وسط ظروف غامضة
الدوحة/ متابعات:أعلن الديوان الأميري بقطر أن أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيلقي اليوم في الثامنة صباحاً خطاباً يعلن فيه تنحيه عن السلطة لصالح نجله ولي العهد الشيخ تميم، وتم إعلان اليوم الثلاثاء 25 يونيو عطلة عامة في البلاد.وأبلغ أمير قطر، امس الاثنين، الأسرة الحاكمة وأعيان البلاد قراره تسليم السلطة إلى نجله ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحسب ما ذكر موقع «الجزيرة.نت».وقد نقلت وكالة «فرانس برس» الأسبوع الماضي أن «أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يستعد لتسليم السلطة إلى نجله ولي العهد الشيخ تميم».يُذكر أن الشيخ تميم من مواليد عام 1980، وهو الابن الثاني للأمير والشيخة موزة بنت ناصر المسند، ويشغل منصب نائب قائد القوات المسلحة ورئيس اللجنة الأولمبية.وفي سن مبكرة انتقل إلى بريطانيا لدراسة الثانوية العامة، فنال شهادتها من مدرسة شيربورن عام 1997، قبل أن يلتحق بأكاديمية ساند هيرست العسكرية الملكية لعام واحد. عاد إلى قطر، وبدا قريباً من والده، الذي أجرى تعديلاً في ولاية العهد بإزاحة شقيقه الأكبر الشيخ جاسم بن حمد، ليحل مكانه ولياً للعهد في الخامس من أغسطس/آب عام 2003.خلال عقد كامل في ولاية العهد، شارك الشيخ تميم في فعاليات سياسية، مع حضور قطر في ملفات الصراع في المنطقة وخارجها.وبداية من العام الماضي، تولى الشيخ تميم بن حمد صلاحيات واسعة في القضايا المحلية من أمن وتنمية، والملفات الخارجية، وفي مقدمتها تعزيز التواصل مع دول الخليج.وكانت وكالة CNN ذكرت عن مصدر دبلوماسي في الدوحة قبل اسبوع ان أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني يعتزم نقل السلطة “بشكل سلس وسلمي بما يخدم قطر والدول المجاورة”. وأضاف المصدر أن تسليم السلطة سيعقبه حل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة بوجوه شابة مطعّمة بعدد من وزراء الخبرة واكدت بان رئيس الوزراء ووزير الخارجية تالشيخ حمد بن جاسم سيشمله التغيير ولن يكون في الحكومة الجديدة. وأوضح المصدر أن تخلي الأمير الحالي سيعقبه “تغييرات كبيرة على السياسة الداخلية والخارجية . فيما تقول مصادر أخرى إن تسليم السلطة في قطر ليس قرارا شخصيا للأمير بل هو قرار أمريكي وأوربي مفروض عليه. وكانت “السفير” اللبنانية قد نشرت في 11 يونيو/حزيران أن واشنطن أرسلت للشيخ حمد مبعوثا أبلغه بقرار عزله. إلى جانب أمير قطر يغادر السلطة رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وتقول المصادر إنه يعد العدة لحياته المقبلة خارج قطر وينظر إلى رئيس الوزراء القطري على أنه المراهن الاكبر على فكرة صعود الإخوان المسلمين والجماعات الاسلامية إلى الحكم في المنطقة، الأمر الذي أثار قلق حكومات عربية وأفقد الشارع العربي الثقة بما يسمى “الربيع العربي”، كما أثار أيضاً قلق الأوساط المناهضة للإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي إلى جانب عدم ارتياح روسيا والصين لدور قطر في الشرق الأوسط والذي تعتبره هاتان الدولتان أكبر من حجمها ووزنها إقليمياً ودولياً وهو ما يفسر قيام الصحف الأوربية بتاويل تهديد كوريا الشمالية بشن هجمات صاروخية نووية على كاليفورنيا و طوكيو وسيول بأنه رسالة روسية صينية بخطورة استخدام ورقة قطر كدولة صغيرة وغنية بالمال في اللعب مع الكبار، حيث أن من شأن ذلك دخول دولة صغيرة أخرى مثل كوريا الشمالية التي لا تملك سوى السلاح النووي مجال اللعب مع الكبار.ويثير غياب حمد بن جاسم المرتقب قلق الإخوان المسلمين والجماعات الاسلامية في المنطقة لعلاقاته القوية بهم، وتبنيه مشروع ردم الهوّة بينهم وبين الولايات المتحدة، ودعمه المالي والاستثماري للتجربتين الإخوانيتين في تونس ومصر.تجدر الإشارة إلى أن قطر نشطت سياستها الخارجية على خلفية أحداث “الربيع العربي” وأصبحت إحدى الدول المؤثرة في الشرق الأوسط. كما أن أراضي قطر تحتضن القاعدة العسكرية الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط.