لاشك بان الاستمرار في السير على طريق مؤتمر الحوار الوطني الشامل يعد صمام أمان لهذا الوطن وأبنائه ومن شأنه مواجهة كافة التحديات الماثلة والمشاكل المستعصية التي نعاني منها كما أن النجاح الذي نأمل تحقيق من مؤتمر الحوار الوطني يمثل ضمانة أكيدة لتعزيز أوضاع الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي .. وذلك بكل تأكيد سيعكس نفسه ايجاباً على امن واستقرار دول المنطقة والعالم بأسره. إن مؤتمر الحوار الوطني يشكل فرصة ذهبية وثمينة لكي تلتقي كل الأطراف السياسية اليمنية ومكونات المجتمع المدني المختلفة حول طاولة مستديرة واحدة لمناقشة كافة القضايا الوطنية والمصيرية وذلك لإيجاد المعالجات الحقيقية واللازمة لها وبما يسهم في الانطلاق بالوطن صوب المستقبل المنشود والواعد لبناء اليمن الجديد والسير به في ركاب القرن الحادي والعشرين الذي أحرزت فيه البلدان المتطورة والشعوب المتقدمة نجاحات كبيرة ومنجزات مذهلة على طريق خدمة الإنسانية وتحقيق ما تصبو إليه من سعادة وتطور ونماء ورخاء شعوبها ولعل آمال وأماني شعبنا اليمني العظيم تزداد يوماً بعد يوم وهو المعروف والمتميز بتاريخه الحضاري العريق تطلعاً نحو صنع حاضره ومستقبله من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يجسد روح الحكمة اليمانية والتي هي من ابرز سمات مجتمعنا اليمني بمختلف قواه وفئاته وشرائحه لا سيما بعد أن عانى من ويلات الصراعات والحروب ودوامة الأزمات ودفع أثماناً باهظة وفادحة عبر المراحل والعهود التاريخية المتعاقبة من دماء أبنائه ومقدرات الوطن ليدرك شعبنا بان الوطن يتسع لجميع أبنائه وأن الاحتكام إلى القوة والعنف لا يمكن أن نجني من ورائها سوى الدمار والخراب والقتل والاحتراب وكلها خيارات مرفوضة لأنها تحول دون انطلاق مسيرة الحياة والنماء والتطور التي من اجلها ناضل وضحى كل المخلصين والثائرين والصامدين باختلاف انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم ومشاربهم الفكرية في ميادين الحرية املا في بناء دولة مدنية حديثة وقوية يسودها العدل والرخاء وحقوق المواطنة المتساوية دون تهميش أو تمييز أو استبعاد أو إقصاء. إن اليمنيين اليوم ومن خلال مؤتمر الحوار الوطني الجاد والمسؤول سينتقلون بوطنهم ومجتمعهم صوب يمن جديد وبصيغة جديدة ومنظومة حكم رشيد لا مكان فيه للظلم أو الفساد والممارسات الخاطئة وغير المسؤولة يمن يكفل حقوق وكرامة كل اليمنيين واليمنيات في ربوع الوطن اليمني الواحد والموحد كما أن طريق الحوار الوطني الشامل الذي اخترناه بأنفسنا درباً وسبيلاً وحيداً لبحث قضايانا وحل مشاكلنا أضحى اليوم نموذجا رائعاً وحضاريا تتوق دول وبلدان كثيرة تكتوي بنيران الحروب والصراعات الدامية إلى الاستفادة منه والنسج على منواله خاصة في ظل المناخات والأجواء الايجابية التي سادت مؤتمر الحوار ووقائعه ونالت إعجاب وتقدير واحترام مختلف دول العالم المتحضر. ولعل الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مطالبة اليوم بإظهار المزيد من الجدية والاهتمام في مساعدة اليمن واليمنيين على تجاوز آثار الأزمة السياسية المفتعلة التي مرت بها اليمن و مازال يكتوي بنارها اليمنيون كل يوم خصوصاً في ظل الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة والإمكانيات والموارد الشحيحة والمحدودة والتي لا تكفي للتغلب على تلك الأوضاع ناهيك عن مواجهة تحديات ومخاطر إضافية مثل ظاهرة الإرهاب والتصدي لها والتغلب على أعمال القرصنة التي أضرت كثيراً بالاقتصاد اليمني وتحمل الأعباء والمسؤوليات المترتبة على تدفق اللاجئين من دول القرن الأفريقي إلى الشواطئ اليمنية والتي زادت إعدادهم على المليون ومائتي الف لاجئ!! ويبقى القول إن الحوار الوطني الشامل والمسؤول لابد أن يرتكز على أمرين أساسين الأول النوايا الحسنة والضمائر المخلصة والثاني تغليب المصالح الإستراتيجية العليا للوطن اليمني على ما دونها من المصالح الذاتية والحزبية والفئوية والقبلية والمذهبية الضيقة والتي لا تبني الأوطان. أننا نناشد ومن على هذا المنبر الإعلامي الكبير والحر كافة القوى السياسية وبمختلف توجهاتها بالالتفاف حول فخامة رئيس الجمهورية والوقوف إلى جانبه صفاً واحداً لمواجهة التحديات والصعوبات الماثلة وتجاوزها من أجل بناء وتأسيس الدولة المدنية الحديثة دولة القانون والمؤسسات والمواطنة المتساوية والحريات الفكرية والعامة.
الحوار الوطني .. قراءة سياسية في التجربة اليمنية
أخبار متعلقة