نائب مدير أمن أبين لـ :14اكتوبر
أبين/ أحمد مهدي سالم :كان الوضع في غاية الألم وبلون الفجيعة حينما أسفرت مواجهات القوى العسكرية والأمنية مع عناصر الشريعة عن طردهم وانزياح كابوس مرعب عن أهالي أبين، وبالذات أهم مدينتين: زنجبار العاصمة وأختها جعار ونشوء فراغ أمني واجتماعي وسكاني يتعانق في أجوائه، نعيق الغربان ونعيب البوم ونباح الكلاب في الدعوة المفتوحة لولائم الغداء على الأجساد المتعفنة،والمتقطعة الأوصال.كانت زنجبار خالية من الحركة والسير في شوارعها محفوف بالمخاطر.تصدى لرهبة اللحظة الحاضرة، واحتقانية الموقف المقلق بعض من رجال ليسوا ككل الرجال.. كان من أبرزهم العقيد الركن أحمد العبد ناصر المدير العام للأمن بأبين.. الشاب النشط والجريء حرصنا أن يحمل لنا نتائج فجائية اللحظة، وتعقيدات الموقف ومتواليات النزوح وبدء التطبيع والاستئناف التدريجي للخدمات والعودة المتمهلة الحذرة في نقاط محددة، أو سطور قليلة ليعلم من لم يكن يعلم خصوصاً أن أسواق المزايدة شرعت في التكاثر الليموني.. بعد شيء من التمنع، وقليل من التفكر صرح بهذه الحصيلة الموجزة للصحيفة قائلاً:اندحرت عناصر الشريعة في 12/ 6/ 2012م ووجدنا أنفسنا أمام واقع أكثر سوءاً كانت أعداد رجال الأمن قليلة لكن فاعلة، وعرفت كيف تتصدى للمعركة الثانية (التطبيع وإعادة البناء) الإمكانيات ضعيفة، توزعت المهام بين تأمين المرافق الحكومية والأحياء السكنية، وحراسة آبار المياه وبقية المنشآت شيئاً فشيئاً بدأت الثقة تعود برجل الأمن وتتعزز الروابط بما يضمن إشاعة الاستقرار والإبلاغ عن بعض السرقات من المنازل والمؤسسات، وجرى ضبطها، وإيقاف المتهمين..تزامن ذلك مع بداية تصعيد نشاط اللجان الشعبية التي تصدت لبقايا أنصار الشريعة والخارجين عن القانون عقب خروج تلك الفئة الضالة.أما عن سؤالك.. أن القوة الموجودة قليلة لأن معظم الضباط والأفراد هُجروا (بكسر الجيم المشددة) من منازلهم إبان سيطرة القاعدة التي كانت تعدم كل ضابط أو منتسب للأمن، كما أن منازل كثيرين منهم مخربة، والخدمات كانت غائبة، وأسهمنا في إعادتها وقد بدأت تتغير نظرة المواطن إلى رجال الأمن الذين كانوا قبيل سقوط أبين شبه مرفوضين من قبل البعض بفعل الآلة الدعائية الرهيبة، وأناشيد التحريض، وفتاوى التكفير بحقهم،وقد أحس المواطن إحساساً حقيقاً أنه كان مغيب الوعي سلبي التفكير وسالب الممارسة ليس تجاه المؤسسة الأمنية فقط بل تجاه معظم الأمور.. بعد أن سطعت أنوار الحقائق وذاب شمع الأكاذيب.. بعد أن كانت عناصر الشريعة قد ساقتهم سوقاً.. وشاطتهم شوطاً، ولعل المثل الشعبي (باتعرف خيري.. لما تعاشر غيري) يقترب من أفكارنا هنا.اليوم الخدمات صارت معظمها متوفرة والأمور في تحسن يوماً بعد يوم ومسيرة الإعمار تسير بشكل جيد رغم بعض التعثر في السلطة المحلية في زنجبار حيث أن عدداً من أخطاء السلطة ولجنة الإعمار نواجه بسببها بعض التعثر في عملنا..مثلاً عند صرف التعويضات للمساكن أو مواد الإغاثة نجد أن شخصاً لم يطلع اسمه، أو يتحصل على تعويض طفيف مثلاً وضرر بيته كبير فيخرج هو وأمثاله إلى الشارع، مسيرات وقطع طرقات ويأتي دورنا في حل الإشكال وترسيخ الإقناع وتخفيف حدة الغضب، وتعود الأمور بشكل إيجابي، نعتز أن كل ذلك يحصل دون إراقة قطرة دم (ملاحظة من المحرر: الأخ المدير التنفيذي للإعمار.. أرجو أن يقرأ هذه الفقرة بعناية فقد كثرت المظاهرات) ومما يعزز ويقوي أداءنا أننا نعمل بحب وترابط متين من القيادة إلى القاعدة.. وللأخ العقيد/ عمر علي مدير أمن المحافظة دور إيجابي فاعل في الارتقاء بما يخدم الناس.وقال نائب مدير الأمن أما عن مشاكلنا فأبرزها التسليح، نقص الأسلحة، وترميم المبنى حيث نزلت أكثر من ثلاث لجان من الوزارة، ومازلنا ننتظر وفي الدفاع المدني سيارتان منهوبتان، وثلاث سيارات خارجة عن الجاهزية.