تصريحات الرئيس مرسي تصنف قانونا على أنها شروع فى القتل، خاصة عندما تتضمن تحريضا دون وعي من فئات المجتمع بعضهم ضد بعض، فقد تقمص شخصية مرجان أحمد مرجان فى الفيلم الذى يحمل نفس الاسم عندما توصل إلى أن معاناة الخبز فى مصر ترجع إلى أن الأولاد يلتهمونه بعد شرائه بل وصولهم للبيت وأن الحكومة بريئة، ومرسي يرى أن مشكلة الكهرباء تختزل فى أن عمال الكهرباء يفصلون عن قرى لمدة 6 ساعات متصلة متعمدين مقابل رشوة 20 جنيها! ولا أعرف كيف حدد مرسي الرشوة بـ20 جنيها وكأنه عليم ببواطن الأمور، أيضا اختزل مشكلة المواد البترولية وطوابير البنزين فى الجراكن التى تخزن بين العمارات والتى هو يعرفها بالضبط ومن المفترض هنا أن يتم التحقيق مع مرسي على أنه شريك لأنه لم يدلنا على العمارات التى تخزن خلفها جراكن البنزين التى تسببت فى امتداد طوابير انتظار السيارات أمام المحطات الفارغة ليس لساعات ولكن لأيام لدرجة أن البعض بدأ فى إنشاء خيام إعاشة بجوار سياراتهم التى تحولت إلى قطع حديد تنتظر عودة الروح إليها من خلال حلم الحصول على لتر بنزين أو سولار.مشكلة مرسي أنه محاصر داخل عقلية موظف بسيط ولم يستوعب أنه رئيس للجمهورية. فلم يكن يحلم بالمنصب الذى هبط عليه ببركة غباء النخبة السياسية التى لم تعرف بعد التوحد وتعيش فى نطاق التشرذم والتفكك والتى يرى كل منها أنه الزعيم الأوحد وأنه الأحق بالرئاسة ومن هنا تشتتت جهود كل القوى الوطنية وتفككت أصواتهم التى جاءت لتضع مرسي فى موقع الرئاسة بضربة واحدة.واليوم تحصد مصر وليس التيارات السياسية ثمن غباء النخبة وجهل الرئيس.اليوم تعيش مصر ملكة ملكات الأرض فى عصمة رئيس لا يملك من مقومات الرئاسة شيئا، فقط يملك الكيد والتحريض والنزول بمستوى الحوار والخطاب إلى مستوى الردح.إننى وبحق أشعر بالخجل للرئيس نفسه الذى أفقد الكرسي هيبته وموقع رئيس مصر الذى كانت تتحول بقوته ورجاحة عقله إلى زعامة ليست على مستوى الوطن العربي ولكن تمتد إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها.أعتقد أن مصر فى أمس الحاجة لأن تسترد كرامتها على يد الشباب الذى بهر العالم بإصراره على التمرد على الأوضاع المشينة، لكنني أرجو أن يتحصنوا بالتطعيم ضد غباء من يطلق عليهم القوى السياسية فى الشارع المصرى كما أن عليهم أيضا أن يتحصنوا ضد آفة الغرور. حفظ الله مصر وأعاد لها مكانتها التى فقدتها.
تصريحات مــرســي تحريض على العنف !
أخبار متعلقة