في حالة مرسي، يبدو هذا واضحاً أكثر. الثورة التي يواجهها هي أكبر تجمع بشري في مظاهرة سياسية واحدة تحدث في آن واحد تحت هدف واحد ليس في تاريخ مصر ومنطقة الشرق الأوسط فحسب، بل إنها الأكبر في تاريخ العالم كما وصفت وسائل الإعلام العالمية ثورة 30 يونيو 2013. يعني هذا بعبارة أخرى أن الرئيس محمد مرسي العياط دخل التاريخ بوصفه الرئيس الذي واجه أكبر ثورة شعبية في تاريخ البشرية.الرئيس غير الشرعي الذي يتشبث بـ«الشرعية» في مواجهة شعبه غالبا ما يتحول إلى رئيس خائن، هذا بالضبط ما يفعله محمد مرسي الذي يطالب الآن المجتمع الدولي بالتدخل في بلده ضد إرادة شعبه.ان ابعاد الاطفال المتسولين عن شوارع مدينة عدن ثم تركهم جياعاً لكي يتحولوا فيما بعد الى لصوص ومجرمين ليس حلا بل الحل هو القيام بحملة تطهير عامة بمساعدة الاعلام تقوم بها قيادات منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع الشرطة ومع كل المواطنين الشرفاء لكشف اوكار هذه العصابات المغروزة بين جنباتنا وذلك للقبض على رجالها، وتحرير الاطفال المتسولين.لم يثر شعب مصر ضد الإسلام، لأن جماعة الإخوان ليست الإسلام، بل ثار على كذبهم ومكرهم وخداعهم وفشلهم وعجزهم وتخبطهم وإرهابهم وفسادهم وتكفيرهم وكراهيتهم وعنفهم وخبثهم وجشعهم وشيطنتهم. ولم يثر على «المشروع الإسلامي» لأن المشروع الإسلامي لا وجود له أصلا، وشعار»الإسلام هو الحل»، يراد به « الجماعة هي الحل» بينما الإدارة الكفوءة هي الحل، والمشاركة هي الحل، والاقتصاد القوي هو الحل، والديمقراطية هي الحل، والتسامح هو الحل، والحرية هي الحل، والعقل هو الحل. بفعالية حركة تمرد صار الخارجون على نظام مرسي أكثر عدداً من الذين خرجوا على مبارك رغم انتقال الإخوان المسلمين إلى ميادين التظاهر دفاعاً عما أسموه شرعية مرسي. وهنا يجب التوقف على حقيقة أن الشعب لا يثور على ذلك النحو العبقري إلا عندما يغضب على أداء حكومي لم يقدم على أي خطوة إيجابية إلا بعد فوات الأوان.
للتأمل
أخبار متعلقة