جربت المحبة كلها فلم أجد أحداَ يحبني أكثر من أمي وأبي، وأحببت الناس كلهم فلم أجد أحداً أحب الى من ولدي.علاقةٌ ساميةٌ هي العلاقة بين الوالدين والولد،فالوالدان هما أرق ما في الوجود،وأدفأ ما في الحياة، وأقرب ما في الدنيا، إذا أنّ ولدهما تألما،وإن اشتكى توجعا، وإذا سقم أظلمت الدنيا عليهما، يسهران لينام ، ويتعبان ليرتاح، ويكافحان كفاحاً مريرا ليسعد، يتجرعان المُر ليهنأ هو بشرب الشهد والعسل.فهل يا ترى هكذا علاقةٌ،ورابطة،ومحبةٍ،ومودة،سيفرط فيها الوالدان أو يتساهلان في تأمين فلذة كبديهما ما يتهدده ويحدق به من الأمراض الفتاكة وفي مقدمتها مرض شلل الأطفال، الذي كشر عن أنيابه مهدداً بالعودة من جديدٍ، غير أنه لا يزال يبحث عن نقطة ضعفٍ يمر من خلالها.أتراهما يتأخران أو يتساهلان في أن ينال طفلهما حقه من التحصين ضد شلل الأطفال؟ سأترك الجواب لكل أم وأب ليجيبا على هذا التساؤل من خلال إحصاءات الإقبال التي ستسجل خلال حملة التحصين.من ناحيةٍ أخرى ما أسماها تلك العلاقة الإنسانية التي تربط أبناء الدين والوطن والحياة الاجتماعية الواحدة حين تعكس معاني الحب والود والتعاون قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ) وقال(محمدٌ والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)صدق الله العظيم، وقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وقال (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).إن العون والتعاون يأتي في كل شؤون الحياة سّرائها وضرائها،وللدفع عن ضرٍ أو شرٍ يُتخوف من وقوعه.حملة التحصين ضد شلل الأطفال من منزلٍ إلى منزل،في جميع المحافظات التي تستهدف جميع الأطفال دون سن الخامسة سواءً من تم تحصينه مسبقاً أو لا، هي سبيلٌ لابد لنا أن نتمسك به بعد الله لحماية أطفالنا ووقايتهم من شر الإصابة من شلل الأطفال في حال عودته.هذا السبيل يحتاج إلى تضافر وتضامن وتكامل جميع الجهود،بدءاً من أعلى الهرم في الدولة مرورا بالجهات المعنية كل في مجال اختصاصها،وفي مقدمتها المجالس المحلية أمناءً وأعضاءً في المدن والقرى ووصولا إلى الآباء والأمهات الذين هم المسئولون المسؤولية المباشرة عن الأطفال،ويكفينا القول أن الوضع يستدعي من الجميع أن يشحذوا هممهم ، ويسخروا طاقاتهم ،في وقت يهدد بعودة الفيروس يحمله اللاجئون ، لاسيما مع ظهور حالات بشلل الأطفال في الصومال وكينيا.
أطفالنا بين الحب والخوف
أخبار متعلقة